بازگشت

مقتل حبيب بن مظاهر


كان ممن كتب الي الامام عليه السلام من زعماء الشيعة من أهل الكوفة: 352: 5 و كان ممن اجاب مسلم بن عقيل للبيعة للامام عليه السلام قائلا: انا والله الذي لا اله الا هو علي مثل ما هذا عليه، مشيرا الي عابس بن أبي شبيب الشاكري: 355: 5 و قال لقره بن قيس الحنظلي التميمي رسول عمر بن سعد الي الامام عليه السلام بكربلاء: ويحك يا قرة بن قيس! أني ترجع الي القوم الظالمين! انصر هذا الرجل الذي بآبائه أيدك الله بالكرامة و ايانا معك: 411: 5 و لما نهض ابن سعد الي الحسين عليه السلام عشية التاسع من المحرم و زحف نحوهم بعد صلاة العصر، فاستقبلهم العباس بن علي عليه السلام في نحو من عشرين فارسا كان منهم حبيب بن مظاهر، فلما ذهب العباس الي الامام عليه السلام يخبره الخبر و وقف اصحابه يخاطبون القوم قال حبيب: أما والله لبئس القوم عندالله غدا قوم يقدمون عليه قد قتلوا ذرية نبيه و عترته و أهل بيته و عباد أهل هذا المصر المجتهدين بالاسحار و الذاكرين الله كثيرا: 416: 5 و جعله الامام عليه السلام علي ميسرة اصحابه: 422: 5 و لما وقف علي مسلم بن عوسجة فأوصاه مسلم بنصرة الامام عليه السلام قال: افعل و رب الكعبة: 436: 5 و تفاخر بقتله الحصين بن تميم فعلق رأسه بلبان فرسه، و قتل ابنه القاسم بن حبيب قاتله بديل بن صريم التميمي قصاصا و هما في عسكر مصعب بن الزبير في غزو باجميرا: 440: 5.

فحمل عليهم الحصين بن تميم [التميمي] و خرج اليه حبيب بن مظاهر [الاسدي] فضرب وجه فرسه بالسيف فشب و وقع عنه، و حمله أصحابه فاستنقذوه.

و اخذ حبيب يقول:



أنا حبيب و أبي مظاهر

فارس هيجاء و حرب تسعر



أنتم أعد عدة و اكثر

و نحن أوفي منكم و أصبر



و نحن أعلي حجة و أظهر

حقا، و أتقي منكم، و أعذر




و يقول:



اقسم لو كنا لكم اعدادا

أو شطركم وليتم أكتادا [1] .



يا شر قوم حسبا و آدا [2]

و قاتل قتالا شديدا، فحمل عليه رجل من بني تميم يقال له: بديل بن صريم فطعنه فوقع، فذهب ليقوم، فضربه الحصين بن تميم [التميمي] علي رأسه بالسيف فوقع و نزل اليه التميمي فأحتز رأسه [3] و [4] .

و لما قتل حبيب بن مظاهر هذ ذلك حسينا و قال: احتسب نفسي و حماة اصحابي.


پاورقي

[1] اکتادا: جماعات.

[2] آدا: اصلا.

[3] حدثني سليمان بن أبي راشد عن حميد بن مسلم. 439 - 438: 5.

[4] فقال له الحصين: ابي لشريک في قتله، فقال الآخر: و الله ما قتله غيري، فقال الحصين: اعطنيه اعلقه في عنق فرسي کما يري الناس و يعلموا أني شرکت في قتله ثم خذه أنت بعد فامض به الي عبيدالله بن زياد، فلا حاجة لي فيما تعطاه علي قتلک اياه. فأبي عليه فأصلح قومه فيما بينهما علي هذا، فدفع اليه رأس حبيب بن مظاهر، فجال به في العسکر قد علقه في عنق فرسه، ثم دفعه بعد ذلک اليه، فلما رجعوا الي الکوفة أخذ الآخر رأس حبيب فعلقه في لبان فرسه فاقبل به الي ابن زياد في القصر.



فبصر به القاسم بن حبيب بن مظاهر و هو يؤمئذ قد راهق، فأقبل مع الفارس لا يفارقه، فارتاب به، فقال: مالک يا بني تتبعني؟ قال: ان هذا الرأس الذي معک رأس أبي افتعطينيه حتي ادفنه؟ قال: يا بني لا يرضي الأمير أن يدفن، و أنا اريد أن يثيبني الامير علي قتله ثوابا حسنا، فقال له الغلام: لکن الله لا يثيبک علي ذلک الا أسوأ الثواب، أما والله لقد قتلت خيرا منک، و بکي.

و لما غزا مصعب بن الزبير باجميرا دخل القاسم بن حبيب عسکر مصعب فوجد قاتل ابيه في فسطاط فدخل عليه نصف النهار و هو قائل، فضربه بالسيف حتي برد: 440: 5.