الحسين و اصحابه ليلة عاشوراء
[و] لما امسي حسين و أصحابه قاموا الليل كله يصلون و يستغفرون، و يدعون و يتضرعون.
[قال الضحاك بن عبدالله المشرقي الهمداني و هو الذي نجا من أصحاب الحسين عليه السلام] :
[فمرت] بنا خيل لهم تحرسنا و ان حسينا [عليه السلام] يقرأ: «ولا يحسبن الذين كفروا: أن ما نملي لهم خير لأنفسهم، انما نملي لهم ليزدادوا اثما و لهم عذاب مهين. ما كان الله ليذر المؤمنين علي ما أنتم عليه حتي يميز الخبيث من الطيب» [1] فسمعها رجل من تلك الخيل التي كانت تحرسنا فقال: نحن و رب الكعبة الطيبون ميزنا منكم! فعرفته، فقلت لبرير بن حضير [الهمداني] [2] : تدري من هذا؟ قال: لا، قلت: هذا أبوحرب السبيعي
[الهمداني] عبدالله بن شهر، و كان مضحاكا بطالا، و كان شريفا شجاعا فاتكا، و كان سعيد بن قيس [3] ربما حبسه في جناية!
فقال له برير بن حضير: يا فاسق! أنت يجعلك الله في الطيبين؟!
فقال له [ابوحرب] : من أنت؟
قال: أنا برير بن حضير.
قال [ابوحرب] : انا لله: عز علي، هلكت والله، هلكت والله يا برير!
قال [برير] : يا أباحرب! هل لك أن تتوب الي الله من ذنوبك العظام! فوالله انا لنحن الطيبون، و لكنكم لأنتم الخبيثون!
قال [ابوحرب مستهزأ] : و أنا علي ذلك من الشاهدين!
قلت [له] : ويحك! أفلا ينفعك معرفتك!
قال [ابوحرب] : جعلت فداك، فمن ينادم يزيد بن عذرة العنزي [و] ها هو ذا معي.
قال [برير] : قبح الله رأيك، علي كل حال أنت سفيه!
[ف] انصرف عنا [4] .
پاورقي
[1] آل عمران: 179 - 178.
[2] و المشهور المذکور في الارشاد: 233 و سائر الکتب: خضير، و کان سيد القراء بالکوفة: 431: 5. عابدا ناسکا، و هذا أول ذکره في اخبار کربلاء و لم يذکر کيف التحق بالامام عليه السلام، و هو اول من قام للمبارزة في اول القتال فاجلسه الامام عليه السلام: 429: 5 و هو القائل لعبدالرحمن بن عبد ربه الانصاري: والله لقد علم قومي اني ما احببت الباطل شابا و لا کهلا، و لکن - والله - اني لمستبشر بما نحن لاقون! والله ان بيننا و بين الحور العين الا أن يميل علينا هؤلاء باسيافهم، و لوددت انهم قد مالوا علينا: 423: 5 و کان يقول: ان عثمان بن عفان کان علي نفسه مسرفا، و ان معاوية بن أبي سفيان ضال مضل، و ان امام الهدي و الحق علي بن أبي طالب عليه السلام، و باهل رجلا من عسکر عمر بن سعد يدعي يزيد بن معقل علي حقانية هذه المعاني و دعا: أن يقتل المحقق منهما المبطل، ثم بارزه فقتله: 431: 5.
[3] کان سعيد بن قيس الهمداني علي همذان فعزله سعيد بن العاص الاشرق والي الکوفة و جعله علي الري سنة 33 ه: 330: 5 و بعثه أميرالمؤمنين عليه السلام مع شبث بن ربعي و بشير بن عمرو الي معاوية قبل القتال يدعونه الي الطاعة و الجماعة: 573: 4 و کان يقاتل مع علي بصفين: 574: 4 و کان من أول الناس في اجابة أميرالمؤمنين الي ما يريد: 79: 5 و سرحه أميرالمؤمنين عليه السلام في اثر غارة سفيان بن عوف علي الانبار و الهيت فخرج في طلبهم حتي جاز هيت فلم يلحقهم: 134: 5 ثم لا نعثر له علي ذکر و لا أثر في التاريخ، فلعل حبسه لابي حرب السبيعي کان يوم عمله علي همدان او الري علي عهد عثمان.
[4] 421: 5: قال أبومخنف: عن عبدالله بن عاصم عن الضحاک بن عبدالله المشرقي.