بازگشت

ترجمة المؤلف


اعتمدنا في هذه الترجمة علي ما كتبه مؤلف الكتاب بنفسه و ذلك في موسوعته «أعيان الشيعة» المجلد العاشر.

نسبه:

هو أبومحمد الباقر محسن ابن الصالح العابد السيد عبدالكريم ابن العلامة الفقيه السيد علي بن محمد الامين ابن السيد أبي الحسن موسي ابن السيد حيدر ابن السيد أحمد ابن السيد ابراهيم المنتهي نسبه الي الحسين ذي الدمعة بن زيد الشهيد بن الامام علي زين العابدين ابن الامام الحسين الشهيد ابن الامام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام، العلوي الفاطمي الهاشمي الحلي العاملي الشقرائي.

ولادته:

يقول العلامة محسن الأمين في ذكر مولده:

ولدت في قرية شقراء من بلاد جبل عامل سنة 1248 ه، هذا هو الصواب في تاريخ مولدي و ما ذكرته في غير هذا الموضع من ان ولادتي سنة 1282 ه، أو غير ذلك فهو خطأ، و لم يكن مولدي مؤرخا، لكن والدي أخبرني أن ولادتي كانت سنة بناء جسر القاقعية الجديد، و قد قرأت تاريخ بنائه علي الصخرة التي كانت موضوعة عليه و سقطت، فاذا هو سنة 1284 ه....

و قد توفي والده سنة 1315 ه في النجف الاشرف و دفن فيها، اما والدته -


و هي ابنة العالم الصالح الشيخ محمد فلحة الميسي - فقد توفيت في حدود سنة 1300 ه.

اما عن أصل عشيرته فيقول: «... الذي سمعناه متواترا من شيوخ العشيرة أن الأصل من الحلة، جاء احد الاجداد منها الي جبل عامل بطلب من اهلها ليكون مرجعا دينيا و مرشدا، و لسنا نعلم من هو علي التحقيق، بل هو مردد بين السيد ابراهيم و ابنه السيد أحمد و ابنه السيد حيدر. و السيد حيدر سكن شقراء و توفي سنة 1175 ه كما مرسوم علي لوح قبره في مقبرتها الشرقية القديمة، و ولد له في شقراء عدة اولاد ذكور و اناث نبغ منهم السيد أبوالحسن موسي.

و كانت العشيرة قبل هذا الوقت تعرف بقشاقش او قشاقيش، و لا يعرف ان ذلك نسبة الي أي شي ء، و احتمل بعض العلماء ان يكون ذلك تصحيف (الاقساسي) نسبتة الي اقساس مالك قرية قرب الكوفة، و الاقساسيون طائفة كبيرة من ذرية جدنا الحسين ذي العبرة ينسبون الي هذه القرية.

ثم عرفت العشيرة بآل الأمين نسبة الي السيد محمد الأمين ابن السيد أبي الحسن موسي و والد جدنا السيد علي الأمين فصار يقال لذريتها آل الامين...».

نشأته:

كان لأبويه الفضل الأكبر في تربيته و تفريغه لطلب العلم وحثه علي ذلك و مراقبته في سن الطفولة، فقد بدا بدراسة القرآن و هو في سن السابعة أي في سنة 1291 ه حيث تولت والدته تعليمه، و تعلم كذلك الكتابة من بعض شيوخ العائلة.


و بعد ان ختم القرآن تعلم علمي النحو و الصرف علي يد السيد محمد حسين عبدالله و غير هم. ثم هاجر مع عائلته الي كربلاء فالنجف حيث استقر هناك.

و في النجف حضر دروس الأخلاق عند الشيخ الملا حسين قلي الهمداني، و قد ترك هذه الدروس و عكف علي دروس الاصول و الفقه. و قد ندم بعد وفاة الشيخ الهمداني ندما كبيرا لعدم استمراره الحضور في دروسه الأخلاقية.

العلماء المعاصرون له في النجف:

يذكر العلامة الأمين مشاهير العلماء في العراق ايام كان في النجف الأشرف فيقول: «فمن العجم الشيخ ملا كاظم الخراساني و الشيخ آقا رضا الهمداني و الشيخ عبدالله المازندراني و السيد كاظم اليزدي و الميرزا حبيب الله الرشتي و الميرزا حسن ابن الميرزا خليل الطهراني.

و من الترك الشيخ حسن المامقاني و الملا محمد الشهرابياني، و كلهم مدرسون، و غير هم كثيرون يعسر احصاؤهم، و من العرب الشيخ محمد طه نجف النجفي، و الشيخ علي رفيش و السيد محمد محمد تقي الطباطبائي آل بحر العلوم و الشيخ عباس الشيخ علي... و غير هم».

اساتذته في التدريس:

1- السيد محمد حسين عبدالله و هو ابن عمه و أول مشايخه، حيث درس عنده النحو و الصرف.

2- السيد جواد مرتضي، و درس عنده القطر و الألفية و شيئا من المغني.


3- السيد نجيب الدين فضل الله العاملي العينائي، حيث قرأ عنده المنطق و الاصول.

هؤلاء أهم أساتذته في جبل عامل، أما أستذته في النجف الأشرف نذكر منهم:

1- السيد علي محمود، و هو ابن عمه، و قرأ عليه شرح اللمعة.

2- الشيخ محمد باقر النجمابادي، و قرأ عليه القوانين و الرسائل.

3- الشيخ ملا فتح الله الاصفهاني المعروف بشيخ الشريعة حيث قرأ عليه أكثر الرسائل في مرحلة السطوح.

4- الشيخ ملا كاظم الخراساني صاحب الكفاية في الاصول و حاشية الرسائل، قرأ عليه دورة الاصول خارجا.

5- الشيخ آقا رضا الهمذاني صاحب مصباح الفقيه، قرأ عليه في الفقه خارجا في كتابه مصباح الفقيه.

6- الشيخ محمد طه نجف، حيث قرأ عليه في الفقه خارجا.

تلامذته:

و من تلامذة السيد الأمين الذين عدوا بالعشرات نذكر:

1- السيد حسن محمود.

2- السيد مهدي حسن آل ابراهيم العاملي.

3- الشيخ منير عسيران.

4- السيد أمين علي أحمد العاملي.

5- الشيخ خليل الصوري.

6- الشيخ علي الصوري.

7- الشيخ علي الجمال الدمشقي.


الاجازة:

حصل السيد الأمين علي اجازتين احدهما في الرواية [1] و الاخري في الاجتهاد.

مؤلفاته:

مما يؤثر عن السيد محسن الامين انه أوصي أن تدفن معه في مثواه الأخير دواته و مجموعة أقلامه [2] .

ان هذه الرغبة المؤثرة لدي السيد الامين، توضح لنا عظمة الأعمال التي أداها الرجل في حياته، و التي ملئت بالعمل و الجهاد و البحث و العلم، لذا فقد عرفه الناس بحرا من العلم، علي شواطئه الدر و الجواهر المتعدد الألوان، المختلف الأشكال و القيم، فهو مرجع ديني قبل كل شي ء، و بالتالي فهو فقيه، و عالم ديني، و صاحب ثقافة عصرية واسعة، أخذ من كل علم بطرف، و أعطي غزيرا في كل علم.

لذا فنراه يكتب في شوال من سنة 1370 ه و قد بلغ عمره ستة و ثمانون عاما فيقول: «... و لم نزل و قد بلغنا السادسة و الثمانين من سني عمرنا و هن العظم و خارت القوي و توالت الهموم و الامراض مواظبين علي التاليف و التصنيف ليلا و نهارا، و عشية و ابكارا، سفرا و حضرا؛ و قد قيل ان المجلسي لو قسمت مؤلفاته علي عمره لكان نصيب كل يوم كراس وعد ذلك مبالغة مع أنه كان له من المساعدين و الثروة ما ليس لنا منه شي ء، و عند ارادة تصحيح ما يطبع لا نجد غالبا من يقابله معنا فنتولي ذلك وحدنا فنحتاج الي مدة طويلة لكنا ألفنا العزلة و التباعد عن الناس مهما أمكن مع اشتغالنا بالمرافعات، و فصل النزاعات،


و تدبير أمر المعاش و غيرها...» [3] .

و قد تنوعت مؤلفات السيد الامين في جمع العلوم و الحقول، فنجده يكتب تارة في العقيدة و الاصول و في التاريخ و السيرة و الفقه و الأدب.... لذا فقد ترك لنا العلامة الأمين روضة جميلة فيها ما تشتهي الأنفس، فمن مؤلفاته:

العقيدة:

1- البحر الزخار قي شرح أحاديث الأئمة الأطهار.

2- التنزيه لأعمال الشبيه.

3- شرح التبصرة.

4- رسالة الردود و النقود.

5- اقناع اللائم علي اقامة المآتم - و هو هذا الكتاب -.

6- الحصون المنيعة في رد ما كتبه صاحب المنار في حق الشيعة.

7- عين اليقين في التأليف بين المسلمين

8- كشف الارتياب في ابتاع محمد بن عبدالوهاب.

9- عجائب احكام أميرالمؤمنين عليه السلام.

10- حواشي امالي المرتضي.

الفقه:

1- الدر المنظم في حكم تقليد الأعلم.

2- أساس الشريعة في الفقه.

3- جوابات المسائل الدمشقية.

4- جوابات المسائل العراقية.


5- جناح الناهض الي تعلم الفرائض.

6- كشف الغامض في احكام الفرائض.

7- حواشي العروة الوثقي.

8- أحكام الاموات.

9- الدرة البهية في تطبيق الموازين الشرعية.

10- القول السديد في الاجتهاد و التقليد.

السيرة و التاريخ:

1- أعيان الشيعة.

2- المجالس السنية في مناقب و مصائب العترة النبوية.

3- قصة المولد النبوي.

4- لواعج الاشجان في مقتل الحسين عليه السلام.

5- أصدق الاخبار في قصة الأخذ بالثأر.

6- تاريخ جبل عامل.

الأدب و اللغة:

1- صفوة الصفوة في علم النحو.

2- المنيف في علم التصريف.

3- الرحيق المختوم في المنثور و المنظوم.

4- الدر النضيد في مراثي السبط الشهيد.

5- مفاخرة السيف و القلم.

اضافة الي عشرات الكتب الاخري في المنطق و الاصول و المناقشات و الشعر و غيرها.


الأمين شاعرا:

لسيد الأمين أشعار عديدة و له مؤلفات في المراثي و المدح، فمن شعره:



أبعد الله اناسا

قولهم كذب و مين



الصقوا بادين مما

قد أتوه كل شين



أظهروا للدين حبا

و هو حب الدرهمين



قط ما سالت عليه

منهم دمعة عين



قد أعادوا عصر عمرو

يوم نصب الحكمين



لكن سب علي المر

تضي في الخافقين



أسد الله ببدر

و باحد و حنين



بعلي لبنيه

شبه في الحالتين



و لعثمان قميص

لم يزل في الزمنين



أما لا أطلب فيهم

أثرا من بعد عين



كل عصر في الوري

فيه يزيد و الحسين



الجانب الاجتماعي و الاصلاحي عند السيد الأمين: [4] :

ان المتتبع لشخصية السيد محسن الأمين يجد انها شخصية متعددة الابعاد في حركة المعرفة و في حركة الواقع، فقد كان يحمل شخصية الفقيه الاصولي، الي جانب شخصية الشاعر الناقد، و الكتاب الأديب، و المؤرخ المنفتح علي حركة التاريخ.

لقد عاش السيد الامين منذ البداية قلق المعرفة في كل آفاقها المنفتحة علي محيط ليتابع مواقعها، فينتقل من استاذ الي استاذ، و من مدرسة الي


مدرسة، و من بلد الي آخر، لانه و جد هذا الاستاذ لا يحقق له طموحه في علمه أو في اسلوبه، و لأن هذه المدرسة لا تحتوي المناهج التي بحاجاته و لأن هذا البلد لا يحمل له في تطلعاته المعرفية الفرص الواسعة للوصول الي أهدافه...

فكان يدرس و يبحث و ينشد المعرفة الفكرية و الرحية و التربوية من خلال اساتذته، لينفتح علي روحية التقوي في حركية العلم، و عقلانية الشخصية في واقع الحركة من موقع صناعة الشخصية الاسلامية المسؤولة في اغناء ذاتها بالعناصر التي تحقق بها الغني الفكري و الروحي و العقلي.

فهو يتحدث عن شخصية المجتهد في شخصية العالم المسلم القيادي الي جانب شخصية التقي العادل و الحكيم الخبير، لينتقد في اسلوبه اللاذع في أحاديثه البعض من المشايخ الذين افتقدوا العالم الواسع في ثقافتهم، و التقوي العميقة في روحيتم، و العقل الناضج في تفكيرهم و رؤيتهم للأحداث.

و من خلال ملاحظة النشاط التربوي و الاجتماعي و السياسي للسيد الأمين، فاننا نجد في شخصيته شخصية الثائر الي جانب شخصية المصلح، حيث كان يدفع بالواقع السياسي في سوريا الي الثورة من أجل التحرير، كما كان يدفع بالواقع الاجتماعي و التربوي والديني الي التوازن و الاستقامة في خط الصلاح و الاصلاح.

و تلك هي مهمة العالم الديني المسلم في مسؤوليته أمام الله و أمام الناس. فانها تتسع في المدي الذي يستع له الاسلام في مواجهته لقضايا الانسان و الحياة لان الثقافة الاسلامية التي يحملها العالم الفقيه لا تتحدد في الجانب الثقافي من شخصيته، بل تمتد الي الصفة القيادية التي تتمثل في المضمون الاسلامي الرسالي كرسالة حركية في الحياة، و هذا هو ما عبرت عنه الاحايدث الكثيرة، مثل: «العلماء ورثة الانبياء» و «العلماء امناء الرسل ما لم يدخلوا في الدنيا؛ قيل: و ما دخولهم في الدنيا، قال: اتباع السلطان، فان رأيتم العالم محبا


لدنياه فاتهموه علي دينكم»، مما يجعل دوره دور الأنبياء في عمته و سعته و امتداده، الأمر الذي يتنافي مع العزلة و الانكماش و البعد عن مشاكل الحياة للاحتفاظ بالجانب الروحي الشكلي في ايحاءات القداسة و تقاليد الاحترام، و مظاهر الهيبة.

فقد كان السيد الأمين العالم الذي واجه ظروف المرحلة الحرجة الصعبة التي عشا بها بكل مسؤولية، فنراه يواجه الامية و المجهل بانشاء المدارس العديدة الناجحة، و يعالج الانقسام و التشتت و التفرقة بين أبناء الطائة بالمساواة و عدم التحيز لفريق دون فريق، فوحد أبناء الطائفة من خلال ذلك، و يعالج الخلل في المآتم و الشعائر الحسينية بمحاربة الأحاديث المكذوبة من خلال نهي القراء عن مثلها، و تأليف الكتب الخالية منها من أجل تهذيب المضمون الفكري للمنبر الحسيني، و كذلك مواقفه الثورية ضد الاستعمار الفرنسي و موقفه المؤيد للحركة الثورية في ايران التي قادها السيد الشيرازي أيام الشاه ناصر الدين، و كذلك موقفه المساند لقضية فلسطين، و غيرها من المواقف الكثيرة.

لقد كان السيد الأمين شخصية اسلامية علمية متعددة الأبعاد مما يجعله نموذجا حيا للجيل الاسلامي المنفتح علي كل قضايا الواقع، و أوضاع التحدي في الخط الاسلامي الذي يلتقي بكل الخطوط المتحركة في طريق الحرية و العدالة في كل زمان و مكان [5] .

السيد الأمين و المأتم الحسيني:

كيف تعامل السيد الأمين مع مأتم الحسين عليه السلام و مع الشعائر المختلفة التي تقام أيام عاشوراء تخليدا لذكري السبط الشهيد عليه السلام؟

يري السيد الأمين ان الكثير من الأخبار التي يطرحها قراء التعزية هي من


«الأخبار المكذوبة و الأغلاط الشائنة» [6] علي حد تعبيره. و يذكر حادثة تؤيد كلامه هذا فيقول: «ذكر مرة رجل واقعة الجمل فقال: كان اسم الجمل عسكر بن مردويه، فقلت في نفسي: الجمل كثيرا ما يعرف باسمه، أما أن يقال فلان بن فلان أو ابن فلانة، فلم يسمع به....! فسألته: قال هذا موجود في البحار... فاذا فيه: و كان اسم الجمل عسكرا - ثم ابتدأ بكلام جديد فقال -: ابن مردويه..» [7] .

لذا فان السيد تعامل مع المأتم الحسيني باعتباره عمل ديني خاضع لقوانين الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، لذا نجده يقول في بداية رسالته المسماة: «التنزيه في أعمال الشبيه» [8] : «... و بعد، فان الله سبحانه و تعالي أوجب انكار المنكر بقدر الامكان بالقلب أو اليد أو اللسان، و من أعظم المنكرات اتخاذ البدعة سنة و السنة بدعة» [9] .

فما هي المنكرات و المحرمات التي يرتكبها العوام في عاشوراء بتسويلات من ابليس أو الشيطان - علي حد تعبيره - و قام هو بعمله الاصلاحي النقدي لها...؟

هذه الامور يذكرها السيد في رسالته و هي [10] :


1- الكذب.

2- ايذاء النفس و ادخال الضرر عليها بضرب الرؤوس و جرحها بالمدي و السيوف، و ضرب الظهور بسلاسل الحديد و غير ذلك.

3- استعمال آلات اللهو كالطبل و الزمر «الدمام».

4- تشبه الرجال بالنساء في وقت التمثيل.

5- اركاب النساء الهوادج مكشفات الوجوه.

6- صياح النساء بمسمع الرجال الأجانب.

7- الصياح و الزعيق بالاصوات المنكرة القبيحة.

8- كل ما يوجب الهتك و الشنعة.

و ان سبب حرمة هذه الامور برأيه هو: «نص الشرع و حكم العقل» [11] .

و قد عالج السيد هذه المنكرات بالامور التالية:

أما الامر الاول، هو تنقية المجالس الحسينية من الكذب، فقد تصدي له بمجهود تأليفي تعليمي في كتابيه المعروفين: المجالس السنية في مناقب و مصائب العترة النبوية، و لواعج الأشجان في مقتل الامام أبي عبدالله الحسين.

و قد قام كذلك باعداد الخطباء الكفوئين لا داء هذه المهمة، فهو اذن قام بعمل مزدوج في اصلاح النص و الخطيب معا [12] .

أما بقية الامور التي ذكرها في رسالته فقد خاض في سبيلها معارك حقيقية مع قطاع واسع من علماء الدين و خطباء المنبر و العوام من الناس.

يقول السيد الامين موضحا موقف هؤلاء منه: «... قام لها -اي الرسالة- بعض الناس و قعدوا، و ابرقوا و أرعدوا، و جاشوا و أزبدوا، و هيجوا طغام العوام و القشريين من ينسب للدين، فذهب زبدهم جفاء و مكث ما ينفع الناس في


الارض...» [13] و قد وصل الامر بهؤلاء الي حد اخراج السيد و مؤيديه من دائرة الدين و التشيع و تسميتهم به «الأمويين» [14] ، و قد انقسم العلماء بين مؤيد للسيد الامين و بين مويد للشيخ عبدالحسين صادق، فمن الذين و قفوا مع السيد الأمين الشيخ أحمد رضا و الشيخ سليمان ظاهر من علماء جبل عامل المشهورين، و كذلك السيد أبوالحسن الأصفهاني - الذي أفتي بحرمة التطبير - و الاستاذ جعفر الخليلي من النجف، و الشيخ مهدي القزويني في البصرة، و السيد هبة الدين الشهرستاني في بغداد.

اما الصف المؤيد للشيخ عبدالحسين صادق فكان منهم: عبدالحسين شرف الدين - صاحب المراجعات - و الشيخ عبدالله السبيتي و الشيخ مرتضي آل ياسين.

وفاته: بعد معناة مع المرض استمرت أكثر من عامين توفي السيد الأمين رحمه الله منتصف ليلة الأحد 4 رجب سنة 1371 ه في بيروت و نقل جثمانه بتشييع عظيم الي دمشق حيث دفن هناك.

ففي الليالي الأخير لمرض السيد الامين أعلن الاطباء ان كل شي ء فيه قد انتهي، و انه لم يبق حيا الا قلبه، و ان هذا القلب يصمد للموت صمودا عجيبا يدهش الاطباء، و بعد أربع و عشرين ساعة من الاحتضار العنيف و قبيل الليل همد القلب الجبار، ليرحل من هذه الدنيا ليستقر هناك في جنان الخلد عند مليك مقتدر بعد أن قام بتلك الخدمات العظيمة للاسلام، فسلام علي الأمين يوم ولد و يوم مات و يوم يبعث حيا.



پاورقي

[1] لاحظ الاجازة التي دبجها السيد بيده الشريفة لآية الله العظمي المرعشي النجفي (قدس سره) الملحقة في آخر هذه الترجمة.

[2] انظر: محسن الامين، سيرته بقلمه: 148.

[3] المصدر السابق.

[4] هذا الموضوع مستل بتصرف من البحث القيم الذي ألقاه سماحة آية الله السيد محمد حسين فضل الله في المؤتمر الذي عقد في دمشق عام 1992 بمناسبة مرور اربعين عاما علي رحيل السيد محسن الامين قدس سره.

[5] انظر: السيد محسن الامين في ذکراه السنوية الاربعين من نشر المستشارية الثقافية للجمهورية الاسلامية الايرانية بدمشق: 93 - 83.

[6] محسن الامين سيرته بقلمه: 75.

[7] المصدر السابق: 75.

[8] جاءت هذه الرسالة ردا علي رسالة الشيخ عبدالحسين صادق صاحب رسالة «سيماء الصلحاء»، التي کتبها ردا علي رأي السيد الأمين باللطم علي الصدور و الضرب علي الرؤوس حيث أفتي بتحريمها، فشن الشيخ عبدالحسين صادق حملة قوية ضد السيد الأمين و ضد الوهابية دون أن يسميهما، فکانت رسالة «التنزيه في أعمال الشبيه» - و الشبيه تعني شبيه الحسين - و التي تجاهل فيها السيد کذلک اسم الشيخ و اسم رسالته، فاعتبرها رد علي «مجهول» و الرسالة «أوراق مطبوعة» و هي محاولة من الطرفين لالغاء الخصم من خلال طمس اسمه و شخصيته و أثره الذي يرد عليه.

انظر: ملاحق أعيان الشيعة للسيد محسن الأمين.

[9] رسالة التنزيه: 7.

[10] المصدر السابق.

[11] محسن الامين سيرته: 76.

[12] انظر: ملاحق أعيان الشيعة: 19.

[13] السيد الأمين سيرته: 77 - 76.

[14] محسن الامين سيرته: 116.