بازگشت

و جاءت نهضة الحسين لتكشف الزيف والمزيفين


وجاءت نهضة الإمام الحسين (ع) بمهمة التوفّر علي حفظ الدين نبعاً صافياً اصيلاً، وجاءت ثورته الكبري لكشف المزيّفين الذين ارتدوا رداء الدين وتلفّعوا بايات الكتاب المبين .

فالحياة عندهم متاع وخداع وملذّات ، يرافقها قتل ومكر وغدروسفك دماء. هدف هابط لا يمكن الوصول إليه إلاّ بشعارات دينية وذكرٍ وصلوات ٍ وقراءة قران . نعم ، لا مانع ان يرتقي المنبر من يحدّث الناس عن الزهد والدين والاخرة والعقاب والثواب والحور العين ، ويفاخر بصحبته لرسول الله (ص) طالما انه يُنهي خطبته بلعن ابي تراب والإجهازعلي تراثه وعظمته ومناقبه .

ولا مانع ان ياتي زمان ٌ بعد حين يلعن اُولئك الذين يحدّثون الناس عن الزهد ولا يزهدون ، ويرغّبونهم في الاخرة ولا يرغبون ، مادام الدين لعقاً علي السن السلاطين والوعّاظ ، يصْعدون به علي اعناق الناس ، ويمررون ما يريدون بتوظيف نصوصه ، وبيع صكوك الغفران ، وعلي خطي ما لقيصر لقيصر وما لله لله.

وتاتي كلمات الإمام الحسين (ع) تدوّي مرة اُخري : إن ّ اشدّ الناس عذاباً يوم القيامة هم اُولئك الذين يشترون بايات الله ثمناً قليلاً، فيستنهض ويذكّر (فَلاَ تَخْشَوُا النَّاس َ وَاخْشَوْن ِ وَلاَ تَشْتَرُوا بِايَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً) .ولا يتردّد ان يقول ببلاغ عربي فصيح في خطبة خلّدها التاريخ :

«ثم انتم ايّها العصابة ، بالعلم مشهورة ، وبالخير مذكورة ، وبالنصيحة معروفة ، وبالله في انفس الناس مهابة ، يهابكم الشريف ويكرمكم الضعيف ويؤثركم مَن لافضل لكم عليه ولا يد لكم عنده ، تُشفّعون في الحوائج إذا امتنعت من طلاّبها، وتمشون في الطريق بهيئة الملوك وكرامة الاكابر، اليس كل ذلك إنّما نلتموه ، بما يُرجي عندكم من القيام بحق ّ الله؟ وإن ْ كنتم عن اكثر حقّه تقصّرون فاستخففتم بحق ّ الائمة ،فامّا حق ّ الضعفاء فضيّعتم ، واما حقّكم بزعمكم فطلبتم ، فلا مالاً بذلتموه ، ولا نفساًخاطرتم بها للّذي خلقها، ولا عشيرة عاديتموها في ذات الله، انتم تتمنون علي الله جنّته ومجاورة رسله واماناً من عذابه ».