بازگشت

حتمية القتل في المنهج الباراغماتي


لم يكن للباراغماتية مانع يحدُّ من تطلّعاتها و رغباتها، ولم يكن لهااي اعتبار قيّمي للواسطة التي تنفّذ بها غايتها او توصلها الي مرامها. فهي تتماشي و تتوافق الي حدٍّ ما مع المنهج الميكافيلي ، الذي ينطلق بشعارالغاية تبرر الوسيلة . و هكذا وبعد فصول دامية من الصراع القيمي الباراغماتي من قبل بدء الرسالة الي لحظات يوم الطف ينتهي الباراغماتيون الي حقيقة مفزعة حينما يتعسكرون بالآلاف مع كامل عدّتهم وعددهم وهم يواجهون بضعة رجال آمنوا بربّهم و بقضية إمامهم ،وبهذا الفارق النسبي ، اعطت الباراغماتية انطباعاً آخر من قيّمها اللاقيميّة في المواجهة .

في كل ّ حركة من حركات الباراغماتيين في ساحة الطف لها حسابات خاصة في تفسير منهجهم ؛ فقتل الاطفال الرّضع و سبي النساء و حرق الخيام و منع الحسين (ع) واصحابه من الماء، والتمثيل بجثث القتلي و حتي خطاباتهم واراجيز المعركة كل ّ ذلك لم تكن قيم جاهلية تعارف عليها العرب آنذاك ، فهي افعال منسلخة عن وحي البشر، فالعاطفة ، الضمير،التحسس ، الوجدان ، الشعور، مفردات غائبة ومنعدمة في الحركة الباراغماتية وبالاخص ساعة الانتقام لساعة الطف ، ساعة قتل الحسين قتل البقية من آل الرسول ، والتشفي بقتلهم .

و يذكر ان رؤوس الشهداء وضعت بين يدي يزيد و فيها راس الحسين (ع) فجعل يتمثّل بقول الحسين بن الحمام المري :



صبرنا وكان الصبر منا سجية

باسيافنا تفرين هاماً ومعصما



ابي قومنا ان ينصفونا فانصفت

قواضب في ايماننا تقطر الدما



نفلّق هاماً من رجال اعزّة

علينا وهم كانوا اعق واظلما



ثم تمثّل يزيد بابيات ابن الزبعري ، و ازاد فيها البيتين الاخيرين كمارواه سبط بن الجوزي عن الشعبي :



ليت اشياخي ببدرٍ شهدوا

جزع الخزرج من وقع الاسل



فاهلوا واستهلوا فرحاً

ثم قالوا يايزيد لا تشل



قد قتلنا القرم من ساداتهم

وعدلناه ببدرٍ فاعتدل



لعبت هاشم بالملك

فلاخبر جاء ولا وحي نزل



لست من خندف إن لم انتقم من بني احمد ما كان فعل و هكذا سجل الباراغماتيون في قتلهم الحسين (ع) و اصحابه (ع) ادني مرحلة من مراحل سقوط القيم و التسافل و الانحدار، سجلت القيميّة اعلي درجة من درجات المظلومية والانتصار؛ وبات الطف صدي ً واضحاً يردّد تناقض و تخالف و تصارع المنهجين .

والحمدلله رب ّ العالمين