بازگشت

طبقة المستضعفين


الذين يستخفّهم الطاغوت (يسلبهم ثقلهم في موازين الإنسانية )، و يستضعفهم (يسلبهم القدرات والإمكانات والكفاءات التي منحهم الله تعالي لهم )، و تتحول هذه الطبقة الواسعة الي طبقة تابعة ، ومنقادة ، ومستسلمة للامر الواقع ، وتفقد خصائصها و قيمها الإنسانية كافة ، وتتحول الي اداة طيّعة لتنفيذ كل ما يمليه عليها الطاغوت .

و اوّل ما تفقد هذه الطبقة وعيها وإرادتها، ومن ثم تفقد كل شي ء في حياتها مما منحها الله تعالي من القيم و الكفاءات .

(خَتَم َ اللَّه ُ عَلَي قُلُوبِهِم ْ وَعَلَي سَمْعِهِم ْ وَعَلَي أَبْصَارِهِم ْ غِشَاوَة ٌ).

ولإنقاذ هؤلاء لابد من تحرير وعيهم وإرادتهم من اسر الطاغوت ، إن الطاغوت يسلبهم (الوعي ) و(الإرادة ) عن طريق (الإرهاب )و(الإفساد)، و لإ نقاذهم من قبضة الطاغوت واسره لابدّ من إعادة (الوعي ) و (الإرادة ) إليهم قبل كل شي ء، حتي ينظروا الي الاُمور و الاشخاص بوعيهم الذي اعطاهم الله، لا من خلال ما يحبّه الطاغوت و يكرهه ، و حتي يتمكّنوا من ان ياخذوا القرار لانفسهم بانفسهم ، لا ان يتخذ الطاغوت القرار بالنيابة عنهم ولهم .

ولقد واجه الحسين (ع) واقعاً اجتماعياً وسياسياً سيّئاً من مثل هذا الواقع ، تمكن فيه بنو اُمية من مسخ شخصية الاُمة مسخاً كاملاً، و مصادرة قيمها و قدراتها و وعيها وإرادتها. واسوا ما كان في هذا المسخ و التحويل ان القدرة و القوّة التي منحهم الإسلام إيّاها تحوّلت في نفوس هؤلاء، وبفعل بني اُمية الي قوة للقضاء علي الإسلام ، و السيف الذي سلّحهم به رسول الله لقتال اعداء الإسلام ، تحوّل في ايديهم إلي اداة لمحاربة ابناء رسول الله و اوليائهم دون اعدائهم .

و كان هذا هو جوهر المسخ الحضاري ، الذي تم ّ علي يد بني اُمية في حياة هذه الاُمة .

و الي هذا المعني يشير الإمام الحسين (ع) في خطبته الثانية يوم عاشوراء امام جمهور جيش ابن سعد:

«سللتم علينا سيفاً لنا في ايمانكم ، وحششتم علينا ناراً اقتدحناها علي عدوّنا و عدوّكم ، فاصبحتم الباً لاعدائكم علي اوليائكم بغير عدل افشوه فيكم و لا امل اصبح لكم فيهم ».

فكيف جرت ـ ياتري ـ هذه الانتكاسة الخطيرة في نفوس هؤلاء الناس ، حتي عادت سيوفهم التي مكّنهم الإسلام منها لمحاربة البغاة الظالمين في وجه ابن رسول الله (ص)، الزكي الطاهر الامين ، و لصالح سلطان ابن معاوية الفاسق السكّير، الذي كان لا يشك في فجوره و فسقه و شربه و فحشه احد من المسلمين ؟

وكيف جرت ـ ياتري ـ هذه الانتكاسة الخطيرة في حياة الناس ، حتي تخالفت قلوب هؤلاء الناس وسيوفهم ، كما قال الفرزدق الشاعر؛ للحسين (ع): (إن قلوبهم معك و سيوفهم عليك )؟ ثم توافقت قلوبهم وسيوفهم علي ابن رسول الله، و اهل بيته و اصحابه المقيمين للصلاة ،و الآمرين بالمعروف و الناهين عن المنكر.

و كيف تحوّلت هذه القوة التي منحهم الإسلام إيّاها، والمركزية و السيادة ، والموقع الممتاز الذي اكتسبوه بالإسلام ، الي قوة ضاربة لصالح اعدائهم ضد اوليائهم ؟

فقد جعل منهم الإسلام قوة كبري بين الاُمم ، و منحهم موقعاً ممتازاً علي وجه الارض ، واخرجهم من دائرة الخمول ، و سلّط عليهم الضوء.ولكن لست ادري ماذا حل ّ بهذه الاُمة من سوء حتي تحوّلت هذه القوة و المركزية ، كلها لصالح اعدائهم علي اوليائهم ؟ وعاد من جديد اُولئك الذين كانوا يحاربون هذا الدين الي مراكزهم القيادية في المجتمع ،مستفيدين من كل هذه القوة ، و المركزية و النفوذ، والسلطان ، الذي جاء به الإسلام ، و اصبح دعاة هذا الدين وقادته ، الذين حملوا هذا الدين في موضع الاتهام و المحاربة من قبل الاُمة ، تقاتلهم بالسيف الذي وضعه الإسلام في ايديهم .

و ما اروع تعبير الإمام و اصدقه بهذا الصدد «سللتم علينا سيفاً لنا في ايمانكم !».

و ذلك كلّه من غير ان ينقلب هؤلاء الذين كانوا يحاربون الإسلام في الامس القريب ، عن مواقعهم العدائية من الإسلام ومن هذه الاُمة . فلا زالوايحملون بين جنبيهم روح الجاهلية ، و يمارسون اخلاقها و عاداتها و يعملون علي استئصال القيم الإسلامية ، في هذه الاُمة الناشئة ، ونشر الظلم والرعب و الفساد في اوساطها «بغير عدل افشوه فيكم ، ولا امل اصبح لكم فيهم ».

و كانت هذه الاُمة في جاهليتها ضعيفة ، خاملة الذكر، منسيّة ، راكدة ، لاتكاد تجد في حياتها حركة او عزماً او قوّة علي المواجهة ، فاستثار الإسلام كوامن الحركة ، و القوة ، و العزم ، و الانطلاق والبناء في نفوس هؤلاء الناس ،واستخرج الإسلام كنوز القدرة و الحركة و الثورة في نفوسهم .

و تحوّلت هذه الاُمة الراكدة الي حركة حضارية علي وجه الارض في التاريخ ، تحرق الجبابرة والطغاة ، ولكن ما اسرع ما انتكست هذه الاُمة ؛فتحوّلت هذه الحركة ، والقوة ، والانطلاقة التي استثارها الإسلام باتّجاه عكسي تماماً، للقضاء علي حَمَلة هذا الدين ، ودعاته ، واوليائه ، ولصالح الطبقة المترفة التي كانت تحارب هذا الدين بالامس القريب ، و تحمل حتي اليوم ، معها الي الإسلام رواسب الجاهلية ، و افكارها، و عاداتها،و سلوكها!

«وحششتم علينا ناراً اقتـدحناها علي عدوّنا و عدوّكم ».

ولا نعرف فيما يصيب الاُمم من المآسي ، ماساة آلم و افجع من ان ينقلب الإنسان علي نفسه ؛ فيؤثر ضرّه علي نفعه ، وفساده علي صلاحه ،ويحارب اولياءه و يتحبّب الي اعدائه .

ولقد اصاب المسلمين في هذه الفترة ماساة من مثل هذه الماساة .

والإمام يعبّر عن المه العميق بهذه الكلمة المشجية :

«وَيْحَكم ! اهؤلاء تعضدون ، و عنّا تتخاذلون ؟»

إنّنا لا نشك في ان الاُمة قد تعرّضت في هذه الفترة لردّة ٍ حضارية عجيبة ، من قبيل ما يقول تعالي : (أَفَإن مَّات َ أَوْ قُتِل َ انقَلَبْتُم ْ عَلَي أَعْقَابِكُم ْ).

و آية هذه الردّة الحضارية التي تنتكس فيها الاُمة هو ان يتحول الاولياء في حياة الاُمة الي موضع الاعداء، و يتحوّل الاعداء الي موضع الاولياء.

و عندما يتبادل هذان القطبان : (الولاية و البراءة ) في حياة الناس مواضعهما، و ياخذ كل منهما موضع الآخر، فإن هذه الاُمة تواجه امراًيختلف عن اي امر آخر، و هذا الامر هو الانقلاب الحضاري الشامل (اوالردّة الحضارية إذا كان هذا الانقلاب باتّجاه رجعي ).

و الاُمة في هذه تتنكر لنفسها وتنقلب عمّا هي عليه الي شي ء آخر؛فإن هوية الاُمة و شخصيتها بالولاء والبراءة ، وعندما يتحول الولاء الي موضع البراءة والبراءة الي موضع الولاء؛ فإن هذه الاُمة تواجه حالة انتكاسة خطيرة .

و هذا هو ما يشير إليه الإمام في خطابه لجيش بني اُمية يوم عاشوراء:«فاصبحتم الباً لاعدائكم علي اوليائكم ».

وهذه الحالة التي يصح ان نعبّر عنها بان ّ الإنسان يتنكّر فيها لنفسه ، اويعادي نفسه . فإن الإنسان عندما يتودّد الي عدوّه ، و يساعده و يعينه فإنما يعينه علي نفسه ، ولا يمكن ان يقدم الإنسان علي مثل ذلك ، إلا إذا تنكّر لنفسه و نسي نفسه .

والتعبير القرآني بهذا الصدد دقيق و معبّر:

(وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِين َ نَسُوا اللَّه َ فَأَنسَاهُم ْ أَنفُسَهُم ْ).

إن ّ الذي ينسي الله يُنسيه نفسه ، والذي يتنكّر لله ينكر الله نفسه عليه .

والإنسان في هذه الحالة ، من السقوط و التردّي ، إنّما يخسر نفسه ،و شر انواع الخسارة ان يخسر الإنسان نفسه . فإذا خسر الإنسان نفسه يفقدكل راس ماله ، و لا يبقي له شي ء بعد ذلك يرجو منه خيراً.

يقول تعالي : (وَمَن خَفَّت ْ مَوَازِينُه ُ فَأوْلَئك َ الَّذِين َ خَسِرُواْ أَنفُسَهُم بِمَا كَانُواْ بِـَآيَاتِنَا يَظْلِمُون َ).

ويقول عزّ شانه : (قُل ْ إِن َّ الْخَاسِرِين َ الَّذِين َ خَسِرُوا أَنفُسَهُم ْ وَ أَهْلِيهِم ْ يَوْم َالْقِيَامَة ِ).

وخسارة النفس تختلف عن ايّة خسارة اُخري ، فإن الربح و الخسارة هما الزيادة والنقصان فيما يملك الإنسان مع بقاء المحور: (الانا). فكلما يكتسب الإنسان من فائدة مادية او معنوية يدخل في حساب (الربح )،وكلما يفقد الإنسان من المواهب المادية و المعنوية التي آتاه الله تعالي يدخل في حساب (الخسارة )، وتزيد الخسارة كلما تهبط درجة الخسارة اكثر تحت الصفر.

ولكن في هذه الاحوال جميعاً يحتفظ الإنسان بـ (الانا) الذي هو المحور الذي تدور حوله الارباح و الخسائر.

فإذا خسر الإنسان هذا المحور اي : خسر نفسه ، لا ما يملك من مواهب مادية و معنوية ، وسقط هذا المحور كان هو الخسران الاكبر، الذي لا تشبهه خسارة اُخري .

والي هذا المعني من الخسارة يشير القرآن الكريم بكلمة (وخَسِرُوا أَنفُسَهُم ْ) في اكثر من آية ونلتقي في القرآن تعبيراً آخر عن هؤلاء الناس الذين يخسرون انفسهم في الحياة الدنيا وهو (ظلم النفس ).

و قد يستغرب الإنسان من هذه الكلمة ، فهل يمكن ان يعادي الإنسان نفسه ويظلمها ويعتدي عليها؟ يجيب القرآن علي هذا السؤال بالإيجاب : (وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـكِن كَانُوا أَنفُسَهُم ْ يَظْلِمُون َ).

والذين يعاقبهم الله بظلمهم ، لم يظلمهم الله، وإنّما كانوا هم الذين اقدموا علي ظلم انفسهم : (وَمَا ظَلَمْناهُم ْ وَلَـكِن كَانُوا أَنفُسَهُم ْ يَظْلِمُون َ).

واخيراً إن مآل الخير والشر هو النفس ، وإن ّ الذي يهتدي فإنما يهتدي لنفسه ، والذي يضل ّ فإنّما يضل ّ علي نفسه .

(فَمَن ِ اهْتَدَي فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِه ِ وَ مَن ضَل َّ فَإِنَّمَا يَضِل ُّ عَلَيْهَا).

اي يستقرّ الضلال و الغي ّ علي نفسه ، هؤلاء يضلّون علي انفسهم ،ويضل ّ سعيهم و عملهم و تحركهم .

ذلك هو الخسارة و الضياع الكبير: ان يضل ّ الإنسان علي نفسه ،و يضل ّ سعيه و عمله : (الَّذِين َ ضَل َّ سَعْيُهُم ْ فِي الْحَياة ِ الدُّنْيَا).

(وَ الَّذِين َ كَفَرُواْ فَتَعْسًا لَّهُم ْ وَأَضَل َّ أَعْمَالَهُم ).

فإن الإنسان إذا تنكّر لنفسه و ظلمها و عاداها خسرها، و عندما يخسر الإنسان نفسه يضل ّ سعيه و عمله ، و يذهب هباءً كل جهدٍ وعمل ٍ له .

و الي هذه الخسارة يشير الإمام الحسين (ع) في خطابه الذي وجّهه الي اصحاب الحرّ في منزل البيضة :

«فانا الحسين بن علي واُمي فاطمة بنت رسول الله، نفسي مع انفسكم ، و اهلي مع اهلكم ، ولكم في َّ اُسوة ... وإن لم تفعلوا ونقضتم عهدكم وخلعتم بيعتي من اعناقكم فحظّكم اخطاتم ونصيبكم ضيّعتم ، و من نكث فإنما ينكث علي نفسه وسيغني اللهعنكم ».

إن ّ هذه الظاهرة من اغرب ما يلتقيه الإنسان من ظواهر غريبة في حياته علي ظهر الارض .

إن ّ الإنسان بهذا التحوّل الذي يشرح خطواته و مراحله القرآن الكريم يظلم نفسه ، ويتنكر لها، فيخسرها، ويعود شيئاً آخر يختلف اختلافاً كلياً عمّا كان عليه ، يمشي ويتحرّك بين الناس ، ولكن من دون إرادة ووعي ،بل بما يُملي عليه و يراد منه .

يتحرك لا بإرادته ، و إنما بإرادة الطاغوت الذي يستعبده ويحرّكه ، لابالاتجاه الذي ينفعه و يخدمه ، و إنما بالاتجاه الذي يخدم عدوّه .

هؤلاء هم الذين تنتكس قلوبهم و يختم الله عليها، و صدق الله تعالي :

(وَنُقَلِّب ُ أَفئدَتَهُم ْ).

(خَتَم َ اللَّه ُ عَلَي قُلُوبِهِم ْ).

ولن تعود لهم إرادة ، و وعي ، و فهم ، و نور يتحركون به في الناس .

و عندما يفقد الإنسان الوعي ، و النور، و الإرادة ، و العزم في حياته ينقلب الي اداة طيّعة وسهلة بيد الطاغوت ، يستخدمه في تحقيق اطماعه بالشكل الذي يريد، و يوجّهه الي ضرب اوليائه باعدائه ، وهذا التحول العجيب في حياة الناس هو الذي حدث في هذه الفترة من التاريخ علي يدحكّام بني اُمية في هذه الاُمة و واجهه الحسين (ع) بمرارة والم .

لقد جري ـ بالتاكيد ـ تحوّل خطير في نفوس هؤلاء الناس ؛ حتي عاداسفلهم اعلاهم ، واعلاهم اسفلهم ، في انتكاسة رهيبة يقل نظيرها في التاريخ ، حتي يخرج ثلاثون الفاً منهم او اكثر من الكوفة عاصمة اميرالمؤمنين لمحاربة سيد شباب اهل الجنة ، و ابن رسول الله (ص)، و نجل اميرالمؤمنين (ع).

و التفسير الوحيد الذي يستطيع ان يفسر لنا سر هذه الانتكاسة و المسخ الحضاري في شخصية الاُمة ـ او طائفة كبيرة من الاُمة علي اقل التقادير ـ، يكمن في الجهد البليغ الذي بذله بنو اُمية في إرهاب الناس و إفسادهم لغرض سيطرتهم علي المسلمين ، ومسخ معالم شخصيتهم ؛حتي عادت ضمائرهم و إدراكاتهم و إراداتهم في قبضة بني اُمية ،يتحكّمون فيها بالطريقة التي تعجبهم ، و تخدم اهدافهم .

و كان لابدّ من هزة قوية عنيفة لضمير الاُمة تعيد إليها وعيها،و إرادتها، و قيمها، و تشعرها بعمق الكارثة التي حلّت بها، و تبعث الندم في نفوسهم ، وحتي لو لم تكن هذه الهزة تنفع هذا الجيل ، فقدكانت تعتبر ضرورة من ضرورات المرحلة لإنقاذ الجيل الذي ياتي من بعد هذا الجيل ؛ لئلا يسري إليه هذا الانحطاط الحضاري الذي لزم هذا الجيل .

وكانت تضحية الإمام الحسين (ع) و تحرّكه الماساوي يكوّن في وجدان الاُمة هذه الهزة العميقة ، كالتي كانت تتطلبها ضرورات الساحة و الحالة الاجتماعية .

لقد نبّهت شهادة الحسين و اهل بيته و اصحابه بالطريقة المفجعة التي تمّت بها ضمائر المسلمين ، و اشعرتهم بالندم ، و مكّنتهم من ان يستعيدوا وعيهم و إرادتهم من جديد، فيفكّروا و يقرّروا مصيرهم بانفسهم .

لقد شعروا ـ بعد الانتباه ـ بالكابوس الرهيب الذي كان يلقي بثقله علي صدورهم ، و قلوبهم ، و عقولهم ، و عادت إليهم إرادتهم و حريتهم و وعيهم .

فقد هزّت تضحية الإمام الحسين (ع) ضمائر المسلمين ، هزة عنيفة ،و اشعرتهم بفداحة الإثم ، و ضخامة الجريمة ، وعمق الردّة و الانتكاسة في نفوسهم و حياتهم ؛ فكانت هذه التضحية الماساوية مبدا و منطلقاً لحركات كثيرة في التاريخ الإسلامي ، ومصدراً كبيراً للتحريك في التاريخ الإسلامي .