بازگشت

خطبة الحر بن يزيد الرياحي


أيها القوم! ألا تقبلون من حسين خصلة من هذه الخصال التي عرض عليكم فيعافيكم الله من حربه و قتاله؟

قالوا: هذا الامير عمر بن سعد فكلمه.

فكلمه بمثل ما كلمه به قبل، و بمثل ما كلم به أصحابه.

قال عمر [بن سعد] : قد حرصت، لو وجدت الي ذلك سبيلا فعلت.

فقال: يا أهل الكوفة! لامكم الهبل و العبر [1] ، اذ دعوتموه حتي اذا أتاكم أسلمتموه! و زعمتم أنكم قاتلوا أنفسكم دونه، ثم عدوتم عليه لتقتلوه! أمسكتم بنفسه و أخذتم بكظمه، و أحطتم به من كل جانب، فمنعتموه التوجه في بلاد الله


العريضة حتي يأمن و يأمن أهل بيته، و أصبح في أيديكم كالأسير، لا يملك لنفسه نفعا و لا يدفع ضرا، و حلا تموه و نساءه و صبيته و أصحابه عن ماء الفرات الجاري، الذي يشربه اليهودي و المجوسي و النصراني، و تمرغ فيه خنازير السواد و كلابه، و هاهم اولاء قد صرعهم العطش، بئسما خلفتم محمدا في ذريته! لا سقاكم الله يوم الظمأ ان لم تتوبوا و تنزعوا عما أنتم عليه من يومكم هذا في ساعتكم هذه [2] .

فحملت عليه رجالة لهم ترميه بالنبل، فأقبل حتي وقف أمام الحسين [عليه السلام] [3] .

و كان يزيد بن زياد بن المهاصر ممن خرج مع عمر بن سعد الي الحسين، فلما ردوا الشروط علي الحسين [عليه السلام] مال اليه [4] [فهو ممن اهتدي يوم عاشوراء بخطبة الحر الرياحي] .



پاورقي

[1] الهبل و العبر بمعني الهلاک و الموت.

[2] و في الارشاد: 235 و التذکرة: 252.

[3] عن ابي جناب الکلبي، عن عدي بن حرملة قال: 427: 5 و المفيد في الارشاد: 235.

[4] حدثني فضيل بن خديج الکندي: ان يزيد بن زياد و هو ابو الشعثاء الکندي من بني بهدلة: 445: 5.