بازگشت

اول زائر للحسين من أهل الكوفة


[ثم] ان عبيدالله بن زياد تفقد أشراف أهل الكوفة، فلم ير عبيدالله بن لحر [الجعفي] ثم جاءه بعد أيام حتي دخل عليه، فقال: أبن كنت يابن الحر؟ قال: كنت مريضا، قال: مريض القلب، او مريض البدن! قال: أما قلبي فلم يمرض، و أما بدني فقد من الله علي بالعافية!

فقال له ابن زياد: كذبت، و لكنك كنت مع عدونا.

قال: لو كنت مع عدوك لرئي مكاني، و ما كان مثل مكاني يخفي.

و غفل عنه ابن زياد غفلة فخرج ابن الحر فقعد علي فرسه.

فقال ابن زياد: اين ابن الحر؟ قالوا: خرج الساعة، قال: علي به.

فاحضرت الشرطة فقالوا له: أجب الامير! فدفع فرسه ثم قال: أبلغوه أني لا آتيه - والله - طائعا أبدا!

ثم خرج حتي أتي كربلاء و قال في ذلك:



يقول امير غادر و ابن غادر:

ألا كنت قاتلت الشهيد ابن فاطمة



فياندمي أن لا اكون نصرته

ألاكل نفس لا تسدد نادمة



و اني - لاني لم اكن من حماته -

لذو حسرة ما ان تفارق لازمة



سقي الله ارواح الذين تأزروا

علي نصره، سقيا من الغيث دائمة



وقفت علي اجداثهم و مجالهم

فكاد الحشا ينقض و العين ساجمة



لعمري لقد كانوا مصاليت في الوغي

سراعا الي الهيجا، حماة ضراغة






فان يقتلوا فكل نفس تقية

علي الارض قد اضحت لذلك واجمة



و ما ان رأي الراؤون افضل منهم

لدي الموت سادات و زهرا قماقمة



أتقتلهم ظلما و ترجو ودادنا

فدع خطة ليست لنا بملائمة



لعمري لقد راغمتمونا بقتلهم

فكم ناقم منا عليكم و ناقمة



اهم مرارا أن أسير بجحفل

الي فئة زاغت عن الحق ظالمة



فكفوا و الاذدتكم في كتائب

اشد عليكم من زحوف الديالمة [1] و [2] .

خاتمة:

برحمته - تعالي ذكره - انتهت أخبار الامام الحسين عليه السلام الموجودة في تاريخ الطبري عن هشام الكلبي عن أبي مخنف عن رواته و محدثيه، مع تحقيقها و التعليق عليها، و اتفق أن جعلنا المصدر الأول للتعليق تاريخ الطبري أيضا الا ما لم نجده فيه، و الحمد لله رب العالمين.


پاورقي

[1] حدثني عبدالرحمن بن جندب الازدي قال: 469: 5.

[2] و انما کان يضرب المثل بالديالمة لشدة بطشهم في حروب المقاومة بعد سقوط الساسانيين و کان ابن الحر من شيعة عثمان فلما قتل خرج من الکوفة الي معاوية و لم يزل معه حتي قتل علي عليه السلام: 128: 5 فقدم الکوفة.



و کان عند أخذ حجر يتمني لو ساعده عشرة او خمسة ليستنقذ بهم حجرا و أصحابه: 271: 5 و دعاه الحسين عليه السلام، الي الخروج معه، فقال: والله ما خرجت من الکوفة الا کراهة ان تدخلها و أنا بها! فقال الحسين عليه السلام: فان لا تنصرنا فاتق الله ان تکون ممن يقاتلنا، فوالله لا يسمع واعيتنا احد ثم لا ينصرنا الا هلک: 407: 5.

فلما مات يزيد و هرب ابن زياد و ثار المختار خرج في سبعمائة فارس الي المدائن فکان يأخذ الأموال، فحبس المختار امرأته بالکوفة و قال: لا قتلن اصحابه: 129: 5 فلحق ابن الحر بمصعب بن الزبير و حارب المختار: 105: 5 و هو الذي أشار علي مصعب بعد قتل المختار بقتل الموالي من اصحابه و ترک العرب ففعل: 116: 5 ثم خافه مصعب علي نفسه فحبسه فشفع فيه قوم من فأطلقه فخرج عليه: 131: 5 و قد سبقت ترجمته عند ذکر خبر ملاقاته الامام عليه السلام له في قصر بني مقاتل في الطريق الي کربلاء.