بازگشت

رثاء أصحاب النبي المقتولين يوم الرجيع


قال حسان بن ثابت يبكي خبيب بن عدي و أصحابه الذين قتلوا يوم الرجيع حكاه ابن هشام في سيرته عن ابن اسحاق:

و كان من خبرهم: انه قدم علي رسول الله صلي الله عليه و آله رهط فطلبوا منه أن يرسل معهم من يعلمهم شرائع الاسلام فأرسل معهم ستة من أصحابه، فلما كانوا علي الرجيع - ماء لهذيل - غدروا بهم فاستصرخوا عليهم هذيلا فأرادوا أن يقاتلوهم، فقالوا: انا لا نريد قتلكم، بل نريد تسليمكم الي أهل مكة لنأخذ منهم جائزة، فقاتل بعضهم حتي قتل، واستسلم خبيب و صاحب له فأسرو هما، ثم أفلت صاحبه في الطريق و أخذ سيفه فقتلوه بالحجارة و سلموا خبيبا الي أهل مكة فصلبوه. فقال حسان يبكيهم:



صلي الاله علي الذين تتابعوا

يوم الرجيع فأكرموا و اثيبوا



رأس السرية مر ثد و أميرهم

و ابن البكير امامهم و خبيب



و ابن لطارق و ابن دثنة منهم

وافاه ثم حماه المكتوب [1] .



و العاصم المقتول عند رجيعهم

كسب المعالي انه لكسوب



منع المقادة أن ينالوا ظهره

حتي يجالد انه لنجيب [2] [3] .




و قال حسان بن ثابت يبكيهم أيضا أورده ابن عبدالبر في الاستيعاب في ترجمة خالد بن البكير الليثي:



الا ليتني فيها شهدت ابن طارق

وزيدا و ما تغني الأماني و مرثدا



فدافعت عن حبي خبيب و عاصم

و كان شفاء لو تداركت خالدا [4] .



و قال حسان يبكي منهم خبيبا أيضا حكاه ابن هشام في سيرته:



ما بال عينك [5] لا ترقا مدامعها

سحا علي الصدر مثل اللؤلؤ القلق [6] .



علي خبيب فتي الفتيان قد علموا

لا فشل حين تلقاه و لا نزق



فاذهب خبيب جزاك الله طيبة

وجنة الخلد عند الله في الرفق



ماذا تقولون ان قال النبي لكم

حين الملائكة الابرار في الأفق



فيم قتلتم شهيد الله في رجل

طاغ قد أوعث في البلدان و الطرق [7] [8] .



و قال أيضا يبكيه، حكاه ابن هشام في سيرته عن ابن اسحاق:



يا عين جودي بدمع منك منكسب

وابكي خبيبا مع الفتيان لم يؤب






صقرا توسط في الأنصار منصبه

سمح السجية محضا غير مؤتشب [9] .



قد هاج عيني علي علات عبرتها

اذ قيل نص الي جذع من الخشب [10] .



يا ايها الراكب الغادي لطيته

ابلغ لديك وعيدا ليس بالكذب [11] .



بني كهية ان الحرب قد لقحت

محلوبها الصاب اذ تمري لمحتلب [12] .



فيها اسود بني النجار تقدمهم

شهب الأسنة في معصوصب لجب [13] .




پاورقي

[1] الحمام: الموت.

[2] المقادة: الانقياد و المذلة، و يجالد: يضارب بالسيف.

[3] سيرة ابن‏هشام 183: 3.

[4] الاستيعاب - بهامش الاصابة - 405: 1.

[5] من الديوان، و في الاصل و المصدر: عينيک، و الصواب ما أثبتناه.

[6] من المصدر، و في الاصل: الفلق، و هو تصحيف.

[7] کذا في الأصل، و في المصدر: الرفق.

[8] سيرة ابن‏هشام 177: 3.

[9] المؤتشب: المختلط.

[10] العلات: المشتقات، و نص: رفع (بالبناء للمجهور فيهما) و هو مأخوذ من نص في السير و هو أرفعه.

[11] الطية: ما انطوت عليه نيتک.

[12] کهيبة: من الکهبة، و هي الغبرة.

[13] المعصوصب: الجيش الکثير، و للجب: الکثير الاصوات.