بازگشت

موقف ابن الزبير مع الامام


[و كان] فيمن يأتيه بن الزبير، فيأتيه اليومين المتواليين و يأتيه بين كل يومين مرة، و قد عرف أن أهل الحجاز لا يتابعونه و لا يبايعونه أبدا مادام حسين [عليه السلام] بالبلد، و أن حسينا أعظم في أعينهم منه و أطوع في الناس منه [1] .


فحدثه [يوما] ساعة ثم قال: ما ادري ما تركنا هؤلاء القوم و كفنا عنهم و نحن أبناء المهاجرين و ولاة هذا الامر دونهم! خبرني ما تريد أن تصنع؟

فقال الحسين [عليه السلام] : والله لقد حدثت نفسي باتيان الكوفة، و لقد كتب الي شيعتي بها و أشراف أهلها، و استخير الله [2] .

فقال له ابن الزبير: أما لو كان لي بها مثل شيعتك ما عدلت بها!.

ثم انه خشي أن يتهمه فقال: أما انك لو أقمت بالحجاز ثم اردت هذا الامر هاهنا ما خولف عليك ان شاء الله. ثم قام فخرج من عنده.

فقال الحسين [عليه السلام] : ها ان هذا ليس شي يؤتاه من الدنيا أحب اليه من أن اخرج من الحجاز الي العراق، و قد علم أنه ليس له من الأمر معي شي ء، و أن الناس لا يعدلوه بي، فود أني خرجت منها لتخلو له! [3] و [4] .


پاورقي

[1] قال ابومخنف: حدثني عبدالرحمن بن جندب، قال: حدثني عقبة بن سمعان مولي الرباب ابنة امري ء القيس الکلبية امرأة حسين عليه السلام: 351: 5.

[2] الاستخاره هنا بمعناها اللغوي، أي: طلب الخير، و ليس بالمعني المصطلح عليه المتأخر.

[3] قال أبومخنف: و حدثني الحارث بن کعب الوالبي عن عقبة بن سمعان: 383: 5.

[4] غير خاف علي الامام عليه السلام نفسيات القوم و ما شيبت به من الغدر و النفاق، و لکن لا تسعه المصارحة بما عنده من العلم بمصير أمره لکل من قابله، اذا: لا کل ما يعلم يقال، لا سيما بعد تفاوت المراتب و اختلاف الأوعية سعة و ضيقا؛ فکان يجيب کل واحد بما يسعه ظرفه و تتحمله معرفته و الملاحظ هنا: ان ابن الزبير غير مخالف لقيام الامام عليه السلام: بل هو مرغب للامام فيه، و انما کلامه في زمانه و مکانه.