بازگشت

كلمة الناشر


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام علي خاتم النبياء و المرسلين محمد المصطفي و علي آله الطيبين الطاهرين.

و بعد:

فما زالت كربلاء هي مدرسة كل المجاهدين ضد الظلم و الطغيان، و لا زالت الشعائر الحسينية هي وسائل التعبير عن ارتباط الناس بعاشوراء - أهم حدث علي مر التاريخ الاسلامي -.

غير ان السلاطين - منذ العصر الاموي و الي اليوم - كانوا و لا زالوا يرون ان الخطر الذي يهدد عروشهم يكمن في تلك الشعائر، فكانت ردة فعلهم تارة باللجوء الي هدم قبر صاحب هذه الشعائر «الامام الحسين عليه السلام» و منع زواره، و تارة ثانية بتخويف و مطاردة و تصفية انصار و شيعة الامام الحسين عليه السلام، و تارة ثالثة بوضع و اختلاق الأحاديث التي تنال من منزلة أهل البيت عليهم السلام، و من ثم صبها في خدمة الجهاز الحاكم.

لذا فقد كان أئمة أهل البيت عليهم السلام يولون أمر اقامة الشعائر الحسينية اهتماما كبيرا.

و الجمهور الحسيني كان و لا يزال صادقا و ثابتا في التفاعل مع مأساة عاشوراء الخالدة التي ستبقي حية تنبض بالحياة و تفيض روح الثورة في الأجيال الاسلامية علي مر الدهور.

و من أجل أن تبقي الشعائر الحسينية فعالة و قوية تحتفظ بقدرتهافي اثارة الجماهير و بث روح الشجاعة و الاستقامة و الصصمود و مقاومة الظلم و الطغيان حتي


تتم الاطاحة بكل صروح الشر و الفساد، و حي يتهيأ الجو المناسب لثورة أهل البيت عليهم السلام علي يد الامام المهدي عجل الله فرجه كان لزاماً علي العلماء أن يأخذوا علي عاتقهم تنقية و توجيه هذه الشعائر و صبها في مجراها الصحيح كي تتناسب مع ما يبتغيه الاسلام و أهل البيت عليهم السلام.

و من اولئك الرواد في هذا المجال السيد محسن الامين قدس سره الذي عاش مع الشعائر الحسينة في كل آفاقها، فقد تعامل معها باعتبارها عملا دينيا خاضعا لقوانين الامر بالمعروف و النهي عن المنكر، و قام باعداد نخبة من الخطباء المقتدرين لأداء هذا الأمر المهم، اضافة الي تأليفاته القيمة في هذا المجال، ك: «المجالس السنية في مناقب و مصائب العترة النبوية» و «لواعج الاشجان في مقتل الحسين عليه السلام» و «أصدق الأخبار في قصة الأخذ بالثار».

أما كتابه الحاضر - عزيزي القاري ء» «اقناع اللائم علي اقامة المآتم» فقد تحدث فيه عن بعض الشبهات المثارة حول اقامة المآتم علي الحسين عليه السلام، و استدل علي جوازها بأدلة قوية، و ذكر كذلك بعض مراثي السبط الشهيد، و فوائد المأتم الحسيني مستشهدا بحديث اثنين من كبار المستشرقين في عصره.

و في الوقت الذي نزف فيه هذا الكتاب اقيم الي قرائنا الكرم ترجو مؤسسة المعراف الاسلامية حيث أخذت علي عاتقها نشر و ترويج مذهب اهل البيت عليهم السلام أن تبقي مستمرة في خدمة الأهداف العظيمة التي تفجرت ثورة الامام الحسين عليه السلام من أجلها، شاكرة مساعي الأخ محمود البدري اذ تصدي لمراجعة و تحقيق هذا الأثر القيم، جزاه الله وافر الجزاء و أحسنه.

مؤسسة المعارف الاسلامية - قم