بازگشت

المقدمة


كانت الارض ولا زالت مركز الحياة البشرية منذ أن هبط آدم (ع) و حوّاء عليها، وتكاثر نسلهما، فأصبحوا شعوباً و قبائل َ بعد ذاك ،فاستعمرت ونمت علي سطحها الحضارات و المدنيات علي مرِّ التاريخ البشري .

إن ّ لذرّات التراب المكوِّن لهذه الارض قداسة ً خاصة ، فآدم (ع) خُلق من طينه ، و نُفخ فيه بإذن الله تعالي ، فكان البشر بآدميته التي نراها.

إن ّ الارض التي دحاها الله تعالي هي أُم ّ الخير و الرزق و الطعام ، و قد وهبها الله تعالي طبيعة الحياة في هذا الكون الرحب ، وحدّد السنن الكونية التي تجري علي كل ّ من جلس وجري ، فمن استنصح وعقل فقد فازباستثمار مواردها، و هني ء العيش له بأمن ٍ و اطمئنان ، وعكس ذلك كان خراب الديار.

فأرسل الله تعالي الرسل والانبياء (ع) مبشرين و منذرين ، و خاتمهم نبينا محمد (ص) الذي قال : «جُعلت لي الارض ُ مسجداً و طَهوراً».

فالحديث عن الارض طويل ومتشعِّب ؛ ولا اُريد أن أخوض فيه الآن بهذه العجالة ، وهذه مقدمة متواضعة لموضوع بحثنا حول التربة الحسينية و قدسيتها و خاصيتها الشفائية ، والتي هي جزء من هذه الارض التي تحدّثنا عنها آنفاً.