بازگشت

محادثة عمر بن عبدالرحمن المخزومي


قال عمرو بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي: [1] لما تهيأ الحسين [عليه السلام] للمسير الي العراق أتيته فدخلت عليه فحمدت الله و أثنيت عليه ثم قلت: أما بعد؛ فاني أتيتك يابن عم لحاجة اريد ذكرها نصيحة، فان كنت تري أنك تستنصحني، و الا كففت عما اريد أن أقول.

فقال [الحسين عليه السلام] : قل فوالله ما أظنك بسي ء الرأي و لا هو [2] للقبيح من الأمر و الفعل.

قال: انه قد بلغني أنك تريد المسير الي العراق و اني مشفق عليك من مسيرك، انك تأتي بلدا فيه عماله و امراؤه و معهم بيوت الأموال، و انما الناس عبيد لهذا الدرهم و الدينار، و لا آمن عليك أن يقاتلك من وعدك نصره و من أنت أحب اليه ممن يقاتلك معه.

فقال الحسين [عليه السلام] : جزاك الله خيرا بابن عم؛ فقد والله علمت أنك مشيت بنصح و تكلمت بعقل و مهما يقض من أمر يكن، اخذت


برأيك أو تركته، فأنت عندي أحمد مشير و أنصح ناصح [3] .


پاورقي

[1] هو الذي ولاه ابن الزبير الکوفة علي عهد المختار سنة (66 ه)، فبعث اليه المختار زائدة بن قدامة الثقفي في خمسمائة رجل و معه سبعين ألف درهم، ليرد المختار بالدراهم و الا فيقاتله بالرجال، فقبل الدراهم و ذهب الي البصرة (ج 6 ص 71) و ما يحدث به من ثناء الامام عليه السلام له فانما هو بنقله، و جده الحارث بن هاشم أخويي جهل بن هشام عدو الرسول (ص) و ذکرناه في المقدمة.

[2] هو: اي: هاويا، من الهوي، اي مريدا للقبيح.

[3] 382: 5: قال هشام عن أبي مخنف: حدثني الصقعب بن زهير، عن عمر بن عبدالرحمن.