بازگشت

الكتاب و عملنا فيه


اقناع اللائم علي اقامة المآتم اسلوب اتبع فيه السيد الأمين طريقي العقل و النقل محاولا اقناع المعرتضين علي اقامة المآتم علي السبط الشهيد عليه السلام، و هو يذكر العلة التي دعته الي تأليف هذا الكتاب فيقول:

«... ان جملة من الناس قد يعيبوننا بهذه المآتم، أو يرون انه لا لزوم لها، أو يقولون ان أمرا وقع الف و مئات من السنين ما معني اعادة ذكره كل عام؟ و كل ذلك غفلة أو تغافل عن فوائدها. و ربما غالي بعضهم في العيب فقال:

ان يزيد قتل الحسين عليه السلام مرة، و انتم تقتلونه كل عام مرة!.

و قد يقول آخر: ان الامر الفظيع لا ينبغي اعادة ذكره، بل ينبغي تناسيه!

و بعض يري: ان في اعادة ذكره حطا من مقام أهل البيت الذين جرت معهم تلك الفظاعة!.

و ربما عد ذلك بعضهم بدعة في الدين مع تغاضيه عن كثير من البدع الشائنة لدين الاسلام، المشوهة لمحاسنه...».

و للسيد الامين وجهة نظر خاصة في المآتم و الشعائر الحسينية، فهو يرفض الكثير من المآتم التي يختلط فيها الحرام بالحلال، و الكذب بالصدق، و لهذا فانه يعرف المأتم فيقول: «.... و نريد باقامة المآتم: البكاء لقتله عليه السلام باخراج الدمع بصوت و بدونه، و التعرض لما يسبب ذلك، و اظهار شعار الحزن باخراج الدمع بصوت و بدنه، و التعرض لما يسبب ذلك، و اظهار شعار الحزن و التأسف و التألم لما صدر عليه، و تذكر مصابه، و نظم الأشعار في رثائه، و تلاوتها و استماعها، و تهييج النفوس بها للحزن و البكاء، و تلاوة و استماع خبر مقتله و ما جري عليه، و ذكر فضائله و مناقبه، و وصف أخلاقه الكريمة و شمائله، بما يشبه تأبين الاموات، و الاجتماع و عقد المجالس لذلك، و بذل اللمال و الطعام،


و سقي الماء في حبه، بمعني اهداء ثواب ذلك اليه و غير ذلك مما هو من هذا القبيل بشرط عدم الاشتمال علي محرم نص الشرع علي تحريمه، و علمت حرمته من دين الاسلام....».

و كأغلب مؤلفات السيد الامين، فهذا الكتاب هو رد علي شخص معين حاول النيل من الشيعة و من اقامة المآتم، و الشخص يدعي أحمد بن محمد سوركتي الانصاري السوداني صاحب مجلة الذخيرة الاسلامية الذي أورد بعض الشبهات حول الشيعة و مآتم الحسين عليه السلام.

و الكتاب عبارة عن مقدمة و ثمانية فصول، تحدث فيه المؤلف عن بعض الشبهات المثاره حول اقامة مآتم الحسين عليه السلام، و استدل علي جوازها بادلة قوية أغلبها نقلها من كتب أهل السنة، و ذكر كذلك بعض مراثي السبط الشهيد، و ذكر فوائد المأتم الحسيني مستشهدا بحديث اثنين من كبار المستشرقين في عصره.

اما عملنا في هذا الكتاب فبعد مراجعته و مقابلته مع المصادر التي ذكرها المؤلف، قمنا بمقابلته مع مصادر اخري و خصوصا مع بحار الانوار حيث اعتمد عليه المؤلف باعتباره المصدر الشيعي الوحدي الذي توفر عنده حين تاليف الكتاب، فجميع ما نقله من الكامل و المناقب و الأمالي كان من البحار، و قلمنا كذلك بشرح بعض الكلمات المبهمة خصوصا في الأشعار المذكورة و كذلك ترجمة بعض الشخصيات التي اعتقدنا انها بحاجة الي ترجمة، و من ثم ضبط نص الكتاب قدر المستطاع، و بذلك نكون قد قمنا باحياء اثر من آثار هذا المصلح الكبير، متمنين أن نكون قد وفقنا في ذلك و آملين ان نوفق لاحياء آثار أخري لهذه الشخصية العظيمة.

و آخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين.


اقناع اللائم

علي اقامة الماتم

تأليف

العلامة السيد محسن الامين العاملي قدس سره

مراجعة و تحقيق

محمود البدري