في دعاء الرسول و الأئمة و الملائكة و صلاتها لزائريه
و عدم الرخصة في ترك زيارته و ان كان لخوف، و الدلالة علي كون زيارته فرضا لازما و حتما مقضيا.
في الكامل، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبدالله عليه السلام، قال: قال لي: يا معاوية لا تدع زيارة قبر الحسين عليه السلام لخوف، فان من تركه رأي من الحسرة ما يتمني أن قبره كان عنده، أما تحب أن يري الله شخصك و سوادك فيمن يدعو له رسول الله و علي و فاطمة و الأئمة عليهم السلام؟
أما تحب أن تكون ممن ينقلب بالمغفرة لما مضي و يغفر لك ذنوب سبعين سنة؟ أما تحب أن تكون ممن يخرج من الدنيا و ليس عليك ذنب تتبع؟ أما تحب أن تكون غدا ممن يصافحه رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم؟ [1] .
و فيه و في الكافي، عن ابن وهب، قال: استأذنت علي أبي عبدالله عليه السلام فقيل لي: ادخل، فدخلت فوجدته في مصلاه في بيته، فجلست حتي قضي صلاته،
فسمعته يناجي ربه، و هو يقول: يا من خصنا بالكرامة، و خصنا بالوصية، و وعدنا الشفاعة [و حملنا الرسالة، و جعلنا ورثة الأنبياء، و ختم بنا الامم السالفة، و خصنا بالوصية] [2] و أعطانا علم ما مضي و ما بقي، و جعل أفئدة من الناس تهوي الينا، اغفر لي و لاخواني و لزوار قبر أبي الحسين عليه السلام، الذين أنفقوا أموالهم، و أشخصوا أبدانهم، رغبة في برنا، و رجاء لما عندك في صلتنا، و سرورا أدخلوه علي نبيك صلواتك عليه و آله، و اجابة منهم لأمرنا، و غيظا أدخلوه علي عدونا،، أرادوا بذلك رضاك.
فكافهم عنا بالرضوان، و أكلأهم بالليل و النهار، و اخلف علي أهاليهم و أولادهم الذين خلفوا بأحسن الخلف، و أصحبهم و اكفهم شر كل جبار عنيد، و كل ضعيف من خلقك أو شديد، و شر شياطين الانس و الجن، و أعطهم أفضل ما أملوا منك في غربتهم عن أوطانهم، و ما آثرونا به علي أبنائهم و أهاليهم و قراباتهم.
اللهم ان أعداءنا عابوا عليهم خروجهم، فلم ينههم ذلك عن الشخوص الينا، و خلافهم علي من خالفنا، فارحم تلك الوجوه التي غيرتها الشمس، و ارحم تلك الخدود التي تتقلب علي حضرة أبي عبدالله عليه السلام، و ارحم تلك الأعين التي جرت دموعها رحمة لنا، و ارحم تلك القلوب التي جزعت و احترقت لنا، و ارحم تلك الصرخة التي كانت لنا، اللهم اني أستودعك تلك الأبدان و تلك الأنفس حتي توافيهم علي الحوض يوم العطش.
فما زال يدعو و هو ساجد بهذا الدعاء، فلما انصرف قلت: جعلت فداك لو أن هذا الذي سمعت منك كان لمن لا يعرف الله لظننت أن النار لا تطعم منه شيئا أبدا، والله لقد تمنيت ان كنت زرته و لم أحج، فقال لي: ما أقربك منه فما الذي يمنعك من اتيانه؟ ثم قال: يا معاوية لم تدع ذلك؟ قلت: جعلت فداك لم أدر أن الأمر يبلغ هذا كله، قال: يا معاوية ان من يدعو لزواره في السماء أكثر ممن يدعو له في الأرض [3] .
فيه، عن أبان بن تغلب، قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: أربعة آلاف ملك عند قبر الحسين شغث غبر، يبكونه الي يوم القيامة، رئيسهم ملك يقال له: منصور، و لا يزوره زائر الا استقبلوه، و لا يودعه مودع الا شيعوه، و لا يمرض الا عادوه، و لا يموت الا صلوا علي جنازته، و استغفروا له منذ موته الي يوم القيامة [4] .
و في رواية اخري: عنه عليه السلام نظيرها، و فيها سبعون ألف ملك يصلون عليه، كل يوم شعثا غبرا، و يدعون لم زاره، و يقولون: يا راد هؤلاء زواره افعل بهم و افعل بهم [5] .
و في رواية اخري: صلاة أحدهم تعدل ألف صلاة من صلاة الآدميين يكون ثواب صلاتهم، و أجر ذلك لمن زار قبره عليه السلام [6] .
و فيه: في رواية عن الرضا عليه السلام: لكل امام عهد في عنق أوليائه و شيعته، و ان من تمام الوفاء بالعهد و حسن الأداء زيارة قبورهم، فمن زارهم رغبة في زيارتهم و تصديقا لما رغبوا فيه، كان أئمتهم شفعاءهم يوم القيامة [7] .
و فيه باسناده، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: مروا شيعتنا بزيارة قبر الحسين عليه السلام فان اتيانه مفترض علي كل مؤمن يقر للحسين عليه السلام بالامامة من الله عزوجل [8] .
و في رواية ام سعيدة الأحمسية، عن أبي عبدالله عليه السلام قالت: قال لي: تزورين قبر الحسين عليه السلام؟ قلت: نعم، قال: يا ام سعيدة زوريه، فان زيارته واجبة علي الرجال و النساء [9] .
و في رواية عنه عليه السلام: لو أن أحدكم حج دهره، ثم لم يزر الحسين عليه السلام، لكان تاركا حقا من حقوق رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم؛ لأن حق الحسين عليه السلام فريضة من الله واجبة علي كل مسلم [10] .
أقول: الروايات علي كون زيارته عليه السلام بل زيارة الأئمة عليهم السلام بأجمعهم فرضا و حتما متظافرة، و ممن صرح به محمد بن قولويه في الكامل، والاجماع علي عدم فرضها غير محقق.
پاورقي
[1] بحارالأنوار 9: 101 ح 31 عن کامل الزيارات ص 117 -116.
[2] ما بين المعقوفتين من المصدر.
[3] بحارالأنوار 9 -8: 101، ح 30 عن کامل الزيارات 117 -116.
[4] بحارالأنوار 226: 45 ح 21 عن کامل الزيارات ص 192.
[5] بحارالأنوار 222: 45 ح 9، و 54: 101.
[6] بحارالأنوار 55: 101 ح 15 عن کامل الزيارات ص 121.
[7] کامل الزيارات ص 122.
[8] بحارالأنوار 3: 101 ح 8 عن کامل الزيارات ص 121.
[9] بحارالأنوار 3: 101 ح 9 عن کامل الزيارات ص 122.
[10] بحارالأنوار 3: 101 ح 10 عنه.