بازگشت

رثاء زهير أو عروة الهذلي من الصحابة


قال أبوخراش الهذلي - واسمه خويلد بن مرة، و كان في الجاهلية من فتاك العرب ثم أسلم، و كان يعدو علي قدميه فيسبق الخيل - يرثي أخاه أو ابن عمه زهيرا الذي قتله جميل بن معمر الجمحي أسيرا يوم حنين؛ و قيل: يوم خيبر و هو مكتوف جاءه من خلفه فقتله و زهير مسلم.

و قيل: قاله في أخيه عروة بن مرة كما الاستيعاب في ترجمة أبي خراش الهذلي:



فجع ضيافي جميل بن معمر

بذي مفخر تأولي اليه الأرامل



طويل نجاد السيف ليس بحيدر

اذا اهتز واسترخت عليه الحمائل [1] .



الي بيته يأوي الغريب اذا شتا

و مهتلك بالي الدريسين عائل [2] .



تكاد يداه تسلمان رداءه

من الجود لما استقبلته الشمائل



فأقسم لو لاقيته غير موثق

لآبك بالجزع الضياع النواهل



و انك لو واجهته ولقيته

فنازلته و كنت ممن ينازل






لكنت جميل أسوا الناس صرعة

و لكن أقران الظهور مقاتل



فليس كعهد الدار يا ام مالك

و لكن أحاطت بالرقاب السلاسل [3] .



و عاد الفتي كالكهل ليس بقائل

سوي الحق شيئا فاستراح العواذل [4] .



و قال أبوخراش أيضا يرثي أخاه عروة أورده في الاستيعاب:



تقول أراه بعد عروة لاهيا

و ذلك رزء ما علمت جليل



فلا تحسبي اني تناسيت عهده

و لكن صبري يا اميم جميل [5] .



قال ابن عبدالبر في الاستيعاب: و زاد أبوالحسن الأخفش بعد البيتين المذكورين قوله:



ألم تعلمي أن قد تفرق قبلنا

خليلا صفاء مالك و عقيل [6] .



أبي الصبر اني لا يزال يهيجني

مبيت لنا فيما مضي و مقيل



و اني اذا ما الصبح آنست ضوءه

يعاودني قطع علي ثقيل [7] .



و قال عبدالله بن عامر بن ربيعة يرثي زهيرا أيضا أورده في الاستيعاب:



ان عديا ليلة البقيع

تكشفوا عن رجل صريع






مقابل في السحب الرفيع

أدركه كه شؤم بني مطيع [8] .



و قال أبوخراش الهذلي يرثي أخاه عروة أورده في الاستيعاب أيضا:



حمدت الهي بعد عروة اذ نجا

خراش و بعض الشر أهون من بعض



علي انها تدمي الكلوم و انما

توكل بالادني و ان جل ما يمضي



فوالله لا أنسي قتيلا رزئته

بجانب قوسي ما مشيت علي الأرض



و لم أدر من ألقي عليه رداءه

و لكنه قد سل عن ماجد محض [9] .



رثاء زيد بن عمر بن خطاب المقتول في حرب بني عدي

قال أياس بن البكير يرثي زيد بن عمر بن الخطاب أورده في الاستيعاب و تركنا بعضه:



الا يا ليت امي لم تلدني

و لم أك في الغزاة لدي البقيع



و لم أر مصرع ابن الخير زيد

وهدته هنالك من صريع



هو الرزء الذي عظمت و جلت

مصيبته علي الحي الجميع



كريم في النجار تكنفته

بيوت المجد و الحسب الرفيع



شفيع الجود ما للجود حقا

سواه اذ تولي من شفيع



أصاب الحي حي بني عدي

مجللة من الخطب الفظيع






و خصهم الشقاء به خصوصا

لما يأتون من سوء من سوء الصنيع [10] .




پاورقي

[1] الحيدر: القصير.

[2] الدريسين: تثنية دريس و هو الثوب البالي الخلق.

[3] في هامش الأصل: «قال ابن عبدالبر يقول جاء الاسلام فمنع من طلب الاثار الا بحقها. منه رحمه الله».

[4] الاستيعاب 184: 4.

[5] الاستيعاب 58: 3.

[6] في هامش الاصل، «هما نديما جذيمة بن الأبرش المشهوران منه رحمه الله».

[7] الاستيعاب 57: 4.

[8] الاستيعاب 58: 4.

[9] الاستيعاب 58: 4.

[10] الاستيعاب 102: 1.