بازگشت

البيضة


ما بين واقصة الي عذيب الهجانات، كما في معجم البلدان.

[و] بالبيضة خطب الحسين [عليه السلام] أصحابه و أصحاب الحر:

فحمدالله و أثني عليه، ثم قال: أيها الناس؛ ان رسول الله صلي الله عليه [و آله] و سلم قال: «من رأي سلطانا جائرا مستحلا لحرم الله؛ ناكثا لعهد الله؛ مخالفا لسنة رسول الله؛ يعمل في عباد الله بالاثم و العدوان فلم يغير عليه بفعل و لا قول، كان حقا علي الله أن يدخله مدخله» ألا و ان هولاء قد لزموا طاعة الشيطان، و تركوا طاعة الرحمن، و اظهروا الفساد، و عطلوا الحدود، و استأثروا بالفي ء، و أحلوا حرام الله، و حرموا حلال الله، و أنا أحق من غير.

قد أتتني كتبكم و قدمت علي رسلكم ببيعتكم أنكم لا تسلموني و لا تخذلوني، فان تممتم علي بيعتكم تصيبوا رشدكم، فأنا الحسين بن علي، و ابن فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه [و آله] و سلم، نفسي مع أنفسكم، و أهلي مع أهليكم، فلكم في اسوة، و ان لم تفعلوا و نقضتم عهدكم، و خلعتم بيعتي من أعناقكم فلعمري ما هي لكم بنكر، لقد فعلتموها بأبي و أخي و ابن عمي مسلم! و المغرور من اغتربكم؛ فحظكم أخطأتم، و نصيبكم ضيعتم «و من نكث فانما ينكث علي نفسه» [1] و سيغني الله عنكم، و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته [2] .

و أقبل الحر يسايره و هو يقول له: يا حسين اني اذكرك الله في نفسك، فاني شهد لئن قاتلت لتقتلن، و لئن قوتلت لتهلكن فيما أري!

فقال له الحسين [عليه السلام] : أفبالموت تخوفني! و هل يعدو بكم الخطب


أن تقتلوني! ما أدري ما أقول لك! و لكن أقول كما قال أخو الأوس لابن عمه و لقيه و هو يريد نصرة رسول الله صلي الله عليه [و آله] و سلم، فقال له: أين تذهب؟ فانك مقتول! فقال:



سأمضي و ما بالموت عار علي الفتي

اذا ما نوي حقا و جاهد مسلما



و آسي الرجال الصالحين بنفسه

و فارق مثبورا يغش و يرغما [3] .



فلما سمع ذلك الحر منه تنحي عنه و كان يسير بأصحابه في ناحية، و حسين [عليه السلام] في ناحية اخري، حتي انتهوا الي:


پاورقي

[1] سورة الفتح: 10.

[2] قال أبومخنف: عن عقبة بن أبي العيزار: 403: 5.

[3] و نقلها ابن الأثير في الکامل و المفيد في الارشاد: 225 بزيادة:



فان عشت لم اندم و ان مت لم الم

کفي بک ذلا أن تعيش و ترغما.