قصبات النيران، و الحجارة، و الآمان
فلما رأوا ذلك أشرفوا عليه من فوق ظهر البيت فأخذوا يرمونه بالحجارة و يلهبون النار في أطنان القصب ثم يقلبونها عليه من فوق البيت!
فلما رأي ذلك خرج عليهم مصلتا بسيفه في السكة فقاتلهم...
فأقبل عليه محمد بن الأشعث فقال: يا فتي! لك الأمان، لا تقتل نفسك، فأقبل يقاتلهم و هو يقول:
أقسمت لا اقتل الا حرا
و ان رأيت الموت شيئا نكرا
كل امري ء يوما ملاق شرا
و يخلط البارد سخنا مرا
رد شعاع النفس [1] فاستقرا
أخاف أن أكذب أو اغرا
پاورقي
[1] فيما بأيدينا من نسخ الطبري و غيره من الکتب جاء شعاع النفس: شعاع الشمس، و ذکر الشيخ السماوي في (ابصار العين: 49) ان ذلک تصحيف ممن لم يفهم شعاع النفس، فرأي أن الشعاع بالشمس أليق، و المراد بشعاع النفس خوف النفس، يقال: مرات نفسه شعاعا أي تفرقت نفسه کالشعاع الدقيق من الخوف، فان الشعاع هو المتفرق من الشي ء تفرقا دقيقا، و قد جاء في الشعر:
أقول لها و قد طارت شعاعا
من الأبطال ويحک لا تراعي
فالمعني في الرجز: ان النفس استقرت بعد ما خافت.