بازگشت

الصفاح


الصفاح: بين حنين و أنصاب الحرم يسرة الداخل الي مكة.

عن عبدالله بن سليم [الأسدي] و المذري [بن المشمعل الأسدي] قالا: أقبلنا حتي انتهينا الي الصفاح فلقينا الفرزدق بن غالب الشاعر [1] فواقف حسينا [عليه السلام] فقال له: أعطاك الله سؤلك و أملك فيما تحبه.

فقال له الحسين [عليه السلام] : بين لنا نبأ الناس خلفك.

فقال له الفرزدق: من الخبير سألت؛ قلوب الناس معك و سيوفهم مع بني امية و القضاء ينزل من السماء، والله يفعل ما يشاء!

فقال له الحسين [عليه السلام] : صدقت، لله الأمر، والله يفعل ما يشاء، و كل يوم ربنا في شأن، ان نزل القضاء بما نحب فنحمد الله علي نعمائه، و هو المستعان علي أداء الشكر، و ان حال القضاء دون الرجاء، فلم يعتد من كان الحق نيته و التقوي سريرته.


ثم حرك الحسين [عليه السلام] راحلته فقال: السلام عليك، ثم افترقا [2] .

و لما بلغ عبيدالله [ابن زياد] اقبال الحسين [عليه السلام] من مكة الي الكوفة، بعث الحصبن بن تميم [التميمي] صاحب شرطه حتي نزل القادسية و نظم الخيل ما بين القادسية [3] الي خفان [4] ، و ما بين القادسية الي القطقطانة [5] و الي لعلع [6] .


پاورقي

[1] هو همام بن غالب بن صعصعة، و عماه: ذهيل و الزحاف کانا في ديوان زياد بن سمية في البصرة علي ألفين ألفين، و هجا بني نهشل و فقيم فاستعدوه عند زياد فطلبه فهرب، فکان اذا نزل زياد البصرة نزل هو الکوفة و اذا نزل زياد الکوفة نزل زياد الفرزدق البصرة، و کان زياد ينزل البصرة ستة أشهر و الکوفة ستة أشهر، ثم ذهب الي الحجاز فلم يزل بمکة و المدينة لاجئا من زياد الي سعيد بن العاص حتي هلک زياد: 250 - 242: 5، فهجاه و هجاراثيه، يقول:



بکيت امرءا من آل‏سفيان کافرا

ککسري علي عدوانه أو کقيصرا



(290: 5)

ثم رجع الي البصرة فکان بها و حج سنة ستين بامه و لذلک لم يصحب الحسين عليه السلام: 386: 5 و نظم الشعر للحجاج! 380: 6 و 394 و کان في بلاط سليمان بن عبدالملک: 548: 5 و کان حيا الي سنة: 616: 6: 102 و کان في هجائه لبني نهشل شابا بل غلاما حدثا أعرابيا نزل البادية: 242: 5 فيکون في لقائه الامام عليه السلام علي أقل من ثلاثين سنة.

[2] قال أبومخنف: عن أبي جناب، عن عدي بن حرملة، عن عبدالله بن سليم: 386: 5 و هذا لا يتفق مع ما يأتي عنهما أنهما يقولان لحقناه بزرود، و هو بعد الصفاح الي الکوفة بعدة منازل، اللهم الا أن يکون قولهما: اقبلنا حتي انتهينا، اي: اقبلنا من الکوفة حتي انتهينا الي الصفاح في دخولهما الي مکة، ثم بعد قضاء المناسک لحقا به عليه السلام بزرود.

قال الطبري: قال هشام، عن عوانة بن الحکم، عن لبطة بن الفرزدق بن غالب، عن أبيه قال: حججت في سنة ستين [و] دخلت الحرم في أيام الحج، اذ لقيت الحسين بن علي خارجا من مکة، فأتيته فقلت: بأبي انت و امي يابن رسول الله! ما أعجلک عن الحج؟ فقال: لو لم أعجل لاخذت، قال: ثم سألني: ممن أنت؟ فقلت له: امرؤ من العراق، فو لله ما فتشني أکثر من ذلک، فقال: أخبرني عن الناس خلفک، فقلت له: القلوب معک و السيوف مع بني امية، و القضاء بيدالله، فقال لي: صدقت، فسألته عن أشياء من نذور و مناسک فاخبرني بها: 386: 5.

[3] بينها و بين الکوفة خمسة عشر فرسخا و بينها و بين العذيب اربعة اميال، و تسمي الديوانية، و کانت أول مدينة کبيرة من العراق الي بادية الحجاز، و فيها اولي فتوحات العراق: وقعة القادسية بقيادة سعد بن أبي وقاص.

[4] قرية قرب الکوفة فيها عين لبني العباس کما في معجم البلدان: 451: 3.

[5] القطقطانة: تبعد عن الرهيمة الي الکوفة نيفا و عشرين ميلا: 125: 7، و قال اليعقوبي: ان خبر مقتل مسلم أتي الامام و هو بالقطقطانة: 230: 2.

[6] قال ابومخنف: حدثني يونس بن أبي اسحاق السبيعي: 394: 5.