بازگشت

بكاء النبي علي ما يصيب أهل بيته


التاسع: من أدلة جواز البكاء علي الحسين عليه السلام ما ورد من بكاء النبي صلي الله عليه و آله علي ما يصيب أهل بيته بعده.

ففي سنن الامام الحافظ [1] محمد بن يزيد بن ماجة القزويني بسنده عن عبدالله قال: بينما نحن عند رسول الله صلي الله عليه و آله اذ أقبل فتية من بني هاشم، فلما رآهم النبي صلي الله عليه و سلم اغرورقت عيناه، و تغير لونه فقلت: ما نزال نري في وجهك شيئا نكرهه؟

فقال: انا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة علي الدنيا و ان أهل بيتي سيلقون
بعدي بلاء و تشريدا و تطريدا [2] الحديث.

و نقله ابن حجر في صواعقه، الا انه قال: «فئة» بدل «فتية» [3] .

و قال السندي في الحاشية: رواه الحاكم في المستدرك من طريق عمر بن قيس، عن الحكم بن ابراهيم [4] انتهي.

أقول: و لا شك ان ما أصاب الحسين عليه السلام هو من أعظم البلاء و التطريد و التشريد الذي قال رسول الله صلي الله عليه و آله: ان أهل بيته سيلقونه، بل هو أعظمه و أفجعه بل هو أعظم بلاء وقع في الكون، و لله در السيد الرضي [5] حيث يقول:



لو رسول الله يحيا بعده

قعد اليوم عليه للعزا



يا رسول الله لو عاينتهم

و هم ما بين قتل و سبا



لرأت عيناك منهم منظرا

للحشي شجوا و للعين قذي




پاورقي

[1] في هامش الأصل: «کذا وصفه محمد بن عبدالهادي الحنفي المعروف بالسندي في حاشيته و قال: انه امام من ائمة المسلمين، کبير متقن مقبول بالاتفاق. منه رحمه الله».

[2] سنن ابن‏ماجة 502: 1.

[3] الصواعق المحرقة: 164 و لکنه في ص: 181، ذکر الرواية و فيها «فتية» بدل «فئة».

[4] المستدرک 16: 3.

[5] شرح نهج‏البلاغة لابن أبي‏الحديد 386: 1.