بازگشت

محادثة ابن عباس ثانية


فلما كان من العشي أو من الغد أتي عبدالله بن العباس فقال: يابن عم! اني أتصبر و ما أصبر، اني أخاف عليك في هذا الوجه الهلاك و الاستئصال! ان العراق قوم غدر فلا تقربنهم! أقم بهذا البلد فانك سيد أهل الحجاز، فان كان أهل العراق يريدونك - كما زعموا - فاكتب اليهم فلينفوا عدوهم ثم أقدم عليهم، فان أبيت الا أن تخرج فسر الي اليمن فان بها حصونا و شعابا، و هي أرض عربضة طويلة، و تبث دعاتك، فاني أرجو أن يأتيك عند ذلك الذي تحب في عافية.

فقال له الحسين [عليه السلام] : يابن عم؛ اني والله لأعلم أنك ناصح [1] .


مشفق، و لكني أزمعت و أجمعت علي المسير!.

فقال له ابن عباس: فان كنت سائرا فلا تسر بنسائك وصبيتك، فوالله اني لخائف أن تقتل... [2] .


پاورقي

[1] النصح هنا بمعني الاخلاص و ليس بمعني الوعظ و الارشاد - فهو المعني الحادث الخير للکلمة و ليس معناها الاصيل - فالامام عليه السلام يقول: انه يعلم انه يقول ما يقوله عن اخلاص و شفقة و عاطفة و مودة، فهو لا يخالف الامام عليه السلام في قيامه، و انما يشکک في توفر الارضية اللازمة له، و الامام عليه السلام لا يرده في هذا، بل يقول انه عازم علي القيام مع ذلک، و ذلک لما يري من لزومه و ضرورته لحياة الشريعة المقدسة.

[2] قال أبومخنف: حدثني الحارث بن کعب الوالبي، عن عقبة بن سمعان (ج 5 ص 383).