الرضاء والسخط
والرضا والسخط من الحب والبغض .
فإذا رضي الإنسان بعمل قوم اُشرك في عملهم ، من خير او شرّ.عوقب عليه إن كان شراً، واُثيب عليه ، إن كان خيراً.
وإذا سخط الإنسان علي قوم تبرّا منهم .
فالحب ّ و الرضا يلحقان الإنسان بالآخرين الذين يحبّهم و يرضي عنهم .
و البغض و السخط يفصلان الإنسان عن الآخرين الذين يبغضهم و يسخط عليهم .
فهو عامل للوصل والفصل .
و حيث كان اليهود المعاصرون لرسول الله (ص) راضين بفعل آبائهم في قتل الانبياء.. فإن ّ الله تعالي يُحمّلهم مسؤولية جرائم آبائهم ويدينهم بهاويعاقبهم عليها، و يُلزمهم الحجّة بذلك ، مع انّهم لم يعاصروا اُولئك الانبياء و لم يدركوهم فضلاً من ان يكون لهم دور في قتلهم .
روي عن ابي عبدالله الصادق (ع):
«إن ّ الله حكي عن قوم في كتابه (لن نؤمن لرسول ٍ حتّي ياتينا بقربان ٍ تاكله النار- قل قد جاءكم رسل ٌ من قبلي بالبيّنات وبالذي قلتم : فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين ).
قال : بين القاتلين و القائلين خمسمائة عام ، فالزمهم الله القتل برضاهم مافعلوا».
وعن محمّد بن الارقط عن ابي عبدالله الصادق (ع):
قال : تنزل الكوفة ؟
قلت : نعم .
قال : فترون قتلة الحسين بين اظهركم ؟
قال : قلت : جعلت فداك ما رايت منهم احداً.
قال : فإذن انت لاتري القاتل إلاّ من قتل او مَن وَلي القتل ؟
الم تسمع إلي قول الله (قد جاءكم رسل ٌ من قبلي بالبينات و بالذي قلتم : فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين ).
فاي ّ رسول قتل الذين كان محمّد (ص) بين اظهرهم ؟
ولم يكن بينه و بين عيسي (ع) رسول .
إنّما رضوا قتل اُولئك ، فسمّوا قاتلين .