بازگشت

الزنجيل (ضرب السلاسل)


موكب يتكون بتجمع عدد غفير من الناس في مركز معين يقيمون فيه مأتماً علي الإمام الحسين (عليه السلام) ثم يجردون ظهورهم -بلبس خاص من القماش الأسود الذي فصّل خصيصاً لهذا الغرض- ويقبضون بأيديهم مقابض حزمة من السلاسل الرقيقة فيضربون أكتافهم بها بأسلوب رتيب ينظمه قرع الطبول والصنوج بطور حربي عنيف وينطلقون من مركز تجمعهم ويسيرون عبر الشوارع إلي مكان مقدس ينفضون فيه وهم يهزجون في كل ذلك بأناشيد حزينة أو يهتفون: (مظلوم.. حسين شهيد عطشان.. ياحسين) [1] .

والناظر لهذا الموكب يستشعر مدي قوة التحمل لدي الضاربين وصبرهم.

والتحليل الفلسفي لهذا الموكب هو أن الزنجيل في كل البلدان الحضارية، يشير إلي الظلم والاضطهاد ويستطيع أي شخص أن يتلمس ذلك واضحاً وجلياً في معارض كبار الرسامين وفي الأطروحات الأدبية قديماً وحديثاً، فعندما يضرب به علي الظهر يراد الإشارة إلي أن الظلم والاضطهاد الذي جري علي أهل البيت (عليهم السلام) وعلي شيعتهم لن يحيدنا عن خطهم وعن طريقهم، وأن اضطهادكم أيها الظالمون نجعله وراء ظـهورنا ولا قيمة لـه، ولذا كان الضرب بالزنجيل علي الظهور وليس علي الصدور، كما أنه يبعث بالرسالة الآتية:(أيها الظالمون إن كنتم تظنون أنكم تخيفوننا بالظلم والجور وكافة أنواع الاضطهاد، فها نحن نضرب أنفسنا لكي نريكم أننا علي استعداد لتحمل ظلمكم واضطهادكم لنا في سبيل البقاء علي العهد مع أهل البيت (عليهم السلام)).

هذه هي الحكمة التي تستطيع أن تستشعرها بوضوح أيها الموالي لأهل البيت (عليهم السلام)، كما يستطيع ذلك المعادي لهم.


پاورقي

[1] المصدر السابق.