بازگشت

منع الامام و اصحابه عن الماء


[و] جاء كتاب من عبيدالله بن زياد الي عمر بن سعد:

«أما بعد، فحل بين الحسين و اصحابه و بين الماء، و لا يذوقوا منه قطرة كما


صنع بالتقي الزكي المظلوم أميرالمؤمنين عثمان بن عفان»!

قال: فبعث عمر بن سعد: عمرو بن الحجاج [1] علي خمسمائة فارس، فنزلوا علي الشريعة و حالوا بين حسين و اصحابه و بين الماء أن يسقوا منه قطرة، و ذلك قبل قتل الحسين [عليه السلام] بثلاث.

قال: و لما اشتد علي الحسين و اصحابه العطش دعا العباس بن علي بن أبي طالب أخاه، فبعثه في ثلاثين فارسا و عشرين راجلا، و بعث معهم بعشرين قربة. فجأوا حتي دنوا من الماء ليلا، و استقدم أمامهم باللواء نافع بن هلال الجملي [2] فقال عمرو بن الحجاج الزبيدي: من الرجل؟ [فقال: نافع بن هلال] .

فقال: ما جاء بك؟ قال: جئنا نشرب من هذا الماء الذي حلأ تمونا عنه. قال: فاشرب هنيئا: قال: لا والله لا أشرب منه قطرة و حسين عطشان و من تري من أصحابه [و أشار الي اصحابه] فطلعوا عليه، فقال: لا سبيل الي سقي هؤلاء، انما وضعنا بهذا المكان لنمنعهم الماء.

(و) لما دنا من [نافع الرجالة من] أصحابه قال [لهم] : املأوا قربكم! فشد الرجالة فملأوا قربهم.

و ثار اليهم عمر بن الحجاج و أصحابه، فحمل عليهم العباس بن علي و نافع بن هلال فكفوهم ثم انصرفوا الي رجالهم فقالوا [لهم] : امضوا، و وقفوا


دونهم، فعطف عليهم عمرو بن الحجاج و أصحابه و اطردوا قليلا، و جاء أصحاب حسين [عليه السلام] بالقرب فأدخلوها عليه.

و طعن نافع بن هلال [في تلك الليلة] رجلا من أصحاب عمرو بن الحجاج [و] انتقضت [الطعنة] بعد ذلك فمات منها [3] [فهو أول فتيل من القوم جرح تلك الليلة] .



پاورقي

[1] مضت ترجمته فيمن کان من الاشراف مع ابن زياد في القصر.

[2] کان قد بعث بفرسه مع الاربعة نفرا من الکوفة الي الامام عليه السلام في الطريق مع الطرماح بن عدي، و هذا أول خبر يعلم منه وصوله الي الامام عليه السلام في کربلاء، و هو الذي طعن علي بن قرظة الانصاري - أخا عمرو بن قرظة - و کان مع عمر بن سعد: 434: 5 و کان قد کتب اسمه علي أفواق نبله فقتل بسهامه اثني عشر رجلا منهم حتي کسرت عضدا و أخذه شمر أسيرا ثم قتله بعد أن مضي به الي ابن سعد: 442: 5.

[3] حدثني سليمان بن ابي راشد، عن حميد بن مسلم الازدي قال: 412: 5 و ابوالفرج عن ابي مخنف بنفس السند: 78 و المفيد في الارشاد: 288 عن حميد بن مسلم.