بدء القتال
و زحف عمر بن سعد نحوهم، ثم نادي: يا ذويد! [1] أدن رايتك، فادناها، [ف] وضع سهمه في كبد قوسه ثم رمي فقال: اشهدوا أني أول من رمي [2] .
فلما دنا عمر بن سعد و رمي بسهم ارتمي الناس.
[ثم] خرج يسار مولي زياد بن أبي سفيان، و سالم مولي عبيدالله بن زياد، فقالا: من يبارز؟ ليخرج الينا بعضكم.
فوثب حبيب بن مظاهر، و برير بن حضير، فقال لهما حسين [عليه السلام] : اجلسا.
فقام عبدالله بن عمير الكلبي [3] فقال: أباعبدالله - رحمك الله - ائذن لي
فلأخرج اليهما. فرأ [ه] حسين [عليه السلام] رجلا طويلا شديد الساعدين، بعيد ما بين المنكبين، فقال حسين [عليه السلام] : اني لأحسبه للأقران قتالا! اخرج ان شئت، فخرج اليهما.
فقالا له: من أنت؟ فانتسب لهما، فقالا: لا نعرفك، ليخرج الينا زهير بن القين أو حبيب بن مظاهر أو برير بن خضير!.
و [كان] يسار [مولي زياد] مستنتلا [مستعدا] أمام سالم [مولي عبيدالله بن زياد] فقال الكلبي [ليسار] : يابن الزانية! و بك رغبة عن مبارزة أحد من الناس، و ما يخرج اليك أحد من الناس الا و هو خير منك!
ثم شد عليه فضربه بسيفه حتي برد.
[فبينما هو] مشتغل به يضربه بسيفه اذ شد عليه سالم [مولي عبيدالله] ، فصاح به [اصحاب الحسين عليه السلام] : قد رهقك العبد! فلم يابه له حتي غشيه فبدره الضربة، فاتقاه الكلبي بيده اليسري فأطار اصابع كفه اليسري، ثم مال عليه الكلبي فضربه حتي قتله.
و اقبل الكلبي و قد قتلهما جميعا، مرتجزا يقول:
ان تنكروني فأنا ابن كلب
حسبي بيتي في عليم حسبي
اني امرؤ ذو مرة و عصب [4] .
و لست بالخوار عند النكب
اني زعيم لك ام وهب
بالطعن فيهم مقدما و الضرب
ضرب غلام مؤمن بالرب
فأخذت امرأته ام وهب عمودا، ثم اقبلت نحو زوجها تقول له: فداك أبي و امي قاتل دون الطيبين ذرية محمد!
فاقبل اليها يردها نحو النساء، فاخذت تجاذبه ثوبه ثم قالت:
اني لن ادعك دون أن أموت معك!
فناداها حسين [عليه السلام] فقال: جزيتم من أهل بيت خيرا، ارجعي رحمك الله الي النساء فاجلسي معهن، فانه ليس علي النساء قتال.
فانصرفت اليهن.
پاورقي
[1] ذکره المفيد في الارشاد: دريد: 233 و 236 ط نجف.
[2] عن الصقعب بن زهير، و سليمان بن أبي راشد، عن حميد بن مسلم: 429: 5. الارشاد: 236.
[3] کان قد نزل الکوفة و اتخذ عند بئر الجعد من همدان دارا، فرأي القوم يعرضون بالنخيلة ليسرحوا الي الحسين [عليه السلام] فسأل عنهم فقيل له: يسرحون الي حسين بن فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه [و آله] و سلم، فقال: والله لقد کنت علي جهاد أهل الشرک حريصا، و اني لأرجو أن لا يکون جهاد هؤلاء الذين يغزون ابن بنت نبيهم أيسر ثوابا عندالله من ثوابه اياي في جهاد المشرکين!
و کانت معه امرأة يقال لها: ام وهب، فدخل الي امرأته فاخبرها بما سمع و اعلمها بما يريد.
فقالت: أصبت، اصاب الله بک ارشد امورک، افعل، و اخرجني معک!
فخرج بها ليلا حتي اتي حسينا [عليه السلام] فاقام معه: 429: 5.
[4] مرة و عصب: اي القوة.