بازگشت

في الكلام علي الحزن و البكاء لقتل الحسين


و هذا قد يكون قهريا خارجا عن الاختيار عند سماع او تذكر ما جري علي الحسين عليه السلام و أهل بيته، فكثيرا ما يعرض للانسان حزن القلب، و خروج الدمع عند صدور ما يوجب ذلك، و لا يمكنه منع نفسه عنه و هذا لا يتعلق به تكليف و هو كثير الحصول سيما ممن غرس حب أهل بيت نبيه في قلبه، و خالط لحمه و دمه، و والي وليهم، و عادي عدوهم، و حفظ وصية نبيه صلي الله عليه و آله و سلم فيهم، و علم أن مودتهم أجر الرسالة [1] ، و أنهم أحد الثقلين اللذين امرنا بالتمسك بهما حتي لانضل [2] و بمنزلة باب حطة الذي من دخله كان آمنا [3] و بمنزلة سفينة نوح التي من ركبها نجا، و من تخلف عنها هوي [4] و انهم أمان لأهل الأرض و النجوم أمان لأهل السماء [5] كما وردت بذلك صحاح


الأخبار [6] المتفق عليها بين جميع المسلمين و سيأتي طرف منها، لا من يتظاهر بحبهم و هو ينافح و يناضل عن أعدائهم وقاتليهم و من جاهر ببغضهم و قاتلهم و قتلهم و سبهم علي المنابر من بني امية أو غير هم، أو يكذب ما جاء في فضلهم، فان لم يستطع تكذيبه تمحل له انواع التأويلات، و ينصب العداوة لشيعتهم و محبيهم و ينبزهم بالرافضة، و ينسبهم الي العظائم، و يفتري عليهم أمثال ابن حجر الهيتمي [7] الذي تظاهر بحب اهل البيت، وروي الاحاديث الكثيرة في فضائلهم و ذم مبغضيهم، ليستر بذلك نصبه، و نافح عن اعدائهم من بني امية و غيرهم، و نصب العداوة لشيعتهم و محبيهم، حتي استحل دماءهم، و ناقض نفسه، فوالي مبغضهم و قد روي الاحاديث في ذمه، و زعم بما سولت له نفسه ان الاحاديث الواردة في مدح شيعة علي عليه السلام و أهل بيته واردة فيه و في امثاله ممن والي عدوهم و عادي وليهم.

ان هذا لعجيب، و كم أتي الدهر بالعجائب!



تود عدوي ثم تزعم أنني

صديقك ان الرأي منك لعازب



صديق صديقي داخل في صداقتي

صديق عدوي ليس لي بصديق



و ما أشبه هذا بتمويه قدوته و من يذب عنه حين قال لما سمع ما روي أن عمارا تقتله الفئة الباغية: انما قتله الذي أخرجه الي رماحنا، و هو علي


ابن أبي طالب [8] .

و هذا كلام وقع في البين فلنعد لما نحن بصدده فنقول:

و قد يكون البكاء اختياريا، كالبكاء المشتمل علي صوت، أو فعل، أو تصور، أو استماع ما يوجب الحزن، و خروج الدمع. و يدل علي جواز هذا في حق الحسين عليه السلام امور بعضها يفيد الجواز، وبضعها الرجحان:


پاورقي

[1] اشارة الي الآية (قل لا أسألکم عليه اجرا الا المودة في القربي) «الشوري: 23»، انظر: شواهد التنزيل للحاکم الحسکاني 130: 2 ح 828 - 822 ذخائر العقبي: 25، الصواعق المحرقة: 101، نظم الدرر: 109، مطالب السؤول 21: 1، کفاية الطالب: 91، ينابيع المودة: 106، حلية الاولياء 201: 3 فرائد السمطين 20: 1.

[2] صحيح مسلم 362: 2 مصابيح السنة 278: 2، نظم الدرر: 231، تفسير الخازن 40: 1، تفسير ابن‏کثير 113: 4، مشکاة المصابيح 255: 3، اسعاف الراغبين: 100، ينابيع المودة: 29، السيرة النبوية لأحمد زين دحلان المطبوع بهامش السيرة الحلبية 330: 3، مناقب الامام علي لابن المغازلي: 236 ح 284، الاتحاف بحب الأشراف: 6، ذخائر العقبي: 16، کفاية الطلب: 53.

[3] صحيح مسلم 261: 2، نظم الدرر: 232، ذخائر العقبي: 17، الاصابة 152: 2.

[4] تلخيص المستدرک للذهبي: 235، ينابيع المودة: 30 الصواعق المحرقة: 184 و 234، اسعاف الراغبين: 109، فرائد السمطين 246: 2 ح 519، کفاية الطالب: 378، مجمع الزوائد 168: 9، المعجم الصغير 22: 2، حلية الاولياء 306: 4، ذخائر العقبي: 20.

[5] الصواعق المحرقة: 91، منتخب کنز العمال - بهامش مسند أحمد - 93: 5، ينابيع المودة: 298، جواهر البحار 361: 1، ذخائر العقبي: 17، نظم الدرر: 112، الجامع الصغير 161: 2، الفتح الکبير 267: 3، اسعاف الراغبين: 128، شرح نهج‏البلاغة لابن ابي‏الحديد 451: 3.

[6] لزيادة الاطلاع انظر: الغدير للأميني 156: 3.

[7] في هامش الاصل: «بالتاء المثناة من فوق، صاحب الصواعق. منه رحمه الله».

و قرأه بعضهم به «الهيثمي» و هو مفتي الحجاز، و بالرغم من انحرافه عن خط اهل البيت عليهم‏السلام و بغضه لشيعتهم و نعتهم بمختلف النعوت النابية، فقد اعترف في کتابه هذا و بقية کتبه بفضائل أهل البيت عليهم‏السلام و قد توفي سنة 973 ه.

[8] انظر العواصم من القواصم لابن عربي: 116.