بازگشت

صبيحة يوم عاشوراء


فلما كان يوم عاشوراء - يوم السبت - صلي عمر بن سعد [صلاة] الغداة [و] خرج فيمن معه من الناس [1] .

[و] كان علي ربع أهل المدينة يومئذ: عبدالله بن زهير الأزدي [2] و علي ربع مذحج و أسد: عبدالرحمن بن أبي سبرة الجعفي [3] ، و علي ربع ربيعة و كندة: قيس بن الأشعث بن قيس [الكندي] ، و علي ربع تميم و همدان: الحر بن يزيد الرياحي [التميمي اليربوعي] .

و جعل عمر علي ميمنته: عمرو بن الحجاج الزبيدي، و علي ميسرته شمر بن ذي الجوشن الضباب [ي] الكلاب [ي] و علي الخيل: عزرة بن قيس الاحمسي، و علي الرجال: شبث بن ربعي الرياحي [التميمي] ، و أعطي الراية ذويدا مولاه [4] .


[و] لما صبحت الخيل الحسين [عليه السلام] رفع الحسين يديه فقال: اللهم أنت ثقتي في كل كرب، و رجائي في كل شدة، و أنت لي في كل أمر نزل بي ثقة و عدة، كم من هم يضعف فيه الفؤاد و تقل فيه الحيلة، و يخذل فيه الصديق و يشمت فيه العدو، انزلته بك و شكوته اليك، رغبة مني عمن سواك، ففرجته و كشفته، فانت ولي كل نعمة، و صاحب كل حسنة و منتهي كل رغبة [5] [و قال الضحاك بن عبدالله المشرقي الهمداني، و هو الذي نجا من أصحاب الحسين عليه السلام] :

لما اقبلوا نحونا فنظروا الي النار تضطرم في الحطب و القصب الذي كنا الهبنا فيه النار من ورائنا لئلا يأتونا من خلفنا، اذ أقبل الينا منهم رجل يركض [فرسه و هو] كامل الأداة، فلم يكلمنا حتي مر علي أبياتنا، فنظر الي أبياتنا فاذا هو لا يري الا حطبا تلتهب النار فيه، فرجع [و] نادي بأعلي صوته.

يا حسين! استعجلت النار في الدنيا قبل يوم القيامة!

فقال الحسين [عليه السلام] : من هذا؟ كأنه شمر بن ذي الجوشن؟!

فقالوا: نعم أصلحك الله، هو هو.

فقال: يابن راعية المعزي! أنت أولي بها صليا!

فقال له مسلم بن عوسجة: يابن رسول الله جعلت فداك ألا أرميه بسهم، فانه قد امكنني، و ليس يسقط سهم [مني] فالفاسق من أعظم الجبارين!

فقال له الحسين [عليه السلام] : لا ترمه، فاني اكره أن أبدأهم [6] .



پاورقي

[1] 422 - 421: 5: قال أبومخنف: عن عبدالله بن عاصم، عن الضحاک بن عبدالله المشرقي. و الارشاد: 233 عن الضحاک بن عبدالله.

[2] کان علي ميمنة عدي بن وتاد امير الري للحجاج في حربه مع مطرف بن المغيرة بن شعبة باصبهان: 296: 6 و آخر عهدنا به في الطبري أنه کان في حرس السغد سنة: 102 ه فأصابته جراحة کثيرة حتي اصبح کأنه قنفذ من النشاب: 613: 6 و لا ذکر له قبل کربلاء.

[3] کان ممن کتب شهادته علي حجر بن عدي الکندي سنة 270: 5: 51 و کان علي الرجالة من مذحج و أسد، و حضره شمر علي ذبح الحسين عليه السلام فأبي و سبه: 450: 5.

[4] حدثني فضيل بن فديج الکندي، عن محمد بن بشر، عن عمرو الحضرمي قال: 422: 5.

[5] عن بعض اصحابه عن ابي خالد الکاهلي قال: 423: 5 و المفيد في الارشاد: 233 قال: فروي عن علي بن الحسين و ابوخالد الکاهلي من اصحابه فهو يروي الخبر عنه عليه السلام و ان لم ينص عليه في الطبري.

[6] فحدثني عبدالله بن عاصم، قال: حدثني الضحاک المشرقي: 423: 5 و الارشاد: 234.