بازگشت

تقصير مع الامام الحسن


ومعالمه معروفة ، والتاريخ واضح ، صريح في هذه القضية .

ففيما يحقن الإمام الحسن (ع) دماء المسلمين ، ويتحمّل ما يتحمّله من اتّهام الناس في توقيعه لوثيقة ٍ تاريخية ، يعلم تماماً ان معاوية سينقضها، تري معاويه يقول وبلا حياء:

«الا إن كل شي ء اعطيته الحسن بن علي تحت قدمي ّ هاتين .. وإنّي والله ما قاتلتكم لتصلّوا ولا لتصوموا، ولا لتحجّوا ولا لتزكّوا.. إنّما قاتلتكم لاتامّر عليكم ».

فلم يكن هدف معاوية من قتاله الاقتصاص من قتلة عثمان ، كما كان يزعم ، وإنّما للاستحواذ علي السلطة وإذلال المؤمنين ، ولكن ّ بايّة وسائل ؟! نستطيع ان نعدّد ونضع عناوين :

الرشوة وشراء الضمائر والذمم ، الاغتيال السياسي والتصفيات الجسدية «إن ّ لله جنوداً من عسل »، المكر والخداع واختلاق كتّاب ،يُنسب لقيس بن سعد لتضليل الناس والتمويه عليهم ، النوح او التباكي علي الإسلام والرسالة وميراث النبوّة ، الصوم والصلاة نعم ، حتّي الصوم والصّلاة ، كانتا من وسائل التضليل والضحك علي ذقون الناس .

امّا الناس ، فإنّهم حول الطاغية ادوات قمع وازلام سلطة وكلاب هراش ، لا يفرّقون بين الناقة والبعير، حتي صاروا مع وريثه الفاسق :«همج رعاع ينعقون مع كل ّ ناعق ويمليون مع كل ريح » «الدين لعق علي السنتهم يحوطونه ما درّت معايشهم فإذا مُحِّصوا بالبلاء قل ّ الديّانون ».

هكذا، إذن كان الناس ، متفرّج صامت ، او خائف مذعور، او نفعي مرتزق ، او عابد متنسّك ، ومنهم ( وَمِنْهُم مَن يَقُول ُ ائْذَن لِي وَلاَ تَفْتِنِّي أَلاَ فِي الْفِتْنَة ِ سَقَطُوا) .

نعم ، لقد اختار بعضهم شعار: (لا تفتنّي ) الا إنّهم في الفتنة سقطوا. وهذا هو التقصير ولكن لا يشعرون .