بازگشت

حملات أصحاب الحسين و مبارزاتهم


و قاتل أصحاب الحسين [عليه السلام] قتالا شديدا و أخذت خيلهم تحمل، و انما هم: اثنان و ثلاثون فارسا [1] و أخذت لا تحمل علي جانب من خيل أهل الكوفة الا كشفته.

فلما رأي عزرة بن قيس [التميمي] - و هو علي خيل أهل الكوفة - أن خيله تنكشف من كل جانب، بعث عبدالرحمن بن حصن الي عمر بن سعد [يقول] : أما تري ما تلقي خيلي منذ اليوم من هذه العدة اليسيرة! ابعث اليهم الرجال و الرماة!

فقال لشبت بن ربعي [التميمي] : ألا تقدم اليهم؟

فقال: سبحان الله! أتعمد الي شيخ مضر و أهل المصرعامة! تبعثه في الرماة! لم تجد غيري من تندب لهذا و يجزي عنك؟!

[ف] دعا عمر بن سعد: الحصين بن تميم، فبعث معه المجففة، و خمسمائة من المرامية، فاقبلوا [فما] دنوا من الحسين و أصحابه رشقوهم بالنبل، فلم يلبثوا أن عقروا خيولهم و صاروا رجالة كلهم [2] .

[و عقر فرس الحر بن يزيد الرياحي] فما لبث أن ارعد الفرس و اضطرب وكبا، فوثب عنه الحر كأنه ليث و السيف في يده و هو يقول:




ان تعقروا بي فانا ابن الحر

اشجع من ذي لبد هزبر [3] .



و قاتلوهم حتي انتصف النهار، أشد قتال! و [هم] لا يقدرون علي أن يأتوهم الا من وجه واحد، لاجتماع ابنيتهم و تقارب بعضها من بعض.

فلما رأي ذلك عمر بن سعد أرسل رجالا يقوضونها عن أيمانهم و عن شمائلهم ليحيطوا بهم، فأخذ الثلاثة و الاربعة من أصحاب الحسين [عليه السلام] يتخللون البيوت فيشدون علي الرجل و هو يقوض فيقتلونه و يرمونه و يعقرونه.

[ف] عند ذلك أمر بها عمر بن سعد فقال: أحرقوها بالنار!

فقال حسين [عليه السلام] : دعوهم فليحرقوها فانهم لو حرقوها لم يستطيعوا أن يجوزوا اليكم منها و كان كذلك. [ف] أخذوا لا يقاتلونهم الا من وجه واحد.


پاورقي

[1] لعل هذا ما تبقي من فرسان اصحابه عليه السلام و الا فالمسعودي يقول: انه عليه السلام عدل الي کربلاء و هو في مقدار خمسمائة فارس من أهل بيته و اصحابه و نحو مائة راجل. ثم هو يقول: و کان جميع من قتل مع الحسين في يوم عاشوراء بکربلاء: سبعة و ثمانين: 70: 3 و 71 و روي السيد ابن طاووس في الملهوف ص 88 عن الامام الباقر عليه السلام: انهم کانوا خمسة و اربعين فارسا و مائة راجل و کذلک ذکر سبط ابن الجوزي: 246 و 251 و العجيب انه نقل عن المسعودي أنه ذکرهم الف رجل! و ليس في مروج الذهب هذا.

[2] حدثني الحسين بن عقبة المرادي قال الزبيدي: 436 - 435: 5.

[3] هزبر کلمة فارسية اصلها هژبر بمعني الاسد، و لا يخفي أن الرجز يقول: انا ابن الحر، و النقل عن الحر نفسه، و لم يعقبه أبومخنف و لا الکلبي و لا الطبري و غيره بشي ء، و لعل من قال بحضور ابن الحر و توبته و قتله مع الحسين عليه السلام اخذه من هنا، و لعل الحر اسم جده اوأحد اجداده، او قصد معناه و کذلک ذکر الرجز المفيد و لم يعقبه بشي ء: 237.