بازگشت

علي بن الحسين الاكبر


و كان أول قتيل من بني أبي طالب يومئذ: علي الاكبر [1] بن الحسين بن علي [عليه السلام] .

و امه ليلي ابنة أبي مرة بن عروة بن مسعود الثقفي [2] .


اخذ يشد علي الناس و هو يقول:



أنا علي بن حسين بن علي

نحن و رب البيت اولي بالنبي



تا لله لا يحكم فينا ابن الدعي [3]

ففعل ذلك مرارا، فبصر به مرة بن منقذ بن النعمان العبدي [4] فقال: علي




آثام العرب ان مربي يفعل مثل ما كان يفعل ان لم اثكله أباه! فمر يشد علي الناس بسيفه، فاعترضه مرة بن منقذ، فطعنه فصرع، و احتواه الناس فقطعوه بأسيافهم [5] و [6] .

[فجاءه] الحسين [عليه السلام] يقول: قتل الله قوما قتلوك يا بني! ما أجرأهم علي الرحمن، و علي انتهاك حرمة الرسول! علي الدنيا بعدك العفاء!

و خرجت امرأة مسرعة تنادي: يا اخياه! و يابن اخياه! فجاءت حتي كبت عليه! فجاءها الحسين [عليه السلام] فأخذ بيدها فردها الي الفسطاط، و أقبل [علي] فتيانه فقال: احملوا أخاكم، فحملوه من مصرعه حتي وضعوه بين يدي الفسطاط الذي كانوا يقاتلون أمامه [7] .


پاورقي

[1] و يصف ابومخنف في روايته عن سليمان بن أبي راشد عن حميد بن زياد، يصف الامام السجاد عليه السلام بقوله: علي بن الحسين الاصغر: 454: 5 و يسمي ولدا آخر للامام عليه السلام قتل في حجره: عبدالله بن الحسين، بنفس السند: 448: 5 و قال الطبري في کتابه «ذيل المذيل»: و أما علي بن الحسين الاکبر فقتل مع ابيه بنهر کربلاء، و ليس له عقب و شهد علي بن الحسين الاصغر مع ابيه کربلاء، و هو ابن ثلاث و عشرين سنة، و کان مربضا نائما علي فراش: قال علي: فلما ادخلت علي ابن زياد قال: ما اسمک؟ قلت علي بن حسين، قال: أو لم يقتل الله عليا؟ قلت: کان لي اخ اکبر مني يقال له علي قتله الناس، قال: بل الله قتله، قتل «الله يتوفي الأنفس حين موتها»: 630 ط دار المعارف و رواه أبوالفرج: 80 ط نجف و کذلک وصفه اليعقوبي بالاکبر و وصف الامام السجاد عليه السلام بالاصغر: 233: 2 ط نجف و کذلک المسعودي: 71: 3 و سبط ابن الجوزي: 225 و ذکره المفيد في الارشاد: 238 بدون لقب الاکبر.

[2] في سنة 6 للهجرة کان قد نفر من قومه من ثقيف في الطائف الي مکة و حالف قريشا بأهله و ولده و من أطاعه، فلما أتي رسول الله صلي الله عليه وآله بأصحابه في عام الحديبية معتمرا و ابلغهم بديل بن ورقاء الخزاعي ما يقول الرسول، قام عروة فقال لذوي الرأي من قريش: ان هذا الرجل قد عرض عليکم خطة رشد فاقبلوها و دعوني آته، فقالوا: ائته فأتاه فجعل يکلم النبي صلي الله عليه وآله، فقال له النبي نحوا من مقالته لبديل: انا لم نأت لقتال احد و لکنا جئنا معتمرين، و ان قريشا قد نهکتهم الحرب و اضرت بهم، فان شاؤا أن يدخلوا فيما دخل فيه الناس فعلوا، و الا فقد جملوا، و ان هم ابوا فوالذي نفسي بيده لاقاتلنهم علي أمري هذا حتي تنفرد سالفتي؛ او لينفذن الله أمره!

فقال عروة عند ذلک: أي محمد! أرأيت ان أستأصلت قومک فهل سمعت بأحد من العرب اجتاح اصله قبلک! و ان تکن الاخري فوالله اني لأري وجوها و اوشابا - اي اخلاطا - من الناس خلقا ان يفروا و يدعوک! و جعل يرمق اصحاب النبي صلي الله عليه وآله بعينه. ثم رجع عروة الي اصحابه فقال: أي قوم والله لقد وفدت علي الملوک و وفدت علي کسري و قيصر و النجاشي! والله ان رأيت ملکا قط يعظمه أصحابه ما يعظم اصحاب محمد محمدا، والله ان يتنخم نخامته الا وقعت في کف رجل منهم فدلک بها وجهه جلده، و اذا امرهم ابتدروا أمره، و اذا توضأ کادوا يقتتلون علي وضوئه، و اذا تکلموا عنده خفظوا أصواتهم، و ما يحدون النظر اليه تعظيما له! و انه قد عرض عليکم خطة رشد فاقبلوها: 627: 2.

و في سنة 8 في حرب حنين کان في جرش يتعلم صنعة الدبابات و المجانيق و لم يشهد حرب حنين: 82: 3.

و کان قد صاهر أباسفيان علي ابنته آمنة، فلما کان يوم حنين تقدم ابوسفيان مع المغيرة بن شعبة الي الطائف فناديا ثقيفا: أن آمنونا حتي نکلمکم! فآمنوهما، فدعوا نساء قريش يخافون عليهم السبي، فأبين عليهم: 84: 3.

و حينما انصرف رسول الله صلي الله عليه وآله عن أهل الطائف اتبع عروة بن مسعود اثره حتي ادرکه قبل أن يصل الي المدينة فأسلم، و سأله أن يرجع الي قومه بالاسلام، و کان عروة محبوبا في ثقيف مطاعا، فخرج يدعو قومه الي الاسلام و رجا أن لا يخالفوه لمنزلته فيهم، و لکنهم رموه بالنبل من کل وجه فقتل، فقيل له: ما تري في دمک؟ قال: کرامة اکرمني الله بها، و شهادة ساقها الله الي، فليس في الا ما في الشهداء الذين قتلوا مع رسول الله صلي الله عليه [و آله] و سلم قبل أن يرتحل عنکم فادفنوني معهم، فدفنوه معهم. فروي ان رسول الله قال فيه: ان مثله في قومه کمثل صاحب يس في قومه: 97: 3، کما في سيرة ابن هشام: 325: 2 و قضي رسول الله دينه و دين اخيه الاسود بن مسعود من حلي اللات: وثن ثقيف: 100: 3.

[3] و روي ابوالفرج: انه جعل يشد عليهم ثم يرجع الي ابيه فيقول: يا ابة العطش! فيقول له الحسين: اصبر حبيبي فانک لا تمسي حتي يسقيک رسول الله بکأسه. فجعل يکر کرة بعد کرة: 77.

[4] نسبته بني عبدالقيس، کان مع أبيه منقذ بن النعمان في صفين مع أميرالمؤمنين عليه السلام و أخذ راية عبدالقيس من ابيه فکانت معه: 522: 4 و في سنة: 66 بعث المختار اليه عبدالله بن کامل الشاکري فأحاط بداره فخرج و بيده الرمح و هو علي فرس جواد، فضربه ابن کامل بالسيف فاتقاه بيده اليسري فأصابها و أفلت، و لحق بمصعب بن الزبير و قد شلت يده: 64: 6.

[5] حدثني زهير بن عبدالرحمن بن زهير الخثعمي قال 446: 5 و ابوالفرج علي أبي مخنف عن زهير بن عبدالله الخثعمي: 76 و روي بسند آخر: لما برز علي بن الحسين اليهم ارخي الحسين - صلوات الله عليه - عينيه فبکي ثم قال: اللهم کن انت الشهيد عليهم فقد برز اليهم غلام أشبه الخلق برسول الله صلي الله عليه وآله.

[6] و روي ابوالفرج: انه نادي: يا ابتاه! عليک السلام، هذا جدي رسول الله يقرئک السلام و يقول: عجل القدوم الينا. ثم شهق شهقة و فارق الدنيا: 77.

[7] حدثني سليمان بن ابي راشد عن حميد بن مسلم الازدي قال: 446: 5 و ابوالفرج بنفس السند: 76 و 77.