بازگشت

قول ابن عباس في مقتل الحسين و اهل بيته في جملة كتابه الي يزيد


و هو يشتمل علي المقصود لنا في هذا الفصل و فيه تصريح بأن يزيد هو الذي أمر بقتل الحسين عليه السلام و وجه اليه من يغتاله في الحرم و سبي نساءه و أطفاله و ابطال لما يتمحله بعض متعصبي عصرنا ممن يسنب الي الفضل، و ان كان بطلانه أوضح من الشمس الضاحية من انكار كون يزيد امر بقتل الحسين عليه السلام، و انما قتله ابن زياد بغيره أمره كما تأتي الاشارة الي ذلك في الفصل السادس.

و هذا الكتاب رواه ابن الأثير في الكامل عن شقيق ابن سلمة، و وراه غيره من أهل السير و الاخبار و تشهد ألفاظه و مضامينه بصحة نسبته و فيه يقول ابن عباس مخاطبا يزيد:

انك تسألني نصرتك، و تحثني علي ودك، و قد قتلت حسينا و فتيان عبدالمطلب مصابيح الهدي، و نجوم الأعلام، غادرتهم خيولك بأمرك في صعيد واحد، مرملين بالدماء، مسلوبين بالعراء، مقتولين باظمأ، لا مكفنين و لا موسدين، تسفي عليهم الرياح، و تنتابهم عرج الضباع حتي أتاح الله بقوم لم يشركوا في دمائهم كفنوهم، و أجنوهم و بي و بهم لو عززت و جلست مجلسك الذي جلست فما أنس من الأشياء، فلست بناس اطرادك حسينا من حرم رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم الي حرم الله، و تسييرك اليه


الرجال لتقتله في الحرم، فما زلت بذلك و علي ذلك حتي أشخصته من مكة الي العراق، فخرج خائفا يترقب فنزلت [1] به خيلك عداوة منك لله و لرسوله و لأهل بيته، الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا، أولئك لا كآبائك الجلاف الجفاة أشباه الحمير، فطلب اليكم الموادعة، و سألكم الرجعة، فاغتنمتم قلة أنصاره، و استئصال أهل بيته، و تعاونتم عليه كأنهم قتلتم أهل بيت من الترك و الكفر - الي أن قال -:

ألا و ان من أعجب الأعاجيب، و ما عسي أن أعجب حملك بنات عبدالمطلب و أطفالا صغارا من ولده اليك بالشام كالسبي المجلوبين... [2] الي آخر كلامه.

هذه نبذة من تأبين العظماء و استيفاء ذلك يؤدي الي التطويل.



پاورقي

[1] کذا في الاصل، و في المصدر: فزلزلت.

[2] الکامل في التاريخ 50: 4، مجمع الزوائد 250: 7، أنساب الأشراف 18: 4، مقتل الحسين للخوارزمي 77: 2، بحارالانوار 323: 45 ح 1.