الثعلبية
هي بعد الشقوق للذاهب الي مكة من الكوفة، نسبة الي ثعلبة رجل من بني أسد كما في المعجم.
الثعلبية ممسيا، فجئناه حين نزل، فسلمنا عليه، فرد علينا، فقلنا له: يرحمك
الله؛ ان عندنا خبرا، فان شئت حدثنا علانية، و ان شئت سرا. فنظر الي أصحابه و قال: ما دون هؤلاء سر. فقلنا له: أرأيت الراكب الذي استقبلك عشاء أمس؟ قال: نعم، و قد أردت مسألته. فقلنا قد استبر أنا لك خبره و كفيناك مسألته، و هو امرؤ من أسد منا ذو رأي و صدق و فضل و عقل، و انه حدثنا: أنه يخرج من الكوفة حتي قتل مسلم بن عقيل و هاني بن عروة! و حتي رآهما يجران في السوق بأرجلهما! فقال: انا لله و انا اليه راجعون! رحمة الله عليهما، فردد ذلك مرارا [1] .
فقلنا: ننشدك الله في نفسك و أهل بيتك الا انصرفت من مكانك هذا، فانه ليس لك بالكوفة ناصر و لا شيعة، بل نتخوف أن تكون عليك! فوثب عند ذلك بنوعقيل بن أبي طالب [2] .
[و] قالوا: لا والله لا نبرح حتي ندرك ثارنا، أو نذوق ما ذاق أخونا! [3] .
قالا: فنظر الينا الحسين [عليه السلام] فقال: لا خير في العيش بعد هؤلاء! فعلمنا أنه قد عزم له رأيه علي المسير، فقلنا: خارالله لك، فقال: رحمكما الله.
ثم انتظر حتي اذا كان السحر قال لفتيانه و غلمانه: أكثروا من الماء، فاستقوا و أكثروا ثم ارتحلوا و ساروا حتي انتهو الي:
پاورقي
[1] ظاهر هذه الرواية أن خبر مقتل مسلم بن عقيل هنا کان عاما، و سيأتي أن الامام عليه السلام أعلن ذلک لأصحابه بکتاب أخرجه للناس في منزل زبالة، و من هنا يترجح أن يکون قوله عليه السلام: ما دون هؤلاء سر؛ يعني أما دون هؤلاء الحاضرين فليکن الخبر سرا، و کذلک بقي الخبر سرا حتي زبالة و أما اليعقوبي فقد قال: ان خبر قتل مسلم اتي الامام بالقطقطانة: 230: 2 ط نجف.
[2] قال أبومخنف: حدثني أبوجناب الکلبي عن عدي بن حرملة الأسدي عن عبدالله: 397: 5 و في الارشاد: 222: روي عبدالله بن سليمان... ط نجف.
[3] قال أبومخنف: حدثني عمر بن خالد - هکذا، و الصحيح عمرو بن خالد - عن زيد بن علي بن الحسين، و عن داود بن علي بن عبدالله بن عباس: أن بني عقيل قالوا: 397: 5، و الارشاد: 222 و المسعودي: 70: 3، و الخواص: 245 ط نجف.