بازگشت

قول زينب بنت علي و فاطمة في قتل أخيها الحسين و ندبها له و بكاؤها عليه


روي غير واحد من المؤرخين و رواة الآثار: انه لما كان اليوم الحادي عشر من المحرم و أمر ابن سعد بالرحيل من كربلاء بعد قتله الحسين عليه السلام، و حمل معه نساء الحسين و بناته و أخواته و من كان معه من الصبيان، و ساقوهم كما يساق سبي الترك و الروم قال النسوة: بحق الله الا ما مررتم بنا علي مصرع الحسين عليه السلام، فمروا بهم علي الحسين


و أصحابه و هم صرعي، فلما نظر النسوة الي القتلي صحن و ضربن و جوههن.

قال الراوي: فوالله لا أنسي زينب بنت علي و هي تندب الحسين عليه السلام و تنادي بصوت حزين و قلب كئيب:

يا محمداه، صلي عليك مليك السماء، هذا حسينك مرمل بالدماء، مقطع الأعضاء، و بناتك سبايا، الي الله المشتكي، و الي محمد المصطفي، و الي علي المرتضي، و الي فاطمة الزهراء، و الي حمزة سيد الشهداء.

يا محمداه، هذا حسين بالعري تسفي عليه ريح الصبا، قتيل أولاد البغايا، وا حزناه، وا كرباه عليك يا اباعبدالله، اليوم مات جدي رسول الله، يا اصحاب محمد، هؤلاء ذرية المصطفي يساقون سوق السبايا.

و في بعض الروايات: وا محمداه، بناتك سبايا و ذريتك مقتلة تسفي عليهم ريح الصبا، و هذا حسين محزوز الرأس من القفا، مسلوب العمامة و الردا، بأبي من أضحي عسكره في يوم الاثنين نهبا، بأبي من فسطاطه مقطع العري، بأبي من لا غائب فيرتجي، و لا جريح فياوي، بأبي من نفسي له الفداء، بأبي المهموم حتي قضي: بأبي العطشان حتي مضي، بأبي من شيبته تقطر بالدماء، بأبي من جده رسول اله السماء، بأبي من هو سبط نبي الهدي، بأبي محمد المصطفي، بأبي خديجة الكبري، بأبي علي المرتضي، بأبي فاطمة الزهراء، بأبي من ردت له الشمس حتي صلي.

قال: فأبكت والله كل عدو و صديق [1] .



پاورقي

[1] تاريخ الطبري 465: 5، الکامل في التاريخ 32: 4، مروج الذهب 91: 2، الخطط المقريزية 288: 2، البداية و النهاية 189: 8، مناقب ابن شهراشوب 224: 2، مثير الأحزان: 40.