بازگشت

نبذة من مراثي المسلمين للحسين من يوم قتله الي اليوم


قال أبوالفرج الأصبهاني في مقاتل الطالبيين: كانت الشعراء لا تقدم علي رثاء الحسين مخافة من بني امية و خشية منهم [1] انتهي.

و لما أورد ابن الاثير قصيدة أعشي همدان التي يرثي بها التوابين الذين طلبوا بثار الحسين عليه السلام التي أولها:



ألم خيال منك يا ام غالب

فحييت عنا من خليل [2] مجانب



قال: و هي مما يكتم في ذلك الزمان [3] انتهي.

و منه تعلم مبلغ الخوف و التقية في محبي أهل البيت و من يذكر هم بخير في مدة ملك بني امية، و كانت مثلها أو أشد منها مدة ملك بني العباس، و ان ظهور فضائلهم، و عدم انطماسها طول تلك المدة الطويلة من خوارق العادات.

و أول من رثي الحسين عليه السلام عقبة بن عمرو العبسي فيما حكاه سبط ابن الجوزي الحنفي في تذكرة الخواص عن السدي [4] .

و حكي المفيد في المجالس بسنده عن ابراهيم بن داحة قال: أول شعر رثي به الحسين بن علي عليه السلام قول عقبة بن عمرو السهمي من بني سهم بن عوف ابن غالب [5] .


ورواه الشيخ الطوسي في الأمالي [6] بسنده عن المفيد:



اذا العين قرت في الحياة و أنتم

تخافون في الدنيا فأظلم نورها



مررت علي قبر الحسين بكربلا

ففاض عليه من دموعي غزيرها



و ما زلت أبكيه وارثي لشجوه

و يسعد عيني دمعها و زفيرها



و ناديت من حول الحسين عصائبا

أطافت به من جانبيه قبورها



سلام علي أهل القبور بكربلا

و قل لها مني سلام يزورها



سلام بآصال العشي و بالضحي

تؤديه نكباء الرياح و مورها [7] .



و لا برح و الزوار زوار قبره

يفوح عليهم مسكها و عبيرها



و قال سيلمان بن قتة [8] - و هو رجل من بني تيم بن مرة بن كعب بن لؤي، و كان منقطعا الي بني هاشم كما في كامل المبرد، و هو من التابعين - يرثي الحسين عليه السلام:




مررت علي أبيات آل محمد

فلم أرها كعهدها [9] يوم حلت



فلا يبعد الله الديار و أهلها

و ان أصبحت من أهلها قد تخلت [10] .



و ان قتيل الطف من آل هاشم

اذل رقاب المسلمين فذلت [11] .



و كانوا رجاء ثم صاروا رزية

فقد عظمت تلك الرزايا و جلت



و عند غني قطرة من دمائنا

سنجزيهم يوما بها حيث حلت



اذا افتقرت قيس جبرنا فقيرها

و تقتلنا قيس اذا النعل زلت [12] .



هذه رواية المبرد، و تبعه ابن الأثير و أورده أبوالفرج الأصبهاني في مقاتل الطلبيين، و خالف ترتيب الأبيات و زاد فيها بعد الأول:




ألم تر أن الأرض أضحت مريضة

لفقد حسين و البلاد اقشعرت



و قال سبط ابن الجوزي الحنفي في تذكرة الخواص: ذكر الشعبي و حكاه ابن سعد أيضا قال: مر سليمان بن قتة بكربلاء فنظر الي مصارع القوم فبكي حتي كاد أن يموت ثم قال:



و ان قتيل الطف من آل هاشم

أذل رقابا من قريش فذلت



ثم البيت الثاني و الثالث و البيت الذي زاده أبوالفرج.

ثم قال: فقال له عبدالله بن حسن بن حسن: هلا قلت: أذلت رقاب المسلمين [13] انتهي.

أقول: و الموجود في جميع الكتب أذلت رقاب المسلمين.

و أورد ابن شهراشوب في المناقب أربعة أبيات الأول و الذي زاده أبوالفرج، و الثالث و الرابع. [14] .

وروي ابن نما في مقتله عن ابن عائشة قال: مر سليمان بن قتة العدوي مولي بني تيم بكربلاء بعد قتل الحسين عليه السلام بثلاث، فنظر الي مصارعهم، و اتكا علي فرس له عربية و أنشأ يقول: و ذكر الأبيات الستة الاولي بمخالفة في الترتيب و زاد فيها:

ألم تر أن الشمس..... البيت، وزاد أيضا قوله:



و قد أعولت تبكي السماء لفقده

و انجمنا ناحت عليه وصلت [15] .



و عن المرزباني: أنه دخل أبوالرجح الخزاعي [16] الي فاطمة بنت الحسين


بن علي عليهم السلام فانشدها مرثية في الحسين عليه السلام:



أجالت علي عيني سحائب عبرة

فلم تصح بعد الدمع حتي ارمعلت



تبكي علي آل النبي محمد

و ما أكثرت في الدمع لابل أقلت



اولئك قوم لم يشيموا سيوفهم

و قد نكأت أعداءهم حين سلت



و ان قتيل الطف من آل هاشم

أذل رقابا من قريش فذلت



فقالت فاطمة: يا أباالرجح، هكذا تقول؟

قال: فكيف أقول جعلني الله فداك؟

قالت: قل: أذل رقاب المسلمين فذلت.

فقال: لا أنشدها بعد اليوم الا هكذا [17] .

و قال بعض فضلاء التعابعين، و هو خالد بن معدان: و في الملهوف روي: انه لما شاهد رأس الحسين عليه السلام بالشام أخفي نفسه شهرا من جميع أصحابه، فلما وجدوه بعد أذ فقدوه سألوه عن سبب ذلك فقال: ألا ترون ما نزل بنا و أنشأ يقول:



جاؤا برأسك يا ابن بنت محمد

متزملا بدمائه تزميلا



و كأنما بك يا ابن بنت محمد

قتلوا جهارا عامدين رسولا



قتلوك عطشانا و لما يرقبوا

في قتلك التأويل و التنزيلا [18] .



و يكبرون بأن قتلت و انما

قتلوا بك التكبير و التهليلا [19] .



و في العقد الفريد عن المدائني بسنده عن الحسن البصري قال: قتل مع الحسين ستة عشر من أهل بيته، والله ما كان علي الأرض يومئذ أهل بيت يشبهون


بهم، و حمل أهل الشام بنات رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم سبايا علي أحقاب الابل [20] ، فلما ادخلن علي يزيد قالت فاطمة ابنة الحسين: يا يزيد، أبنات رسول الله سبايا؟

قال: بل حرائر كرام، ادخلي علي بنات عمك تجديهن قد فعلن ما فعلت.

قالت: فدخلت اليهن فما وجدت فيهن سفيانية الا متلدمة تبكي [21] .

و قالت بنت عقيل بن أبي طالب ترثي الحسين و من اصيب معه:



عيني ابكي بعبرة و عويل

و اندبي ان ندبت آل الرسول



ستة كلهم لصلب علي

قد اصيبوا و خسمة لعقيل [22] .


و في تذكرة الخوص لسبط ابن الجوزي الحنفي: قال الواقدي لما وصل الرأس - أي رأس الحسين عليه السلام - الي المدينة و السبايا، لم يبق بالمدينة أحد، و خرجوا يضجون بالبكاء و خرجت زينب بنت عقيل بن ابي طالب تصيح:

وا حسيناه وا اخوتاه، وا أهلاه، وا محمداه، ثم قالت:



ماذا تقولون اذا قال النبي لكم

ماذا فعلتم و أنتم آخر الامم



بأهل بيتي و أولادي أما لكم

عهد أما أنتم توفون بالذمم



ذريتي و بنو عمي بمضيعة

منهم اساري و منهم ضرجوا بدم



ما كان هذا جزائي اذا نصحت لكم

ان تخلفوني بسوء في ذوي رحمي [23] .



و قال أبودهبل [24] الجمحي و هو من شعراء قريش المشهورين، و كان في


عصر معاوية وابنه يزيد يرثي الحسين عليه السلام، أورده أبوالفرج في الأغاني، و الشريف المترضي رضي الله عنه في أماليه، و هذا الشعر يدل علي تشيع أبي دهبل، فان مثله لا يقال في زمن سطوة بني امية من غير شيعي، فقد سمعت آنفا قول أبي الفرج: ان الشعراء كانت لا تقدم علي رثاء الحسين خوفا من بني امية، و قول ابن الأثير: أن قصيدة الأعشي مما يكتم في ذلك الزمان.



تبيت النشاوي من امية نوما

و بالطف قتلي لا ينام حميمها [25] .



و ما أفسد الاسلام الا عصابة

تأمر نوكاها و دام نعيمها



و أضحت قناة الدين في كف ظالم

اذا مال منها جانب لا يقيمها



و قال الحسن بن الضحاك يرثي الحسين عليه السلام، أوردته في الدر النضيد، و لا أعلم الآن من اين نقلته، و هو من الشعر القديم:



و مما شجي قلبي و كفكف عبرتي

محارم من آل النبي استحلت



و مهتوكة بالطف عنها سجوفها

كعاب كقرن الشمس لما تبدت



اذا خفرتها وزعة من منازع

لها المرط عادت بالخضوع ورنت



وربات خدر من ذؤابة هاشم

هتفن بدعوي خير حي و ميت



أرد يدا مني اذا ما ذكرته

علي كبد حري و قلب مفتت



فلا بات ليل الشامتين بغبطة

و لا بلغت آمالها ما تمنت [26] .



و قال عامر بن يزيد بن ثبيط [27] العبدي من عبدالقيس، و قد قتل أبوه و أخواه مع الحسين عليه السلام:




يا فرو قومي فاندبي

خير البرية في القبور



و أبكي الشهيد بعبرة

من يض دمع ذي درور



وارث الحسين مع التأوه

و التفجع و الزفير



قتلوا الحرام من الأئمة

في الحرام من الشهور [28] .



و قال الفضل بن عباس بن عقبة [29] بن أبي لهب الهاشمي:



أعيني ان لا تبكيا لمصيبتي

فكل عيون الناس عني أصبر



أعيني جودا من دموع غزيرة

فقد حق اشفاقي و ما كنت أحذر



[أعيني هذي الاكرمون تتابعوا] [30]

لوصل المنايا دارعون و حسر



من الأكرمين البيض من آل هاشم

لهم سلف من واضح المجد يذكر



مصابيح أمثال الأهلة اذ هم

لدي الجود أودفع الكريهة أبصر



بهم فجعتنا و الفواجع كاسمها [31]

تميم و بكر و السكون و حمير



و في كل حي نضحة من دمائنا

بني هاشم يعلو سناها و يشهر



فلله محيانا و كان مماتنا

ولله قتلانا تدان و تنشر



لكل دم مولي و مولي دمائنا

بمرتقب يعلو عليكم و يظهر



فسوف يري أعداؤنا حين نلتقي

لأي الفريقين النبي المطهر [32] .



و قال الكميت بن زيد الأسدي [33] رحمه الله يرثي الحسين عليه السلام


و اهل بيته:



أضحكني الدهر و أبكاني

و الدهر ذو صرف و ألوان



لتسعة بالطف قد غودروا

صاروا جميعا رهن أكفان



و ستة لا يتجازي بهم

بنو عقيل خير فرسان



ثم علي الخير مولاهم

ذكر هم هيج أحزاني



و قال دعبل اخزاعي من قصيدة طويلة مشهورة يرثي الحسين عليه السلام و أهل بيته:



أفاطم لو خلت الحسين مجدلا

و قد مات عطشانا بشط فرات [34] .



اذا للطمت الخد فاطم عنده

و أجريت دمع العين في الوجنات [35] .






أفاطم قومي يا ابنه الخير و اندبي

نجوم سماوات بأرض فلاة [36] .



قبور بكوفان و اخري بطيبة

و اخري بفخ نالها صلواتي [37] .



قبور بجنب النهر من أرض كربلا

معرسهم فيها بشط فرات [38] .



توفوا عطاشي بالفرات فليتني

توفيت فيهم قبل حين وفاتي



رزايا أرتنا خضرة الافق حمرة [39]

وردت أجاجا طعم كل فرات



سأبكيهم ما ذر في الارض شارق

و نادي منادي الخير للصلوات [40] .



و قال جعفر بن عفان و هو من أصحاب الصادق جعفر بن محمد عليهماالسلام يرثي الحسين عليه السلام:



ليبك علي الاسلام من كان باكيا

فقد ضيعت أحكامه و استحلت






غداة حسين للرماح دريئة

و قد نهلت منه السيوف و علت [41] .



و غودر في الصحراء لحما مبددا

عليه عتاق الطير باتت و ظلت [42] .



فما نصرته امة السوء اذ دعا

لقد طاشت الأحلام منها و ضلت



ألابل محوا أنوارهم بأكفهم

فلا سلمت تلك الأكف و شلت



و ناداهم جهدا بحق محمد

فان ابنه من نفسه حيث حلت



فما حفظوا قرب النبي و لا رعوا

و زلت بهم أقدامهم و استزلت



أذاقته حر القتل امة جده

هفت نعلها في كربلاء و زلت



فلا قدس الرحمن امة جده

و ان هي صامت للاله وصلت



كما أفجعت بنت النبي بنسلها

و كانوا حماة الحرب حيث استقلت [43] .




و مرت أبيات السيد الحميري الشاعر المشهور الذي كان في عصر الصدق عليه السلام في الفصل الاول.

كا اننا قد ذكرنا في ذلك الفصل استنشاد ائمة اهل البيت عليهم السلام الشعر في الحسين عليه السلام من عدة من الشعراء و بكاءهم لانشاده، و ما ورد عنهم في فضل انشاد الشعر في رثائه، و طلب الصادق عليه السلام انشاده بالرقة التي تهيج الحزن و تؤثر في القلب.

و قال منصور النمري من [44] النمر بن قاسط [45] ، و كان في زمن الرشيد و هو من شعراء الشيعة من قصيدة كما وجدنا ذلك في بعض المجاميع، نقلا عن المرزباني في معجم الشعراء:



قتيل ما قتيل بني زياد

ألا بأبي و امي من قتيل



أيخلوا قلب ذي ورع و دين

من الأحزان و الهم الطويل



و قد شرقت رماح بني زياد

بري من دماء بني الرسول [46] .



و في البحار عن بعض كتب المناقب القديمة: أخبرني سيد الحفاظ أبومنصور شهردار بن شيرويه الديلمي، عن محيي السنة أبي الفتح، اجازة قال: أنشدني أبو الطيب البابلي، أنشدني أبوالنجم بدر بن ابراهيم بالدينور، للشافعي محمد بن ادريس.


و في ينابيع المودة قال الحافظ جمال الدين الزرندي المدني في كتابه معراج الوصول الي معرفة آل الرسول: نقل أبوالقاسم الفضل بن محمد المستملي: ان القاضي أبابكر سهل بن محمد حدثه قال: ققال أبوالقاسم بن الطيب: بلغني ان الشافعي (ره) أنشد هذه الأبيات [47] .

أقول: و أوردها ابن شهراشوب في المناقب للشافعي:



تأوب غمي [48] و الفؤاد كئيب

و أرق نومي و الرقاد غريب



و مما نفي نومي [49] و شيب لمتي

تصاريف أيام لهن خطوب



فمن مبلغ عني الحسين رسالة

و ان كرهتها أنفس و قلوب



قتيل بلا جرم كأن قميصه

صبيغ بماء الأرجوان خضيب



و للسيف أعوان و للرمح رنة

و للخيل من بعد الصهيل نحيب



تزلزلت الدنيا لآل محمد

و كادت لهم صم الجبال تذوب






و غارت نجوم و اقشعرت كواكب

وهتك أستار و شق جيوب



يصلي علي المبعوث [50] من آل هاشم

و يغزي بنوه ان ذا لعجيب [51] .



لئن كان ذنبي حب آل محمد

فذلك ذنب لست عنه أتوب



هم شفائي يوم حشري و موقفي

اذا ما بدت للناظرين خطوب



قال سبط ابن الجوزي الحنفي في تذكرة الخواص: أنشدنا أبو عبدالله محمد بن البندنيجي البغدادي قال: أنشدنا بعض مشائخنا: ان ابن الهبارية الشاعر اجتاز بكربلاء فجلس يبكي علي الحسين عليه السلام و أهله و قال بديها:



أحسين و المبعوث جدك بالهدي

قسما يكون الحق عنه مسائلي



لو كنت شاهد كربلا لبذلت في

تنفيس كربك جهد بذل الباذل



و سقيت حد السيف من أعدائكم

علا [52] و حد السمهري الذابل



لكنني أخرت عنك لشقوتي

فبلابلي بين الغري و بابل



هبني حرمت [53] النصر من أعدائكم

فأقل من حزن و دمع سائل



ثم نام في مكانه، فرأي النبي صلي الله عليه و آله و سلم فقال له: جزاك الله


عني خيرا، ابشر فان الله قد كتبك ممن جاهد بين يدي الحسين عليه السلام [54] .

أقول: و ابن الهبارية هذا هو: نظام الدين أبويعلي محمد بن محمد بن صالح العباسي الهاشمي الشاعر المشهور المتوفي سنة 509 ه المعروف بابن الهبارية. بفتح الهاء و تشديد الباء الموحدة، نسبة الي امه بنت هبار صاحب كتاب الصادح و الباغم [55] الذي نظمه لسيف الدولة صدفة بين دبيس صاحب الحلة [56] .

و قال سبط ابن الجوزي الحنفي في تذكرة الخواص: ذكر جدي في كتاب التبصرة و قال: انما سار الحسين الي القوم لانه رأي الشريعة قد دثرت، فجد في رفع قواعد أصلها فلما حصروه فقالوا له: انزل علي حكم ابن زياد. فقال: لا أفعل، و اختار القتل علي الذل. و هكذا النفوس الأبيه، ثم أنشد جدي رحمه الله تعالي:



و لما رأوا بعض الحياة مذلة

عليهم و عز الموت غير محرم



أبوا أن يذوقوا العيش و الذل واقع

عليه و ماتوا ميتة لم تذمم



و لا عجب للأسد ان ظفرت بها

كلاب الأعادي من فصيح و أعجم



فحربة وحشي سقت حمزة الردي

و حتف علي من حسام ابن ملجم [57] .



و قال سبط ابن الجوزي أيضا في تذكرة الخواص: أنشدنا أبو عبدالله النحوي بمصر قال: كحل بعض العلماء عينه يوم عاشوراء فعوتب علي ذلك فقال:



و قائل لم كحلت عينا

يوم استباحوا دم الحسين






فقلت كفوا أحق شي ء

تلبس فيه السواد عيني [58] .



و قال سبط ابن الجوزي ايضا في تذكرة الخواص: أنشدنا بعض أشياخنا [59] :



لا تطلبوا المولي الحسين

بأرض شرق أو بغرب



و دعوا الجميع و عرجوا

نحوي فمشهده بقلبي



و قال السري الرفاء [60] من مشاهير الشعراء:



أقام روح و ريحان علي جدث

ثوي الحسين به ظلمآن آمينا



كأن أحشاءنا من ذكره أبدا

تطوي علي الجمر أو تحشي السكاكينا



مهلا فما نقضوا أوتار والده

و أنما نقضوا في قتله الدينا



و قال كشاجم [61] الشاعر المشهور من قصيدة طويلة:




اذا تفركت في مصابهمو

أثقب زند الهموم قادحه [62] .



فبعضهم قربت مصارعه

و بعضهم بعدت مطارحه



أظلم في كربلاء يومهم

ثم تجلي و هم ذبائحه



ذل حماه و قل ناصره

و نال أقوي مناه كاشحه [63] .



و قال الزاهي [64] الشاعر الشمهور:



أعاتب عيني اذا قصرت

و أفني دموعي اذا ما جرت



لذكراكم يا بني المصطفي

دموعي علي الخد قد سطرت



لكم و عليكم جفت غمضها

جفوني عن النوم و استشعرت



أمثل أجسادكم بالعراق

و فيها الأسنة قد كسرت



أمثلكم في عراص الطفوف

بدورا تكسف اذ اقمرت



غدت أرض يثرب من جمعكم

كخط الصحيفة اذ اقفرت



و أضحت بكم كربلا مغربا

كزهر النجوم اذا غورت



و للسبط فوق الثري شيبة

بفيض دم النحر قد عفرت



و رأس الحسين أمام النساء

كغرة صبح اذا اسفرت



و قال الناشي [65] الشاعر الشمهور:




مصائب نسل فاطمة البتول

نكت حسراتها كبد الرسول



ألا بأبي البدور لقين كسفا

و أسلمها الطلوع الي الأفول



ألا يا يوم عاشوراء رماني

مصابي منك بالداء الدخيل



كأني بابن فاطمة جديلا

يلاقي الترب بالوجه الجميل



و قد قطع العداة الرأس منه

و علوه علي رمح طويل



و فاطمة الصغيرة بعد عز

كساها الحزن أثواب الذيل



تنادي جدها يا جد انا

طلبنا بعد فقدك بالدحول



و قال البوصيري صاحب البردة من جملة قصيدته الهمزية في مدح خير البرية:



يا أباالقاسم الذي ضمن أقسا

مي عليه مدح له وثناء



بالعلوم التي لديك من الله

بلا كاتب لها املاء



الي أن قال:



و بريحانتين طيبها منك

الذي أودعتهما الزهراء



كنت تؤويهما اليك كما آوت

من الخط نقطتيها الياء



من شهيدين ليس طيبة تنسيني

مصابيهما و لا كربلاء



ما رعي فيهما ذمامك مرؤوس

و قد خان عهدك الرؤساء



أبدلوا الود و الحفيظة في القر

بي و أبدت ضبابها النافقاء



و قست منهمو قلوب علي من

بكت الأرض فقدهم و السماء



فابكهم ما استطعت ان قليلا

في عظيم من المصاب البكاء






كل يوم و كل ارض لكربي

منهم كربلا و عاشوراء



آل بيت النبي ان فؤادي

ليس يسليه عنكم التاساء



آل بيت النبي طبتم فطاب المدح

لي فيكم و طاب الرثاء



أنا حسان مدحكم فاذا نحت

عليكم فانني الخنساء



سدتم الناس بالتقي و سواكم

سودته الصفراء و البيضاء



و لا ندري أيقبل السوداني صاحب مجلة الذخيرة قوله: فأبكهم ما استطعت.... أم يعد ذالك أيضا خطأ منه و غلطا؟!

فهذه نبذه يسيرة من مراثي أعيان الامة في الحسين عليه السلام، و استقصاء ذلك يطول به الكلام، و من أراد الكثير من ذلك فليرجع الي كتابنا (الدر النضيد في مراثي السبط الشهيد)، فقد حوي قسطا وافيا من ذلك.


پاورقي

[1] مقاتل الطالبيين: 90.

[2] کذا في الاصل، و في المصدر: حبيب.

[3] الکامل في التاريخ 186: 4.

[4] تذکرة الخواص: 286. و الظاهر ان «العبسي» مصحف، و الصحيح هو: عقبة بن عمرو السهمي، لأني لم أجد ترجمة للعبسي.

[5] المجالس للمفيد: 199.

[6] أمالي الطوسي 341: 1.

[7] نکباء الرياح: ريح انحرفت عن مهاب الرياح و وقعت بين ريحين، و المور (بضم الميم): الغبار المتردد و التراب الذي تثيره الريح.

[8] في هامش الأصل: «في القاموس و تاج العروس (قتة: کضبة) اسم (ام‏سليمان) بن حبيب المحاربي (التابعي) المشهور يعرف بابن قتة و هو القائل في رثاء الحسين عليه‏السلام:



و ان قتيل الطف من آل هاشم

أذل رقاب المسلمين فذلت‏



منه رحمه الله».

و هو مولي بني‏تيم بن مرة توفي بدمشق سنة 126 ه و ينبغي ان يکون أول من رثي الحسين عليه‏السلام، فانه مر بکربلاء بعد قتل الحسين عليه‏السلام بثلاث، فنظر الي مضاربهم و انکأ علي قوس له عربية و أنشأ يقول: مررت....

و قيل: ان هذه المرثية لأبي الرميح الخزاعي.

انظر: سير أعلام النبلاء 596: 4 (وذکر ان قتة اسم امه)، الجرح و التعديل 136: 4، المعجم الأوسط 457: 2، طبقات القراء 314: 1، تهذيب الکمال 477: 6.

[9] کذا في الأصل و في أغلب الملهوف و المناقب: أمثالا، و قد صحفت في بعض المصادر، فقد وردت في تهذيب الکمال و أنساب الأشراف: «فألفيتها أمثالها....» و هذا التصحيف متعمد من أشياع آل أبي‏سفيان لعنهم الله.

[10] کذا في الأصل، و في بعض المصادر کالملهوف (233) و الاستيعاب (379: 1): «منهم برغمي تخلت» و «منهم بزعمي تخلت».

[11] في المصدر نفسه من الکامل: ذکر هذا البيت من نوح الجن، و أضاف له بيتا آخر و هو:



حبيب رسول الله لم يک فاحشا

أبابت مصيبتک الانوف و جلت‏



وورد ذکر هذا البيت ضمن أبيات أربعة أو خسمة او ستة أو سبعة أو ثمانية في الکثير من المصادر التاريخية و الأدبية المعتبرة کشرح ديوان الحماسة لأبي تمام (14: 3) و مروج الذهب (92: 2)، و تذکر الخواص (124) و معجم البلدان (52: 6) و مقالات الاسلاميين للأشعري (142: 1) و مقاتل الطالبين (89) و البداية و النهاية (211: 8) و کما اختلفت المصادر في عدد الأبيات و ألفاظها، اختلفت کذلک في قائلها، فقيل: انها من انشاء عمير بن مالک أبي رميح الخزاعي المتوفي سنة 100 ه، و ذکر ذلک ابن‏حجر في الاصابة (74: 4)؛ و قيل: انها لأبي دهبل الجمحي کما في معجم البلدان (52: 6)، و وافقه علي ذلک الزبيدي في تاج العروس بمادة (الطف). و لکن الصحيح: ان الأبيات لسليمان بن قتة العدوي التيمي.

[12] الکامل للمبرد 235: 2، الکامل لابن الأثير 91: 4، مقاتل الطالبيين: 91، مثير الأحزان: 110.

[13] تذکرة الخواص: 282.

[14] مناقب 263: 3.

[15] مثير الاحزان: 92 - 91.

[16] کذا في الأصل، و في المصدر: أبوالرميح الخزاعي، و هو الصحيح، و هو عمير بن مالک بن حنظل الخزاعي، توفي سنة 100 ه، و کان شاعرا مکثر الشعر في رثاء الحسين عليه‏السلام.

[17] معجم الشعراء: 232.

[18] کذا في الاصل، و في المصدر: التنزيل و التأويلا.

[19] الملهوف لابن طاووس: 211 - 210.

[20] أحقاب الابل: الحزام الذي يلي حقو البعير.

[21] العقد الفريد 137: 3.

أقول: و يستفاد من هذه الرواية ان النواصب و الوهابية الذين يحرمون البکاء علي ريحانة رسول الله صلي الله عليه و آله أشد نصبا من يزيد و آله أبي‏سفيان.

[22] و قد ورد عجز البيت کالآتي:.... قد اصيبوا و سبعة لعقيل.

أراد بقوله: ستة کلهم لصلب علي، هم:

1- الحسين بن علي بن ابي‏طالب و امه فاطمة الزهراء عليهاالسلام.

2- العباس بن علي بن أبي‏طالب و امه ام‏البنين فاطمة بنت حزام.

3- عبدالله بن علي بن أبي‏طالب و امه ام‏البنين فاطمة بنت حزام.

4- عثمان بن علي بن أبي‏طالب و امه ام‏البنين فاطمة بنت حزام.

5- جعفر بن علي بن أبي‏طالب و امه ام‏البنين فاطمة بنت حزام.

6- أبوبکر بن علي بن أبي‏طالب و اسمه محمد الأصغرا أو عبدالله و امه ليلي بنت مسعود بن خالد.

فهؤلاء الستة لصلب علي عليه‏السلام و اختلف في غير هم - کما سيأتي -.

وقوله: و خسمة لعقيل، و هم:

1- مسلم بن عقيل بن أبي‏طالب.

2- عبدالله بن مسلم بن عقيل.

3- محمد بن مسلم بن عقيل.

4- محمد بن أبي‏سعيد بن عقيل.

5- عبدالرحمن بن عقيل.

هؤلاء الذين ذکرهم ابن عبد ربه في العقد الفريد.

أما الذين ذکرهم السماوي في (أبصار العين) و هو ينطبق علي شعر المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبدالمطلب و کان مع الحسين عليه‏السلام الا انه مرض في الطريق فعزم عليه الحسين ان يرجع فرجع، فلما بلغه قتله رثاه فکان من مرثيته:



وستة ليس لهم مشبه

بني‏عقيل خير فرسان‏



فالسادس عنده هو جعفر بن عقيل و السابع عبدالله بن جعفر بن أبي‏طالب، و قد ذکرهم کذلک السيد الأمين في الأعيان. انظر: العقد الفريد 137: 3، أبصار العين: 217، أعيان الشيعة 364: 35، جواهر المطالب: 136، المعارف لابن قتيبة: 204، تذکرة الخواص: 266.

[23] تذکرة الخواص: 285، المناقب لابن المغازلي: 387، مروج الذهب 68: 3، تاريخ الطبري 293: 5، البداية و النهاية 198: 8.

[24] دهبل کجعفر - بفتج الدال المهملة و سکون الهاء و فتح الباء الموحدة و سکون اللام و هو وهب بن زمعة الجمحي خرج مع التوابين، و لما وقف علي قبر الحسين عليه‏السلام قال هذه الأبيات. انظر الأعيانن 163: 1.

[25] مقاتل الطالبيين: 93، أمالي المرتضي: 211، الکامل في التاريخ 186: 4.

[26] الدر النضيد: 126.

[27] ثبيط: بالثاء المثلثة و الياء المفردة و الياء المثناة و الطاء المهملة.

[28] مثير الأحزان: 79، ابصار العين: 111.

[29] کذا في الأصل و في مختلف المصادر: عتبة و هو الصحيح، و هو المتوفي في خلافة الوليد بن عبدالملک سنة 90 ه.

[30] في الأصل بياض، و ما أثبتناه من کشف الغمة.

[31] کذا في الأصل، و في کشف الغمة: کلها

[32] کشف الغمة 59: 2، الدرجات الرفيعة: 561.

[33] هو أبوالمستهل الکميت بن زيد الأسدي (126 - 60) من شعراء أهل البيت عليهم‏السلام، قال عنه أبوالفرج في الأغاني: انه شاعر مقدم عالم بلغات العرب، خبير بأيامها و ألسنتها، و کان معروفا بالتشيع لنبي هاشم. (الأغاني 123: 15).

و قد دخل الکميت علي الامام الباقر عليه‏السلام في أيام محرم فأنشده قصيدته الميمية التي يقول في مطلعها:



من لقلب متيم مسهام

غير ما صبوة و لا أحلام‏



فلما بلغ قوله:



و قتيل بالطف غودر منهم

بين غوغاء امة و طغام‏



و أبوالفضل ان ذکرهم

الحلو شفاء النفوس و الأسقام‏



قتل الأدعياء اذ قتلوه

أکرم الشاربين صوب الغمام‏



بکي أبوجعفر عليه‏السلام بکاء شديدا، ثم قال: يا کميت، لو کان عندنا مال لأعطيناک، و لکن لک ما قال رسول الله صلي الله عليه و آله لحسان بن ثابت: لا زلت مؤيدا بروح القدس ما ذببت عنا أهل البيت، ثم رفع يديه بالدعاء و قال: اللهم اغفر للکميت، انظر: الأغاني 123: 15، مقاتل الطالبيين: 84، مروج الذهب 243: 3، رجال الکشي: 136، اعلام الوري: 158.

[34] مجدلا: مطروحا و مرميا علي الأرض.

[35] الوجنات: جمع الوجنة - مثلثة -: ما ارتفع من الخدين.

[36] الفلاة: غير عامرة.

[37] يقصد بکوفان: قبر الامام علي عليه‏السلام و من استشهد بعده علي شرف الولاية، و قبور بطيبة - و هي المدينة المنورة -: قبور أئمة البقيع الأربعة و غيرهم من آل محمد صلي الله عليه و آله، و قبور بفخ - و هو واد في مکة -: قبر الحسين بن علي بن الحسن المثلث بن الحسن المثني، و غيره من العلويين الذين استشهدوا في هذا المکان أيام خلافة الهادي العباسي و ذلک سنة 169 ه و واقعة فخ من الواقائع المشهورة في التاريخ الاسلامي، لما لها من مميزات تشبه الي حد کبير مميزات ثورة أبي‏عبدالله الحسين عليه‏السلام.

[38] المعرس: موضع التعريس و هو نزول المسافر أو الجيش آخر الليل للاستراحة.

[39] في هامش الاصل: «هذا يدل علي ان کون الحمزة لم تظهر في السماء قبل قتل الحسين عليه‏السلام کما مر في الفصل الاول کان أمرا معروفا مشهورا. منه رحمه الله».

[40] ان قصة دخول شاعر اهل البيت عليهم‏السلام (دعبل) علي الامام الرضا عليه‏السلام بهذه القصيدة العصماء مما أجمع عليه المؤرخون، أما مصادفة دخوله لأيام المحرم فيرويها بعض المورخين لا جميعهم، و قد وقع الختلاف کثير بن المؤرخين في عدد أبيات القصيدة و مبدئها و ختامها. انظر: الأغاني 44: 18 معاهد التنصيص 201: 2، شرعاء الشيعة: 103 - 95، تذکرة الخواص: 238، ديوان دعبل للدجيلي: 8، معجم الأدباء 303: 12، الحدائق الوردية 206: 2.

[41] دريئة: محدقة، أي يطعنه الطاعنون کما يطعن الهدف المنصوب لتعلم الطعن و تدريبه، و نهلت: شربت، و علت: شربت تباعا و سقيا بعد سقي.

[42] غودر: ترک، مبددا: مفرقا، عتاق الطير: الجوارح من الطير.

[43] أخبار شعراء الشيعة: 115، مقتل الخوارزمي 144: 2.

[44] ما أثبتناه من المصدر، و في الأصل: بن.

[45] هو منصور بن سلمة بن الزبرقان بن شريک، توفي سنة 190، و کان من خالصة الرشيد، لکنه کان يبطن التشيع و حب أهل البيت عليهم‏السلام، و عندما سمع الرشيد قصيدته اللامية امر بقتله، فعلم انه مات قبل يومين فقال: اذا صادفته ميتا أخرقته بالنار؛ و قيل: أنهم نبشوا قبره.

[46] معجم الشعراء: 213، و راجع القصيدة و ترجمة المؤلف في أدب الطف للسيد جواد شبر، نقلا عن الأغاني و المقاتل و تاريخ بغداد و المناقب.

[47] بحارالانوار 274: 45، ينابيع المودة 356: 2، رشفه الصادي: 24، فرائد السمطين 266: 2.

[48] کذا في الأصل، و في البحار: همي.

[49] کذا في الأصل، و في البحار: جسمي.

[50] کذا في الأصل، و في البحار: المهدي.

[51] في الأصل: خ ل‏



نصلي علي المختار من آل هاشم

و نؤذي بنيه ان ذا لعجيب.

[52] کذا في الاصل، و في المصدر: جللا.

[53] کذا في الأصل، و في المصدر: الم أفز.

[54] تذکرة الخواص: 384، وانظر: الکني و الألقاب 433: 3، و المناقب لابن شهراشوب 271: 3.

[55] و هو في نحو 2000 بيتا، نظمها في عشر سنين، و اسلوبه علي غرار اسلوب کتاب کليلة و دمنة.

[56] انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 392: 19.

[57] تذکرة الخواص: 373.

[58] تذکرة الخواص: 386.

[59] و هو أبوبکر الآلوسي، و قد ذکره لمن سأله عن موضع قبر الحسين عليه‏السلام.

[60] أبوالحسن السري بن أحمد بن السري الکني الموصلي المعروف بالسري الرفاء، و الرفاء من الرفو و التطريز، حيث کان في صباه يرفو و يطرز في دکان بالموصل، توفي في بغداد سنة 344، انظر اليتيمة للثعالبي 117: 2.

[61] أبوالفتح محمود بن الحسين السندي بن شاهک الرملي المعروف بکشاجم نسبة الي الرملة من أرض فلسطين، و انما لقب بکشاجم اشارة بکل حرف منها الي علم: فبالکاف انه کاتب، و بالشين انه شاعر، و بالالف انه أدبي، و بالجيم انه منجم، و بالميم انه متکلم، يعتبر من شعراء أهل البيت عليهم‏السلام و له قصائد عديدة في مدحهم ورثائهم، توفي سنة 360 ه انظر معجم الأدباء 326: 1.

[62] أثقب: أشعل، و الزند: العود الذي يقدح به النار، و قادحه: مورثه و مشعله.

[63] شذرات الدهب 37: 3.

[64] أبوالقاسم علي بن اسحاق بن خلف البغدادي المعروف بالزاهي الشاعر المشهور، ولد سنة 318 ه، و توفي سنة 352 ه ببغداد و دفن في مقابر قريش، و الزاهي نسبة الي قرية (زاه) من قري نيسابور، و بعضهم قال: انما لقب بالزاهي لانه اول من زها بشعره، و هو الأصح: فالشاعر ولد و توفي في بغداد، فلماذا ينسب الي قرية في نيسابور! انظر زينة المجالس: 515، و أدب الطف 54: 2.

[65] أبوالحسن علي بن عبدالله بن الوصيف الناشي الصغير البغدادي نزيل مصر، ولد سنة 271 ه و توفي سنة 365 ه و يقال له: الناشي لأن الناشي يقال لمن نشأ في فن من فنون الشعر - کما قال السمعاني في الأنساب -، کان من علماء الشيعة و متکلميها و محدثيها و فقهائها و شعرائها، له کتب في الامامة، و مدائحه في أهل البيت صلوات الله عليهم لا تحصي کثرة. انظر ترجمته في الغدير 33: 3.