بازگشت

اللعن و البراءة


و اللعن و البراءة هو إعلان الفصل والبينونة الكاملة و لا يصح و لايجوز اللعن إلاّ عند ما ينقطع آخر الخيوط من و شائج الولاء في هذه الاُمّة .

فإذا انقطعت هذه الخيوط خيطاً بعد خيط و وشيجة بعد و شيجة ، عند ذلك يكون كل ّ من الفريقين اُمّة منفصلة عن الفريق الآخر، فإذا كانت إحدي الاُمتين موضع رحمة الله «مرحومة » فلا محالة تكون الاُمّة الاُخري موضع غضب الله «ملعونة ». و هذا هو الحد الفاصل والحاسم بينهما.

فإن ّ الله تعالي قد وصل بين المسلمين بوشيجة الولاء، فقال تعالي :(والمؤمنون بعضهم اولياء بعض ).

وهي اقوي الوشائج الحضارية في تاريخ البشرية ، ومَن يدخل في مساحة الولاء من المؤمنين يستحق من اعضاء هذه الاُسرة الكبيرة ،النصر و السلام و العصمة ، و اقصد بالعصمة ان يحفظوا دمه وعرضه «كرامته » و ماله ، و قد اعلن رسول الله (ص) حق ّ المسلم علي المسلمين في «العصمة » في خطاب عام القاه علي المسلمين في مسجد الخيف بمني ،في آخر حَجّة حجّها رسول الله (ص) بالمسلمين فقال : «يا ايّها الناس اسمعوا ما اقول لكم واعقلوه فانّي لا ادري لعلي لا القالكم بعد عامنا هذا». ثم قال : اي ّ يوم اعظم حرمة ؟ قالوا: هذا اليوم . قال : فاي ّ شهر اعظم حرمة ؟ قالوا: هذا الشهر.قال : فاي ّ بلد اعظم حرمة ؟ قالوا: هذا البلد. قال : فان دماءكم و اموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا إلي يوم تلقونه . فنسالكم اعمالكم ، الا هل بَلَغت قالوا: نعم . قال : اللهم ّ اشهد الا مَن كانت عنده امانة فليؤدها فإنّه لا يحل ّ دم امري ٍ مسلم ولا ماله إلاّ بطيبة نفسه ولا ترجعوا بعدي كفّار».

و يحق ّ عليه تجاه المسلمين العزة و السلام و العصمة و نقصد بالسلام ان يسلم المسلمون من يده و لسانه .

فقد روي عن رسول الله (ص) في ذلك : «المسلم من سلم المسلمون من يده و لسانه ».

و لا نعرف فيما نعرف من العلاقات الحضارية علاقة اقوي وامتن ،و في نفس الوقت ارق من علاقة الولاء.

و يدخل في دائرة الولاء، هذه كل مَن يشهد ان لا إله إلاّ الله و ان ّ محمّداً رسول الله، فإذا اشهدها دخل في عصمة الولاء وعصم من المسلمين دمه و ماله وعرضه .

و إذا انقطع ما بينهما من العصمة كان كل فريق ٍ منهما اُمة و رحم الله زهير بن القين كان واعياً لهذه الحقيقة لمّا خاطب جيش بني اُمية يوم عاشوراء فقال لهم : «يا اهل الكوفة نذار لكم من عذاب الله نذار. ان ّ حقاً علي المسلم لنصيحة اخيه المسلم ، وحن حتّي الآن اُخوة علي دين واحد مالم يقع بيننا و بينكم السيف فاذا وقع السيف انقطعت العصمة ، وكنا اُمة و انتم اُمة ».

وهذا وعي دقيق لحقيقة كبري من حقائق هذا الدين ، فإن ّ العصمة إذا ارتفعت بين فريقين من المسلمين و وقع بينهما القتل ، و بغي احدهما علي الآخر، كان كل فريق منهما اُمّة فإذا كانت إحداهما مرحومة كانت الاُخري ملعونة لا محالة ».