كتاب ابن زياد الي ابن سعد و جوابه ثانيا
ثم كتب عبيدالله بن زياد الي عمر بن سعد:
«أما بعد، فاني لم ابعثك الي حسين [عليه السلام] لتكف عنه، و لا لتطاوله، و لا لتمنيه السلامة و البقاء، و لا لتقعد له عندي شافعا... انظر فان نزل حسين و اصحابه علي الحكم و استسلموا، فابعث بهم الي سلما، و ان أبوا فازحف اليهم حتي تقتلهم و تمثل بهم! فانهم لذلك مستحقون! فان قتل حسين فاوطي الخيل صدره و ظهره! فانه عاق شاق، قاطع ظلوم! و ليس دهري في هذا أن يضر بعد الموت شيئا، و لكن علي قول: لو قد قتلته فعلت هذا به! ان أنت مضيت لامرنا فيه جزيناك جزاء السامع المطيع، و ان أبيت فاعتزل عملنا و جندنا، و خل بين شمر بن ذي الجوشن و بين العسكر، فاناقد أمرناه بأمرنا،
والسلام [1] .
ثم ان عبيدالله بن زياد دعا شمر بن ذي الجوشن فقال له: اخرج بهذا الكتاب الي عمر بن سعد، فليعرض علي الحسين و اصحابه النزول علي حكمي، فان فعلوا فليبعث بهم الي سلما، و ان هم أبوا فليقاتلهم، فان فعل فاسمع له و أطع، و ان هو ابي فقاتلهم، فانت أمير الناس، وثب عليه فاضرب عنقه و ابعث الي برأسه [2] [يعني ابن سعد] .
[و] لما قبض شمر بن ذي الجوشن الكتاب قام هو و عبدالله بن أبي المحل بن حزام (الكلابي) فقال عبدالله:
اصلح الله الامير! ان بني اختنا [ام البنين: العباس و عبدالله و جعفرا و عثمان] مع الحسين [عليه السلام] فان رأيت ان تكتب لهم أمانا فعلت.
قال [ابن زياد] : نعم، و نعمة عين!
فأمر كاتبه فكتب لهم أمانا...
فبعث به عبدالله بن أبي المحل [بن حزام الكلابي] مع مولي له يقال له: كزمان.
پاورقي
[1] حدثني ابوجناب الکلبي قال: 415: 5 و الارشاد: 229 و الخواص: 248.
[2] حدثني سليمان بن ابي راشد، عن حميد بن مسلم قال: 414: 5 و الارشاد: 229.