بازگشت

دلالة الايات علي سنة التعميم


تُدين هذه الآيات اليهود المعاصرين لرسول الله (ص) بامرين قولهم :(إِن َّ اللّه َ فَقِيرٌ وَ نَحْن ُ أَغْنِيَاءُ).

(وَ قَتْلَهُم ُ الاَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَق ٍّ).

و قد سمع الله قولهم :(إِن َّ اللّه َ فَقِيرٌ وَ نَحْن ُ أَغْنِيَاءُ).

و اوعدهم ان يكتب عنهم ما قالوا من الإفك ويدينهم بما قالوا و بقتلهم الانبياء بغير حق .

(سَنَكْتُب ُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُم ُ الاَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَق ٍّ).

ويذيقهم عذاب الحريق بما نطلقوا من الإفك و بما صنعوا من قتل الانبياء بغير حق ٍ.

(وَ نَقُول ُ ذُوقُوا عَذَاب َ الْحَرِيق ِ).

و تؤكّد الآية الكريمة لليهود المعاصرين لرسول الله (ص) انّهم إنّما استحقوا عقوبة عذاب الحريق بما قدّمت ايديهم من الإفك و الإثم و ليس الله بظلام للعبيد.

(ذلِك َ بِمَا قَدَّمَت ْ أَيْدِيكُم ْ وَأَن َّ اللّه َ لَيْس َ بِظَلاَّم ٍ لِلْعَبِيدِ).

ثم تحكي عنهم الآية الكريمة انّهم طلبوا من رسول الله (ص): ان ياتيهم بقربان تاكله النار، حتّي يؤمنوا برسالته وقال إن ّ الله عهد إليهم بذلك .

(الَّذِين َ قَالُوا إِن َّ اللّه َ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلاَّ نُؤْمِن َ لِرَسُول ٍ حَتَّي يَأْتِيَنَا بِقُرْبَان ٍ تَأْكُلُه ُ النَّارُ).

فتُحاججّهم الآية الكريمة بمن قد جاءهم من قبل ، من الرسل بالبيّنات ، وبالذي طلبوا من القربان الذي تاكله النار...

ومع ذلك فلم يؤمنوا، واصرّوا علي اللجاج والعناد، و قتلوهم بغيرحق .

(قُل ْ قَدْ جَاءَكُم ْ رُسُل ٌ مِن قَبْلِي بِالْبَيِّنَات ِ وَ بِالَّذِي قُلْتُم ْ فَلِم َ قَتَلْتُمُوهُم ْ إِن كُنتُم ْ صَادِقِين َ).

وليس من شك ان ّ المخاطبين في هذه الآيات من سورة آل عمران هم اليهود المعاصرون لرسول الله (ص)، والضمائر كلّها تعود إليهم .

فهم الذين قالوا: (إِن َّ اللّه َ فَقِيرٌ وَ نَحْن ُ أَغْنِيَاءُ).

وهم الذين قالوا: (إن ّ اللهَ عَهد الينا إلاّ نؤمن ...).

والخطاب موجّه إليهم في هذا السياق وليس في ذلك شك ّ، و قراءة سريعة للآيات الكريمة من آل عمران تكفي لتاكيد هذه الحقيقة .

ومع ذلك ، فإن ّ الله تعالي يدينهم ويوعدهم بعذاب الحريق بجرائم آبائهم في قتل الانبياء من بني إسرائيل بغير حق ، ولم يكن لهم اي ّ دور في ذلك بالنظرة السطحية التي ينظر الناس من خلالها التاريخ والمجتمع .

والآيات الكريمة صريحة في الإدانة وفي العقوبة معاً.

(سَنَكْتُب ُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُم ُ الاَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَق ٍّ وَنَقُول ُ ذُوقُوا عَذَاب َ الْحَرِيق ِ).

فيدينهم الله تعالي ويعاقبهم بـ (ما فعلوا) وما (لم يفعلوا). ثم ّ تُحاججّهم الآية الكريمة بما يلزم آباءهم من قتل الانبياء بغير حق .. وهذه حجّة تُلزم آباءهم الذين قتلوا الانبياء. اما الابناء الذين طلبوا من رسول الله (ص) ان ياتيهم بقربان تاكله النار فلم يقتلوا نبيّاً. ولم يعاصروهم فكيف تُحجّهم الآية الكريمة بما لم يفعلوا، ولم يكن لهم فيه دور و شان ؟

وجواب هذه الاسئلة جميعاً في (سنّة التعميم ).

فقد عمّم الله تعالي مسؤولية الآباء في قتل الانبياء علي الابناء، كما عمّم الله تعالي عقوبة الآباء في هذه الجريمة علي الابناء، ثم عمّم اللهالحجّة التي تُلزم الآباء علي الابناء و هذه التعميمات جميعاً تتبع سنّة إلهية عامّة هي سنّة «التعميم ».

و هذه السنّة الإلهية هي دليل هذه الإدانة و العقوبة و الإحتجاج .

و معني «التعميم » في هذه الآية الكريمة إن ّ الله تعالي يشرك الابناء في مسؤوليات الآباء وجرائمهم و عقوباتهم و ما يُلزمهم ويُحجهم .