بازگشت

و تسلط ارباب السوء


وهكذا تحقّقت رؤيا النبي (ص) ، وقام مُلك ارباب السوء، وتوالي ابناء الطُلقاء واحفاد (الشجرة الملعونة في القران ) في حكم الناس وفتنتهم والتحكّم بدينهم ودنياهم .

وحيث اجاد اوّلهم استخدام سياسة (فرّق تسد) ، ونشر القصاصين في المساجد، واستُبدلت قيم الحق والعدل بقيم الترف والثراء والتزلّف لاصحاب المال والقرار، وحين احس ّ ان رجال المدينة يمتنعون عن بيعة ولده يزيد، راسلهم اوّلاً، ثم ذهب إليهم بنفسه عام خمسين للهجرة ، مستخدماً سياسة المراوغة والخداع ، عازفاً علي اوتار النفوس المحبّة للمال والجاه ، مدغدغاً كوامن الاهواء، عالماً ان الاُمّة التي اسلمت عليّاً والحسن لن تجتمع علي الحسين (ع) ، وبالتالي فالمطلوب هو كسب الوقت وتفتيت المعارضة وضرب الناس بعضهم ببعض حتّي يصل المُلك الي يزيد القرود غنيمة ً باردة ، لا ينافسه عليه احد، ولا تجرؤ عليه اُمّة ، هان عليها دينها فذلّت وهانت واستكانت .

وتستمر هذه السياسة ، ويستمر معها طبعاً العزف علي عود الدين ، ولكن اي دين ؟! دين الانبياء، ام دين الفقهاء؟! حسب تعبير احد المعاصرين ـ وليكن دين السلاطين ودين وعّاظ السلاطين . هذا الدين الذي هو سبب كل ّ الكوارث والرزايا في تاريخ المسلمين ، والذي وصفه احد المعاصرين ايضاً بان مصيبته في فئتين :

«فئة اساءت استخدامه ، وفئة ٌ اتقنت استغلاله ، فالتي اساءت استخدامه ضلّلت المؤمنين به ، والتي اتقنت استغلاله ، اعطت الجاحدين حجّة عليه ».