بازگشت

في تأبين الأموات و رثائهم بالنثر، و ذكر مدائحهم و فضائلهم و مناقبهم


و هذا جائز شرعا لم يدل دليل من الشرع علي المنع منه طال الزمان أو قصر اذا لم يشتمل علي محرم خارجي كالسخط لقضاء الله، أو وصف الميت بما ليس فيه، أو غير ذلك مما ثبت منع الشرع منه، و راجح اذا كان الميت من أهل المكانة، لما فيه من معرفة الفضله لأهله، و تعظيم من يستحق التعظيم، و الحث علي الاقتداء به في محاسن الأخلاق، و جميل الأفعال و الصفات، و قد تطابق علي فعله و استحسانه جميع العقلاء من جميل أهل الأديان في كل عصر و زمان و لا يلتفت الي استقباح السوداني صاحب مجلة الذخيرة و بعض أتباع بني امية و أشياعهم ذلك في حق الحسين عليه السلام، فانه انما نشأ عن نصب أو جهل أو تقليد لبعض الجاهلين أو النصاب.

و ما زالت الامم تقيم حفلات التأبين و التذكار لعظمائها بعد موتهم بألوف من السنين، و الفرنسيون يقيمون كل عام في جميع البلدان التي تخفق فيها أعلامهم حفلة تذكار في مثل يوم قتل (جان دارك) الفتاة الفرنسية التي جاهدت لاعزاز قومها و وطنها، و قتلها خصومها و أحرقوها حية قبل مئات من السنين، و يصورونها علي جلود الدفاتر. و الا نجليز لم يبرموا معاهدة الصلح مع الأتراك بعد الحرب العمومية حتي أعطوهم البقعة التي قتل فيها.

جماعة من عساكر الانجليز بجانب الدردنيل ليشيدوا لهم فيها تذكارا، و لو أردنا استقصاء ما هو من هذا القبيل لأدي الي التطويل فمن تأبين العظماء في الاسلام.