بازگشت

مراثي الخنساء لأخويها صخر و معاوية


انظر ترجمتها في الاصابة 286: 4.

و قالت الخنساء و هي صحابية ترثي أخويها صخرا و معاوية بأشد ما يهيج الحزن، حتي ضرب بها المثل في ذلك و قد ما تا كافرين، فلم ينكر عليها أحد، حتي أن رسول الله صلي الله عليه و آله كان يستنشدها أياه.


قال في الاصابة: قال أبوعمر: قدمت علي النبي صلي الله عليه و آله مع قومها من بني سليم فأسلمت معهم، فذكروا ان رسول الله صلي الله عليه و آله كان يستنشدها و يعجبه شعرها، و كانت تنشده و هو يقول: هيه يا خناس، و يومي ء بيده [1] انتهي.

فمن قولها في صخر:



أعيني جودا و لا تجمدا

ألا تبكيان لصخر الندي؟



ألا تبكيان الجري الجميل

ألا تبكيان الفتي السيدا؟



طويل النجاد عظيم الرماد [2]

و ساد عشيرته أمردا [3] .



و من قولها فيه:



ألا يا صخر ان ابكيت عيني

فقد أضحكتني دهرا طويلا



ذكرتك في نساء معولات

و كنت أحق من أبدي العويلا



دفعت بك الجليل و أنت حي

فمن ذا يدفع الخطب الجليلا



اذا قبح البكاء علي قتيل

رأيت [4] بكاءك الحسن الجميلا [5] .



و من شعرها فيه:



يا عين مالك لا تبكين تسكابا؟

اذا راب دهر و كان الدهر ريابا [6] .






فابكي أخاك لأيتام و أرملة

وابكي أخاك اذا جاورت أجنابا [7] .



و ابكيه للفارس الحامي حقيقته

و للضريك اذا ما جاء منتابا [8] .



يعدو به سابح زهد [9] مراكله

اذا اكتسي من سواد الليل جلبابا



فالحمد حلته و الجود حليته

و الصدق حوزته ان قرنه هابا [10] .



حمال ألوية شهاد انجية

قطاع أودية للوتر طلابا [11] .



سم العداة و فكاك العناة اذا

لاقي الوغي لم يكن للموت هيابا [12] .



و من قولها فيه:



تبكي خناس علي صخر و حق لها

اذ رابها الدهر ان الدهر ضرار



يا صخر وراد ماء قد تناذره

أهل الموارد ما في ورده عار [13] .



مشي السبنتي الي هيجاء معضلة

له سلاحان أنياب و أظفار [14] .



و ما عجول علي بو تطيف به

لها حنينان اعلان و أسرار [15] .



ترتع ما رتعت حتي اذا ادكرت

فانما هي اقبال و ادبار



يوما بأوجد مني يوم فارقني

صخر و للدهر احلاء و أمرار



و ان صخرا لوالينا و سيدنا

و ان صخرا اذا نشتو لنحار



و ان صخرا لمقدام اذا ركبوا

و ان صخرا اذا جاعوا لعقار






و ان صخرا لتأتم الهداة به

كأنه علم في رأسه نار



حمال الوية هباط أودية

شهاد أندية للجيش جرار



لم تره جارة يمشي بساحتها

لريبة حين يخلي بيته الجار



ليبكه مقتر أفني حريبته

دهر و حالفه بؤس و أقتار



و رفقة حار حاديهم بمهلكة

كأن ظلمتها في الطخية القار



لا يمنع القوم ان سألوه خلعته

و لا يجاوزه بالليل مرار [16] .



و من شعرها فيه أورده في الاصابة:



الا يا صخر لا انساك حتي

افارق مهجتي ويشق رمسي



يذكرني طلوع الشمس صخرا

و أذكره لكل غروب شمس



و لولا كثرة الباكين حولي

علي اخوانهم لقتلت نفسي [17] .



و شعرها فيه كثير ينبو عن الحصر، موجود في ديوانها و غيره، و من قولها في رثاء أخيها معاية، أورده المبرد في الكامل:



أريقي من دموعك و استفيقي

و صبرا ان اطقت و لن تطيقي



و قولي ان خير بني سليم

و فارسها بصحراء العقيق



الا هل ترجعن لنا الليالي

و أيام لنا بلوي الشقيق [18] .



و اذ نحن الفوارس كل يوم

اذا حضروا وفتيان الحقوق



و اذ فينا معاوية بن عمرو

علي ادماء كالجمل الفنيق [19] .



فبكيه فقد أودي حميدا

امين الرأي محمود الصديق [20] .





پاورقي

[1] الاصابة 286: 4.

[2] في ديوان الخنساء: العماد.

[3] طويل النجاد: کناية عن طول القامة، و النجاد حمائل السيف.

[4] کذا في الاصل، و في المصدر: فانت.

[5] الاصابة 288: 4.

[6] التسکاب: مصدر سکب، و سکب الدمع: صبه و هو مصدر يدل علي الکثرة، راب الدهر فلانا: أراه ما يکره، و الرياب: الکثير الريب المفزع.

[7] أجنابا: غرباء.

[8] المنتاب: الزائر أو الذي أصابته النوائب.

[9] کذا في الاصل، و في الديوان: نهد، و النهد: الفرس الحسن الجميل.

[10] القرن: النظير في الشجاعة.

[11] الأنجية: المجالس.

[12] العناة (واحدهم عان): الأسير.

[13] قولها: وارد ماء: تعني الموت، و أهل الموارد: أهل المياه.

[14] السبنتي: الجري‏ء.

[15] عجول: الثکلي من النساء التي فقدت ولدها.

[16] ديوان الخنساء: 470.

[17] الاصابة 486: 4.

[18] لوي الشقيق: موضع.

[19] الفنيق: الفحل المکرم.

[20] الکامل: 235: 2.