بازگشت

محادثة ابن الزبير مع الامام، الأخيرة


[و قال] عبدالله بن سليم [الأسدي] و المذري بن المشمعل [الأسدي] : قدمنا مكة حاجين فدخلنا يوم التروية فاذا نحن بالحسين [عليه السلام] و عبدالله بن الزبير قائمين عند ارتفاع الضحي فيما بين الحجر و الباب، فتقربنا منهما فسمعنا ابن الزبير و هو يقول للحسين [عليه السلام] : ان شئت أن تقيم أقمت فوليت هذا الأمر فآزرناك و ساعدناك و نصحنا لك و بايعناك.

فقال له الحسين [عليه السلام] : ان أبي حدثني: «أن بها كبشا يستحل حرمتها»! فما احب أن أكون أنا ذلك الكبش! [1] و [2] .

فقال له الزبير: الي يابن فاطمة؛ فأصغي اليه فساره، ثم التفت الينا الحسين [عليه السلام] فقال:

أتدرون ما يقول ابن الزبير؟

فقلنا: لا ندري؛ جعلنا الله فداك!

فقال: قال: أقم في هذا المسجد أجمع لك الناس.

ثم قال الحسين [عليه السلام] : والله لئن اقتل خارجا منها بشبر أحب الي من أن اقتل داخلا منها بشبر! و أيم الله لو كنت في جحر هامة من هذه الهوام لاستخرجوني حتي يقضوا في حاجتهم، و الله ليعتدن علي كما اعتدت اليهود في


السبت [3] و [4] .


پاورقي

[1] قال أبومخنف: قال أبوجناب يحيي بن أبي حية، عن عدي بن حرملة الأسدي عن عبدالله ج 5 ص 384.

[2] الکبش: الذکر من الغنم الذي يتقدم القطيع غالبا، و لذلک شبه به القواد، و بهذا الحديث ذکر الامام عليه السلام ابن الزبير لو کانت تنفعه الذکري، فان الذکري تنفع المؤمنين.

[3] قال أبومخنف: عن أبي سعيد عقيصا عن بعض أصحابه قال (ج 5 ص 385).

[4] هذا هو خير جواب موجز أجاب به الامام [عليه السلام] کل الأسئلة المطروحة: بأنه مطلوب أينما کان، و ليعتدن عليه، فليخرج من مکة، لئلا يکون الکبش الذي ذکره له واده أميرالمؤمنين عليه السلام، و لذلک خرج منها هاربا بنفسه و أهله لئلا تستحل به حرمتها، و اذا خرج من مکة فخير له أن يمضي في قضاء حاجة شيعته من أهل الکوفة اتماما للحجة عليهم «لئلا يکون للناس علي الله حجة بعد الرسل» «و لا يقول أحد: لولا أرسلت الينا رسولا منذرا و أقمت لنا علما هاديا، فنتبع آياتک» و ان لم يذهب الي الکوفة فالي اين يتوجه؟ و قد ضاقت عليه الارض بما رحبت!.