بازگشت

الثورة الكبري أو السياسة الحسينية


ترجمة ما نقلته جريدة حبل المتين عن المسيو ماربين الألماني الفصل السابع في فلسفة مذهب الشيعة.

الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبدمناف هو سبط محمد المتولد من ابنته و حبيبته فاطمة عليهم السلام و يمكننا القول بأنه كان جامعا للأخلاق و الصفات المستحسنة عند العرب في ذلك الزمان، و وارثا للشجاعة من أبيه، و أعلم المسلمين بأحكام دين جده، و حاويا بدرجة


كاملة للجود الذي هو أحب الصفات، و كان طلق اللسان، فصيح البيان للغاية، اتفق المسلمون بلا مخالف علي حسن العقيدة في الحسين حتي أن الطوائف التي تذم أباه و أخاه تمدحه و تثني عليه، و كتبهم مشحونة بذكر ملكاته الحسنة، و سجاياه المستحسنة، و كان غيورا صادقا غير هياب، و ان لغالب فرق المسلمين عقائد عظيمة في الحسين عليه السلام، و لكن الذي نقدر أن نكتبه في كتابنا بكمال الطمأنينة، و بلا خوف المعارضة هو أن تابعي علي عليه السلام يعتقدون في الحسين أكثر مما تقوله النصاري في المسيح عليه السلام، فكما أننا نقول ان عيسي تحمل هذه المصائب لتكفير السيئات، هم يقولون ذلك في الحسين، و يعدونه الشفيع المطلق يوم القيامة، و الشي ء الذي لا يقبل الانكار ابدا.

اذا قلناه في الحسين هو انه كان في عصره أول شخص سياسي، و يمكن أن نقول انه لم يختر أحد من أرباب الديانات سياسة مؤثرة مثل سياسته، و مع أن أباه عليا هو حكيم الاسلام، و حكمياته و كلياته الشخصية لم تكن بأقل مما هو لسائر حكماء العالم المعروفين، لم يظهر منه مثل السياسة الحسينية.

و لأجل اثبات هذه المسألة يلزم الالتفات قليلا الي تاريخ العرب قبل الاسلام، فنري أنها كانت قرابة بين بني هاشم و بني امية؛ أي أنهم بنو أعمام لأن امية و هاشم أنجال عبدمناف، و من قبل الاسلام كان بينهم نفور و كدورة بدرجة متناهية، و حصل بينهم مرارا مجادلات و قتال، و كان كل من الطرفين طالبا ثأره من الآخر، و كان بنوهاشم و بنوامية أعزاء محترمين في قريش، و لهم السيادة، بنوامية من جهة الغني و الرئاسة الدنيوية، و بنوهاشم من جهة العلم و الرئاسة الروحانية، و في بدء الاسلام ازدادت العداوة بين بني هاشم و بني امية الي أن فتح


النبي محمد صلي الله عليه و آله و سلم مكة، و أدخل في طاعته و تحت امره عموم قريش و بني امية، و في الواقع استولي علي رئاسة العرب الدينية و الدنيوية، فلأجل ذلك ارتفع قدر بني هاشم بين العرب و اطاعتهم بني امية، و أضرم هذا التقدم في الباطن نار الحسد لبني هاشم في صدور بني امية، و كانوا علي استعداد للايقاع ببني هاشم حقدا عليهم.

فلما توفي النبي صلي الله عليه و آله و سلم اتسع لهم المجال لذلك، فسعوا أولا أن لا يكون الخليفة للنبي صلي الله عليه و آله و سلم علي اصول ولاية العهد، بل علي اصول أكثرية الآراء و لم تدع شدة مخالفة بني امية ان تكون أكثرية الآراء في الخلافة بجانب بني هاشم، فهنا نال بنوامية مآربهم، و تغلبوا علي بني هاشم.

و بسبب الخلافة تمكن بنوامية من الحصول علي مقام منيع، فسهلوا الطريق لمستقبلهم و كانوا يسعون في رفعة منزلتهم عند الخفاء يوما فيوما و أصبحوا ركنا من أركان السلطنة الاسلامية حتي أصبح الخليفة الثالث منهم، و أصبح بنوامية متفوقين تفوقا مطلقا في كل عمل و مكان، و وطدوا مقامهم للمستقبل، و نظرا الي تلك العداوة و الثارات التي كانت لبني امية عند بني هاشم حسب عوائد العرب في ذلك الزمان كان اظهار هم لخلوص العقيدة و النية الصافية للاسلام أقل من سواهم، و كانوا باطنا يرون من العار ان يتبعوا دينا يكون ختامه باسم بني هاشم، و لكثرة المسلمين في ذلك الزمان كان بنوامية يسيرون وراء مقاصدهم تحت ظل هذا الدين، و لم يعلنوا بمخالفة، و تظاهروا بمتابعته، و لما رأوا أنفسهم في المقامات العالية، و وطدوا مقامهم في الجاه و الجلالة، أظهروا تمردهم عن أحكام الاسلام حتي أنهم كانوا في المحافل يستهزئون بدين


جاء به بنوهاشم.

و لما رأي بنوهاشم ان الامر صار الي هذا، و الطلعوا علي نوايا بني امية لم يقعدوا عن العمل، و اظهروا للناس اعمال الخليفة الثالث بأساليب عجيبة، فأثاروا المسلمين عليه حتي آل الأمر الي ان اشترك رؤساء طبقات المسلمين في قتله، و بأكثريه الآراء أصبح علي الخليفة الرابع.

من بعد هذه الواقعة تأكيد بنوامية انها ستكون لبني هاشم السيادة و العظمة كما كانت لهم في زمن النبي صلي الله عليه و آله و سلم، فلهذا قام معاوية الذي كان حاكما لبلاد الشام من قبل الخلفاء السابقين، و كان ذا اقتدار و دهاء و نظر بعيد ناشرا لواء العصيان علي علي بدعوي ان قتل عثمان كان باشارة منه و القي الخلاف بني المسلمين و بتلك الطريقة التي كانت بين العرب قبل الاسلام شهر السيف بينهم.

و معاوية و ان لم يغلب عليا في هذه الحروب العديدة، لكنه لم يكن مغلوبا، و لم يطل زمن تمرد بني امية علي رئاسة بني هاشم حتي قتلوا عليا عليهم السلام [1] و عندئذ تغلب معاوية، و صالحه الحسن الذي هو الأخ الأكبر للحسين و هو الخليفة الخامس، و عادت الخلافة الي بني امية فكان معاوية من جهة يسعي في تقوية ملكه، و من جهة اخري يسعي في اضمحلال بني هاشم، و لم يفتر دقيقة واحدة عن محوهم.

و كان الحسين مع أنه تحت نفوذ أخيه الحسن لم يطع بني امية، و لم يظهر مخالفتم و كان يقول علنا لابد أن اقتل في سبيل الحق، و لا استسلم للباطل، و كان بنوامية في اضطراب منه، و بقي هذا الاضطراب الي أن مضي الحسن


و معاوية و جلس يزيد في مقام أبيه علي اصول ولاية العهد [2] ، و ابطلت الخلافة بأكثرية الآراء من بعد علي عليه السلام، و لكن بعد تعيينه لولاية العهد استحصل معاوية علي صك بأخذ البيعد له من رؤساء القوم، و رأي الحسين عليه السلام من جهة ان حركات بني امية الذين كانت لهم السلطة المطلقة و الرئاسة الروحانية الاسلامية قارب أن تزعزع عقيدة المسلمين من دين جده، و من جهة اخري كان يعلم انه اذا أطاع يزيد أو لم يطعه، فبنو امية نظرا لعدواتهم و بغضهم لبني هاشم لا يألون جهدا في محوهم، و اذا دامت هذه الحال مدة لا يبقي اثر لبني هاشم في عالم الوجود، فلهذا صمم الحسين عليه السلام علي القاء الثورة بين المسلمين ضد بني امية، كما انه رأي من حين جلوس يزيد في مقام أبيه وجوب عدم اطاعته، و لم يخف مخالفته له.

وجد يزيد في أخذ البيعة من الحسين، و دخوله في طاعته، فلهذا سلم الحسين نفسه للقتل عالما عامدا لما كان يدور في خلده من الأفكار السامية.

و اذا تأمل المنصف بدقة في حركات تمثيل ذاك الدور، و تقدم مقاصد بني امية و كيفية تزعزع المسلمين، و استيلاء بني امية علي جميع طبقات المسلمين يحكم بلا تردد ان الحسين عليه السلام أحيا بقتله دين جده و قوانين الاسلام،


و لو لم تقع هذه الواقعة، و لم يحصل ذاك الاهتزاز الكهربائي في المسلمين من قتل الحسين لم يبق الاسلام علي حالته الحاضرة ابدا، و بما أن الاسلام كان قريب العهد كان من المحتمل أن تضمحل احكامه و قوانينه.

و لما كان الحسين عليه السلام بعد أبيه مصمما علي القيام بذلك المقصد النبيل، خرج من المدينة بعد جلوس يزيد في مقام أبيه لينشر أفكاره العالية في مراكز الاسلام المهمة مثل مكة و العراق، و كل نقطة كان يطأها الحسين عليه السلام كان يتولد في قلوب أهلها لبني امية النفور الذي هو مقدمة للثورة.

و ان يزيد لم تخف عليه هذه النقاط الدقيقة و لقد علم انه لو حصل في نقطة من مملكته ثورة و نشر له الحسين لواء المقاومة لسادت هذه الفكرة في جميع البلاد الاسلامية سيادة عامة بسرعة تامة.

أولا: لنفور المسلمين من كيفية سلوك بني امية و حكومتهم.

ثانيا: لانعطاف القلوب نحو الحسين عليه السلام، و لكانت سببا لزوال السلطنة الأبدية من بني امية، فلهذا صمم يزيد بعد جلوسه علي تخت الملك قبل كل شي ء علي قتل الحسين عليه السلام، و كانت هذه أكبر الغلطات السياسية لبني امية، و بهذه الهفوة السياسية محوا اسمهم و رسمهم من صفحة عالم الوجود.

أكبر دليل علي أن الحسين عليه السلام كان ذاهبا لمصرعه و لم يقصد السلطنة و الرياسة ابدا؛ هو انه مع ذلك العلم و تلك السياسة و التجربة التي اكتسبها في عهد أبيه و أخيه في قتالهم مع بني امية كان يعلم انه لفقده الاستعدادات اللازمة مع تلك القوة التي كانت ليزيد لا يمكنه المقاومة. و أيضا الحسين عليه السلام بعد


قتل أبيه كان يخبر عن نفسه انه مقتول لا محالة، و من الساعة التي خرج فيها من المدينة كان يقول بصوت عال و بلا تستر انني ذاهب للقتل، و كان يصرح بذلك لأصحابه اتماما للحجة ليتركه من اتبعه طمعا في الجاه، و كانت لهجته علي الدوام ان امامي طريق المصرع.

و لو لم يكن الحسين بهذه الأفكار، لم يكن ليستسلم للموت، بل كان يسعي لاعداد جيش لا انه يفرق الجماعة الذين معه، و لما لم يكن له قصد سوي القتل الذي هو مقدمة لتلك الأفكار السامية، و تلك الثورة المقدسة التي كانت في نظره، رأي أن أكبر وسيلة لتلك الثورة هي فقد الأنصار و القتل مظلوما، فاختارها لتكون مصائبه أشد تأثيرا في القلوب.

و من الواضح أنه مع تلك المحبة التي كانت للحسين عليه السلام في نفوس المسلمين في ذلك الزمن لو صممم علي جلب قوة لتمكن من جمع جيش جرار، و لو قتل علي تلك الحالة لقيل انه قتل في سبيل الملك، و لم تحصل له المظلومية التي انتجت تلك الثورة العظمي، فلهذا لم يبق معه سوي الأشخاص الذين لم يمكن انفكاكهم عنه، كأولاده و اخوته و أبناء اخوته و أبناء أعمامه و بعض خواص اتباعه، حتي ان هؤلاء أيضا كلفهم بالانفكاك عنه فلم يقبلوا، هؤلاء أيضا كانوا عند المسلمين موصوفين بالتقدس و جلالة القدر، و صار بسبب قتلهم مع الحسين عليه السلام زيادة في عظم هذه الواقعة و تاثيرها.

و كان الحسين عليه السلام بقوة العلم و السياسة لم يفتر آنا عن افشاء مظالم بني امية، و اظهار نوايا هم السيئة في عداوتهم لبني هاشم و آل محمد صلي الله عليه و آله و سلم.

منها: انه لعلمه بعداوة بني امية له و لأهل بيته كان يعلم بأنه بعد قتله


سيأسرون نساء و أطفال بني هاشم الذين هم آل محمد، و انها ستؤثر هذه الواقعة في قلوب المسلمين خصوصا العرب منهم بدرجة فوق التصور كما جري ذلك، فحركات ظلم بني امية، و عدم رحمتهم لحريم وصبية نبيهم أثرت في قلوب المسلمين تأثيرا لم يكن بأقل من تأثير قتل الحسين و أصحابه، و قد أظهر ذلك عداء بني أمية لآل بيت محمد صلي الله عليه و آله و سلم و عقائدهم في الاسلام و سلوكهم مع المسلمين، فلهذا كان يقول الحسين عليه السلام علنا لأصحابه الذين ينهونه عن السفر للعراق: أنا ذاهب للقتل، و لما كانت أفكارهم محدودة و لم يطلعوا علي مقاصده السامية، كانوا يصرون علي منعه حتي كان جوابه الأخير لهم: هكذا شاء الله، و أمرني جدي.

فكانوا يجيبونه بتأكيد: اذا كنت ذاهبا للقتل فلا تأخذ النساء و الأطفال معك.

فكان يجيبهم: قد أراد الله ان يكون عيالي أسري.

و لما كان الحسين عليه السلام يومئذ رئيسا روحانيا للمسلمين لم يجدوا لتلك الكلمات جوابا، و كانت دليلا علي عدم تصوره لسوي تلك الأفكار العالية، و انه لم يتحمل هذه المصائب للحصول علي السلطنة، و لم يرد هذه المهلكة العظيمة علي غير علم كما تصور ذلك بعض مؤرخينا؛ بدليل انه كان قبل هذه الواقعة بسنين متطاولة يترنم بذكر مصائبة التي ستقع علي سبيل التسلية لخواص أصحابه من ذوي الأفكار العالية، و الأدمغة الواسعة قائلا: سيظهر الله بعد قتلي و ظهور تلك المصائب المفجعة أقواما يميزون الحق من الباطل، و يزورون قبورنا، و يبكون علي مصائبنا، و يأخذون الثأر من أعداء آل محمد، هؤلاء الجماعة يروجون دين الله، و شريعة جدي، و نحبهم أنا وجدي، و سيحشرون معنا يوم


القيامة.

فاذا أنعم النظر في كلمات الحسين عليه السلام و حركاته يري انه لم يفتر لحظة عن اظهار قبائح بني امية و عداوتهم القلبية لبني هاشم و مظلوميته، و هذه السياسة البالغة الي النهاية، و قوة القلب و الاستماتة تثبت سلوكه في طريق أفكاره السامية، حتي انه في آخر لحظة من حياته أتي بعمل في مسألة طفله الرضيح حير فيه عقول الفلاسفة، ففي تلك الساعة العصيبة مع تلك المصائب المفجعة، و تراكم الأفكار و العطش، و كثرة الجراحات أيضا، لم يصرف نظره عن أفكاره السامية مع انه كان يعلم أن بني امية لا يرحمون طفله الصغير، و لكنه لتعظيم مصيبته، حمله علي يديه و تظاهر بطلب الماء له، فسمع الجواب بالسهم.

كان الحسين عليه السلام قصده من هذه الحركة أن يعلم العالم، أن عداوة بني أمية لبني هاشم الي أي درجة كانت، و أؤن لا يتصوروا انه كان قدام يزيد علي هذه الفجيعة اضطرارا لأجل الدفاع عن نفسه؛ لأن قتل هذا الطفل الرضيع في مثل هذا الحال مع تلك الوضعية المدهشة لا تظهر الا وحشيتهم و عداوتهم السبعية التي تنافي قواعد كل دين و مذهب، و هذه النكتة وحدها ترفع الستار عن وجه قبائح أعمال بني امية و نوايا هم الفاسدة، و عقائدهم السيئة، و تظهر للعالم أجمع و للمسلمين خاصة ان بني امية لم تسع في مخالفة النبوة و الاسلام فقط، بل تسعي عن طريق العصبية الجاهلية في أن لا تبقي من بني هاشم و علي الأخص بقايا آل محمد ديارا.

فالحسين عليه السلام بتلك الأفكار السامية، وسعة العلم و العقل و السياسة التي كانت مسلمة له الي أن قتل، لم يرتكب أمرا يلجي ء بني امية لدفعه حتي انه مع ذلك النفوذ الذي كان له يومئذ، و تلك المقدرة العظيمة


لم يستول علي بلدة من بلاد المسلمين، و لم يهاجم حكومة من حكومات يزيد و أخيرا قبل أن تظهر منه حركة عصيان، أو تبدو منه أساءة حاصروه في فلاة غير ذات زرع.

أبدا لم يقل الحسين عليه السلام اني سأكون ملكا أو أريد الملك، انما كان يظهر مساوي ء بني امية، و اضمحلال الاسلام من سيرهم، و يخبر عن قتله، و كان فرحا جذلا من مظلوميته.

و لما حاصروه في البيداء أظهر أنهم لو تركوه فهو مستعد لأن يخرج بعياله و أطفاله من سلطنة يزيد؛ أي من الممالك الاسلامية، و هذه النكتة لوحدها التي تثبت سلامة نفس الحسين أثرت في قلوب المسلمين غاية الأثر ضد بني امية.

قبل الحسين قتل أيضا كثير من الرؤساء الروحانيين و أرباب الديانات ظلما، و قامت الدعوة من بعد قتلهم، و سل اتباعهم السيوف علي أعدائهم كما تكرر ذلك في بني اسرائيل، وقضية يحيي هي احدي الوقائع التاريخية الكبري، و تلك الخطة التي سلكها اليهود مع السيد المسيح الي ذلك الزمان لم يقع نظيرها، و لكن لواقعة الحسين مزية علي جميع تلك الوقائع.

لم ير في التاريخ ان احد الروحانيين و أرباب الديانات سلم نفسه للقتل عالما عامدا لأفكار عالية متأخرة؛ أي ان كل واحد من أرباب الديانات الذين قتلوا هجم عليهم أعداؤهم و قتلوهم عنفا و ظلما، و علي قدر مظلوميتهم كانت قوة الثورة من بعدهم، و لكن واقعة الحسين عليه السلام كانت عن علم و حكمة و سياسة، و ليس لها نظير في تاريخ الدنيا.

تأهب الحسين عليه السلام للقتل سنين متوالية، و نظره ممدود الي مقاصد


عالية جدا، و لم يوجد في التاريخ أحد سلم نفسه للقتل عالما عامدا لترويج دينه في المستقبل سوي الحسين عليه السلام.

ان للمصائب التي تحملها الحسين عليه السلام في سبيل احياء دين جده مزية علي السالفين من أرباب الديانات، و لم ترد علي أحد من الماضين، و علي فرض القول بأن أشخاصا اخر خسروا نفوسهم أيضا في طريق الدين، لكنهم ليسوا كالحسين عليه السلام.

الحسين جاد بنفسه العزيزة و بجميع أبنائه و اخوته و أبناء اخوته و أبناء أعمامه و خواص أحبابه و أقربائه، و جاد بالمال، سلم عياله للأسر، هذه المصائب لم تفاجئه علي حين غرة و علي غير علم، لتكون في حكم مصيبة واحدة، بل وردت هذه المصائب علي مرور الزمان واحدة بعد واحدة، و هجوم هذه المصائب المترادفة مختص بالحسين وحده في تاريخ الدنيا.

فمن عظم مصائب الحسين ارتفع الستار فجأة عن سرائر بني امية، و ظهرت قبائح أعمالهم. بمجرد قتل الحسين عليه السلام، و ورود تلك الرزايا المؤلمة، و أسر نسائه و نباته ظهر في المسلمين حس السياسة و مادة الثورة ضد سلطنة يزيد و آل امية و علموا ان بني امية هم مخربوا الاسلام، فردوا بدعهم و مجعلولاتهم و سموهم الظالمين و الغاصبين، و بالعكس بنوهاشم فسموهم مظلومين مستحقين للرئاسة، و عرفت ففيهم حقيقة روحانية الاسلام كأنما أخذ المسلمون حياة جديدة و ظهر لروحانية السلام رونق جديد.

رئاسة روحانية الاسلام التي كانت قد زالت دفعة واحدة، و المسلمون كأنهم قد نسوا جهة الروحانية الاسلامية - تجددت بنورانية شفافة - كما كانت عظمة مصائب الحسين علي جميع مصائب روحاني السلف مسلمة، كذلك كانت


للثورات التي ظهرت بعد واقعة الحسين مزية علي ثورات السلف، و كان امتدادها أكثر، و آثارها أعظم.

و من هذا الوجه ظهر للعالم أجمع مظلومية آل محمد.

أول نتيجة لهذه الثورة أن الرئاسة الروحانية التي لها أهمية عظمي في عالم السياسة تجددت في بني هاشم، و علي الأخص في البقية من آل الحسين [3] و الي الآن ينظر جميع المسلمين الي بني هاشم و خصوصا ذرية الحسين بنظر الروحانية.

و لم تطل المدة حتي زالت تلك السلطنة ذات السعة و الاقتدار عن آل يزيد و معاوية، و في أقل من قرن سلبت السلطة من بني امية قاطبة، و انمحي ذكرهم، و اضمحلوا بحيث انه لم يبق لهم اليوم اسم و لا رسم و لا ذكر، و اينما ذكر لهم في متون الكتب اسم يقرنه المسلمون بكلمة شماتة، و هذه كلها نتائج السياسة الحسينية التي يمكن ان يقال فيها: انه لم يذكر التاريخ في ارباب الديانات و السلف من الروحانيين الي اليوم شخصا كالحسين، مفكرا في عواقب الامور، مراعيا لها، بعيد النظر الي المستقبل، مستقل الفكر.

قبل أن تصل أسري الحسين الي يزيد نشر لواء طلب ثار الحسين، و قامت الثورة ضد يزيد [4] .

مظلومية الحسين كشفت جميع أسرار بني امية، و رفعت الستار عن نواياهم السيئة، حتي انه طال لسان اللوم و الشماته علي يزيد من أهل داره و حرمه، مع


انه لم يكن بالامكان ذكر الحسين و أهل بيت علي بخير حول يزيد و بين حاشيته، و بعد هذه الواقعة أصبح يزيد مرغما علي سماع ذكر السم الحسين و أهل بيت علي في الملأ العام، و في الخلوات و الجوات بالتقديس و التعظيم و المظلومية، و كان ذلك أسخط شي ء له، و لكن لا يسعه الا السكوت و لما رأي تبرا الناس من هذه الأعمال نسبت التقصير الي امرائه.

و لما رأي شدة اطراء الناس للحسين و ذكر محامده، عز عليه ذلك حتي قال يوما: كان أحب الي أن يكون الملك و السلطنة للحسين من أن أري و أسمع لآل علي و بني هاشم هذا التعظيم و التقديس!

و بالآخرة فلم يزل أولياء الحسين يستفيدون من هذه الثورات، و تزيد قوة و عظمة بني هاشم و، لم يمض أقل من قرن حتي صارت السلطنة الاسلامية الوسيعة في بني هاشم بلا مزاحم، و أبادوا بني امية بحيث لم يبق لهم اسم و لا رسم، غير انه بعد بضعة قرون ترأس جماعة منهم في الأندلس واحدا بعد واحد، و اليوم لا يمكن أن يوجد من ذلك البيت العظيم الذي مرت عليه قرون، و هو ذو عظمة و سلطنة شخص واحد و لو خامل الذكر و لو وجد لستر حسبه و نسبه عن الناس من شدة الطعن، كما هو المشهور ان العائلة القاجارية الذين هم سلاطين ايران اليوم هم من بني امية، و لكنهم ينكرون هذه الشهرة و يتبر أون من هذه النسبه.

تحلي بنوهاشم بعد قرن بقلادة الملك، و كانوا أولاد عم الحسين لا أولاده؛ لأن أولاده كانوا قد اختاروا العزلة، و كانت رياسة الاسلام الروحانية علي الاطلاق مسلمة لهم.

ان أبناء عم الحسين و ان يكونوا حازوا السلطنة ببركة ثورات اتباع


الحسين، لكنهم بعد أن قبضوا علي زمامها، و رسخت فيها أقدامهم، خافوا علي مقامهم و سلطنتهم، فمنعوا أصحاب تلك الثورات منها منعا شديدا خوفا من أن تعود السلطنة الاسلامية في أبناء الحسين شيئا فشيئا، فهدأت فورة تلك الثورات شيئا فشيئا.

أولا: للمنع الشديد من أبناء عم الحسين.

ثانيا: لاضمحلال بني امية.

فلما رأي عقلاء أتباع الحسين و علي شدة المنع من قبل بني العباس، و ضعف مادة الثورة، علموا أن لا قدرة لهم علي مقاومة بني العباس الذين هم في غاية القدرة، و علي ثورة ضدهم مع تشتت الافكار العمومية، فتركوا الثورة ظاهرا، و غيروا صورتها باطنا باجتماعهم، و تذكر تلك المصائب و الفظائع التي وردت علي الحسين فأحيوا تلك الثورة العظمي، و أظهروها بمظهر جديد. لما اطلع سلاطين بني هاشم [5] علي هذا التدبير الذي دبره ابتاع الحسين خافوا زيادة علي خوفهم الأول، و رأوا من اللازم شدة معارضة ذلك التدبير، علي وجه انهم تتبعوا أتباع علي و الحسين، فاذا ظهرت تابعيتهما علي أحد، يعاملونه معاملة أكبر جان سياسي، و بهذا الجرم صلب و قتل و جرح و حبس الوف من أتباع الحسين، و مع هذه الشدة لم يتمكنوا من قلع مادة الثورة من أتباع علي، و كلما ازدادوا شدة و معارضة، ازداد أتباع علي و الحسين قوة و اشتدادا في الثورة، و كانت العاقبة انه بتدابير أتباع الحسين زالت سلطنة هذه الطبقة، و تداول السلطنة أولاد الحسين مدة من الزمان.


كانت الرائسة الروحانية بعد الحسين في أولاده واحد بعد واحد [6] ، و هؤلاء أيضا جعلوا اقامة عزاء الحسين الجزء الأعظم من المذهب، و البست هذه النكتة السياسية شيئا فشيئا اللباس اللمذهبي، و كلما ازدادت قوة أتباع علي ازداد أعلانهم بذكر مصائب الحسين، و كلما سعوا وراء هذا الأمر ازدادت قوتهم و ترقيهم، و جعل العارفون بمقتضيات الوقت يغيرون شكل ذكر مصائب الحسين قليلا قليلا، فجعلت تزداد كل يوم بسبب تحسينهم و تنميقهم لها حتي آل الأمر الي أن صار لها اليوم مظهر عظيم في كل مكان يوجد فيه مسلمون، حتي انها سرت شيئا فشيئا بين القوام و أهل الملل الاخري خصوصا في الصين و الهند.

و عمدة أسباب تأثيرها في أهل الهند؛ هو ان المسلمين جعلوا طريق اقامة العزاء مشابها لمراسم اقامة العزاء عند أهل الهند.

قبل مائة سنة لم تكن اقامة عزاء الحسين شائعة في الهند شيوعا تاما و ظاهرة علنا، و في هذه المدة القليلة استوعبت بلاد الهند من أولها الي آخرها، و يظهر أنها كل يوم في زيادة لعدم اطلاع بعض مؤرخينا علي كمية و كيفية هذه المآتم و رواجها، استرسلوا في كلامهم علي غير علم، و جعلوا يصفون اقامة أتباع الحسين لها بأنها أفعال جنون، و لم يقفوا أبدا علي مقدار ما أحدثته هذه المسألة من التغييرات و التبديلات في الاسلام.

الحسن السياسي و الثوران و الهيجان المذهبي التي ظهرت في هذه الفرقة من اقامة هذه المآتم لم ير مثلها في قوم من الأقوام. ان من يسبر غرر الترقيات التي حصلت في مدة مائة سنة لأتباع علي في الهند الذين اتخذوا اقامة هذه المآتم


شعارا لهم يجزمو بأنهم متبعون أعظم وسيلة للترقي.

كان أتباع علي و الحسين في جميع بلاد الهند يعدون علي الأصابع، و اليوم هم في الدرجة الثالثة بين أهل الهند من حيث العدد، و كذلك في سائر البلدان.

عندما نقيس منهج دعاتنا (المبشرين) مع صرف تلك القوة و الثروة بمنهج دعاة هذه الفرقة، نري أن دعاتنا لم يحوزوا العشر من تقدم هذه الفرقة. رؤساء ديننا و ان كانوا يحزنون الناس بذكر مصائب حضرة المسيح، و لكنه ليس بذلك الأسلوب و الشكل الذي يتخذه أتباع الحسين. و يحتمل أن يكون السبب في ذلك أن مصائب المسيح في جنب مصائب الحسين لا تكون مؤثره مشجيه للقلب بتلك الدرجة التي لمصائب الحسين.

علي مؤرخينا أن يطلعوا علي حقائق رسوم و عادات الأغيار، و لا ينسبوها الي الجنون.

يقول المؤلف: اني اعتقد أن صيانة قانون محمد صلي الله عليه و آله و سلم [7] و ترقي المسلمين، و ظهور رونق الاسلام هو من قتل الحسين عليه السلام و حدوث تلك الوقائع.

ان هذا القسم من الدماغ السياسي و الحس الثوري - الذي هو عدم الاستسلام للضيم و الظلم و هو عند حكماء السياسة أشرف شعار، و أعظم سعادة، و أفضل صفة ممدوحة لكل انسان - قد ظهر في هؤلاء القوم بواسطة اقامتهم مآتم الحسين عليه السلام، و ما دام هذا العمل ملكة لهم لا يقبلون


الذل و الضيم.

ينبغي تدقيق النظر فيما يذكر في المجالس المنعقدة لاقامة عزاء الحسين عليه السلام من النكات الدقيقة الباعثة في الانسان روح الحياة التي يسمعها بعضهم لبعض و في الحقيقة يعلمه اياها.

يقول المؤلف: حضرت مجالس اقامة عزاء الحسين عليه السلام مرارا في اسلامبول مع مترجم خاص، فسمعتهم يقولون: «الحسين الذي هو امامنا و مقتدانا، و طاعته و اتباعه واجبان علينا، لم يتحمل الضيم، و لم يدخل في طاعة يزيد، و لأجل حفظ شرفه، و علو حسبه، و ارتفاع مقامه، بذل ماله، بذل نفسه، بذل أولاده، بذل عياله، و استعاض عن ذلك بحسن الذكر في الدنيا، و الشفاعة في الآخرة، و القرب من الله، و قد خسر أعداؤه الدنيا و الآخرة».

من بعد ذلك رأيت و علمت أنهم في الحقيقة يعلم بعضهم بعضا علنا، انكم ان كنتم من أتباع الحسين عليه السلام، ان كان لكم شرف، ان كنتم تطلبون السيادة و الفوز فلا تدخلوا في طاعة امثال يزيد، و لا تحملوا الضيم، و اختاروا موت العز علي حياة الذل، تنالوا حسن الذكر في الدنيا و السعادة في الاخرة.

من المعلوم أن امة تلقي عليها هذه التعاليم من المهد الي اللحد - في اي درجد - تكون في الملكات العظيمة، و السجايا العالية.

نعم، تكون حائزة كل سعادة و شرف، و يكون كل فرد منها جنديا حقيقيا مدافعا عن عز قومه و فخرهم.

هذه هي نكتة التمدن الحقيقي للامم اليوم، هذا هو تعليم معرفة الحقوق، هذا هو معني تدريس اصول السياسة.


نحن الأوروبيين بمجرد أن نري لقوم حركات ظاهرية في مراسمهم الملية أو المذهبية منافية لعاداتنا، ننسبها الي الجنون و التوحش، و نحن غافلون عن أننا لو سبرنا غور هذه الأعمال لرأيناها عقلية سياسية، كما نشاهد ذلك في هذه الفرقة، و هولاء القوم بأحسن وجه، و الذي يجب علينا هو أن ننظر الي حقائق عوائد كل قوم و الا فان أهل آسيا أيضا لا يستحسنون كثيرا من عوائدنا، و يعدون بعض حركاتنا منافية للآداب، و يسمونها بعدم التهذيب، بل بالوحشية.

و علاوة علي تلك المنافع السياسية التي ذكرناها التي هي طبعا أثر التهيج الطبيعي، فأنهم يعتقدون أؤن لهم في قامة مأتم الحسين عليه السلام درجات عالية في الآخرة.

كل عارف بالتأريخ واقف علي طبائع أهل آسيا يعتقد و يذعن بأنه لا يمكن اليوم، بل و الي ما بعد قرنين اصلاح أخلاقهم، و القاء التعاليم السياسية عليهم الا باسم الدين و المذهب.

ينبغي اقتطاف ثمرات حب القومية و الوطن من أهالي آسيا تحت ظل المذهب كما كانت اوروبا قبل بضعة قرون.

لا يمكن اليوم طلب خدمة من أهالي آسيا كأهالي اوروبا باسم الخدمة القومية و الوطنية، و لكن يمكن أخذ خدمات منهم تعود ثمراتها علي الامة و الوطن باسم المذهب.

لا يري اليوم من المسلمين البالغين ثلاثمائة مليون [8] من هو حائز علي


الاستقلال سوي خمسين مليونا [9] فاذا نبذ المسلمون الدين ظاهريا، و راموا التقدم السياسي باسم القومية، فسينالون عوض النفع ضررا، لأن خمسة أسداس المسلمين تحت ضغط ملل اخري و مضمحلة في أقوام آخرين، فاذا طلبوا التقدم باسم القومية، فيكون الحرمان من الحياة السياسية نصيب هذه الخمسة أسداس، فلا تشترك مع السدس الباقي، و لكنهم اذا راموا التقدم باسم الجامعة الاسلامية، فلابد أن تنبعث روح النهضة في جميع آحاد المسلمين، و بواسطة الرابطة الروحانية ستنجو من الاضمحلال جميع الفرق الاسلامية التي هي تحت ضغط أقوام آخرين، و ليس لواحدة من الروابط الروحانية التي بين المسلمين اليوم تاثيرا في نفوسهم كتأثير اقامة مأتم الحسين، فاذا دام انتشار و تعميم اقامة هذه المآتم بين المسلمين مدة قرنين لابد أن تظهر فيهم حياة سياسية جديدة، و ان الاستقلال الباقي للمسلمين الويم نصف أسبابه هو اتباع هذه النكتة، و سنري اليوم الذي يتقوي فيه سلاطين المسلمين تحت ظل هذه الرابطة، و بهذه الوسيلة سيتحد المسلمون في جميع أنحاء العالم تحت لواء واحد [10] لأنه لا يري في جميع طبقات الفرق الاسلامية من ينكر ذكر مصائب الحسين و ينفر منها بسبب ديني، بل للجميع رغبة طبيعية بطور خاص في اداء


هذه المراسم المذهبية و لا يري في المسلمين المختلفين في العقائد سوي هذه النكتة الاتحادية.

الحسين عليه السلام أشبه الروحانين بحضرة المسيح، و لكن مصائبه كانت أشد و أصعب، كما ان أتباع الحسين كانوا أكثر تقدما من أتباع المسيح في القرون الاولي، فلو ان المسيحيين سلكوا طريقة أتباع الحسين، أو أن أتباع الحسين لم تمنعهم من ترقياتهم عقبات من نفس المسلمين، لسادت احدي الديانتين في قرون عديدة جميع المعمور كما انه من حين زوال العقبات من طريق اتباع الحسين عليه السلام أصبحوا كالسيل المنحدر يحيطون بجميع الملل و سائر الطبقات.

انتهت ترجمة ما نقلته جريدة حبل المتين الفارسية عن المسيو ماربين الألماني.

و أما ما نقلته عن الدكتور جوزف الفرنسي، فهذه ترجمته الي العربية.

قال في الجريدة المذكورة تحت عنوان:


پاورقي

[1] في هامش الأصل: «الذين قتلوا عليه‏السلام هم الخوارج لا بنوامية. منه رحمه الله».

[2] لقد کان العمل الذي راتکبه معاوية بأخذ البيعة لابنه يزيد، في وقت لا زال هو فيه حيا، بانتهاج اسلوب الاکراه و الارهاب من جملة التصرفات المقيتة للأمويين؛ فقد أخذ معاوية البيعة في عام 59 للهجرة من أهالي الشام و من وجوه القبائل لابنه يزيد بصفته وليا للعهد. و بعث الي الولايات کتبا يدعوهم فيها لمبايعته، و قد لقيت هذه الدعوة معارضة من البعض الا انه قمعهم بقوة. و بعد موت معاوية بعث يزيد کتابا الي والي المدينة دعاه فيه الي أخذ البيعة من الحسين بن علي بأية صورة کانت، الا ان الامام الحسين عليه‏السلام کان يري هذا الرجل غير صالح للخلافة، فرفض البيعة و قال: «مثلي لا يبايع مثله».

[3] في هامش الأصل: «يشير الي الائمة الاثني عشر عليهم‏السلام. منه رحمه الله».

[4] في هامش الأصل: «کأنه يشير الي التوابين الذين طلبوا بثار الحسين عليه‏السلام. منه رحمه الله».

[5] في هامش الأصل: «بنوالعباس. منه رحمه الله».

[6] في هامش الأصل: «کأن مراده الائمة الاثني عشر. منه رحمه الله».

[7] في هامش الأصل: «أي دين الاسلام. منه رحمه الله».

[8] يبلغ عدد المسلمين اليوم حوالي مليار مسلم (1417 ه).

[9] في هامش الأصل: «في الأصل الفارسي المترجم عنه خمسة ملايين، و الظاهر تبديل الخمسين بالخمسة سهوا. منه رحمه الله».

[10] و للأسف لم تتحقق هذه الامنية لحد الآن فقد أصبح أغلب سلاطين المسلمين أصابع و أذناب بيد المستعمر الکافر، و أصبحت الشعوب المسلمة هي الضحية الاولي لهؤلاء السلاطين، و کلما ازدادت الصحوة الاسلامية بين أبناء الامة، ازدادت وحشية هؤلاء السلاطين، و امتلأت سجونهم بخيرة أبناء الامة، و سيق الي ساحات الاعدام مئات الالوف من الشباب المؤمن، غير الذين ذابوا بأحواض التيزاب و قطعتهم کلاب السلاطين و مرتزقتهم، لا لذنب اقترفوه الا قولهم: لا اله الا الله.

فانا لله و انا اليه راجعون، و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.