فرثته ابنته و بضعته فاطمة الزهرا سيدة نساء العالمين، و شبيهة مريم ابنة عمران عليهماالسلام بأبيات تهيج الأحزان و تثير البلابل و الأشجان.

قال ابن عبد ربه في العقد الفريد: و قفلت فاطمة عليها السلام علي قبر أبيها صلي الله عليه وآله فقالت:



انا فقد ناك فقد الارض و ابلها

و غاب مذ غبت عنا الوحي و الكتب



فليت قبلك كان الموت صادفنا

لما نعيت و حالت دونك الكثب [1] .



و قال ابن الاثير في نهايته؛ و صاحب تاج العروس في الحديث: ان فاطمة قالت بعد موت النبي صلي الله عليه و آله:



قد كان بعدك أنباء و هنبثة

لو كان شاهدها لم تكثر الخطب



انا فقدناك فقد الارض و ابلها

فاختل قومك فاشهدهم و لا تغب [2] .



و قالت عليهاالسلام أيضا ترثيه صلي الله عليه و آله، أوردهما القاري في شرح الشمائل للترمذي قال: روي في شرح السنة عن أنس قال: قالت فاطمة: يا أنس، أطابت أنفسكم أن تحثوا التراب علي رسول الله صلي الله عليه و سلم - زاد بعضهم -: و أخذت من تراب القبر فوضعته علي عينها و أنشدت [3] انتهي.


و أوردهما القسطلاني في أرشاد الساري في شرح صحيح البخاري [4] .

و أوردهما دحلان في السيرة النبوية قال: لما دفن صلي الله عليه و سلم قالت فاطمة: أطابت نفوسكم أن تحثوا علي رسول الله صلي الله عليه و آله التراب، و أخذت من تراب القبر الشيرف و وضعته علي عينيها و أنشأت تقول:



ماذا علي من شم تربة أحمد

أن لا يشم مدي الزمان غواليا [5] .



صبت علي مصائب لو أنها

صبت علي الأيام عدن [6] لياليا [7] .



و قالت أيضا ترثيه صلي الله عليه و آله - أورده دحلان في سيرته -:



اغبر آفاق السماء و كورت

شمس النهار و اظلم العصران



و الأرض من بعد النبي كئيبة

أسفا عليه كثيرة الرجفان



فليبكه شرق البلاد و غربها

وليبكه مضر و كل يمان [8] .