بازگشت

موقف ابن زياد


و لمان طال علي ابن زياد و أخذ لا يسمع لأصحاب ابن عقيل صوتا كما كان يسمعه قبل ذلك، قال لأصحابه: أشرفوا فانظروا هل ترون منهم أحدا؟ فأشرفوا فلم يروا أحدا؛ قال: فانظروا لعلهم تحت الظلال [1] قد كمنوا لكم؛ ففزعوا بحابح المسجد [2] و جعلوا يخفضون شعل النار في أيديهم ثم ينظرون هل في الظلال أحد؟ و كانت أحيانا تضي ء لهم و احيانا لا تضي ء لهم كما يريدون، فدلوا القناديل و أنصاف الطنان [3] تشد بالحبال ثم تجعل فيها النيران ثم تدلي حتي تنتهي الي الأرض، ففعلوا ذلك في أقصي الظلال و أدناها و أوسطها، حتي فعلوا ذلك بالظلة التي فيها المنبر، فلما لم يروا شيئا أعلموا ابن زياد، [ف] أمر [كاتبه] عمرو بن نافع [4] فنادي: ألا برءت الذمة من رجل من الشرطة و العرفاء أو المناكب أو المقاتلة صلي العتمة الا في المسجد!

فلم يكن الا ساعة حتي امتلا المسجد من الناس.

فقال [له] الحصين بن تميم [التميمي] - و كان علي شرطته [5] -: ان شئت


صليت بالناس، او يصلي بهم غيرك، فاني لا آمن أن يغتالك بعض أعدائك!

فقال: مر حرسي فليقوموا ورائي كما كانوا يقفون، و در فيهم. ففتح باب السدة التي في المسجد، ثم خرج و خرج أصحابه معه... فصلي بالناس.


پاورقي

[1] الظلال: جمع الظلة و هي السقيفة.

[2] جمع بحبوحة: الساحة الفسيحة و افنيتها.

[3] الطنان: جمع طن و هو الحزمة من القصب.

[4] هو کاتبه الذي کتب له کتابه الي يزيد بقتل مسلم عليه السلام، و کان أول من أطال في الکتب فکرهه ابن زياد: 380: 5.

[5] بعثه ابن زياد الي القادسية لينظم الخيل ما بينها الي خفان و القطقطانة و لعلع: 394: 5 و هو الذي بعث رسول الحسين عليه السلام فيس بن مسهر الصيداوي الي ابن زياد فقتله: 395: 5 و کذلک عبدالله بن بقطر 398: 5 و هو الذي قدم الحر بين يديه في ألف من بني تميم من القادسية ليستقبل الحسين عليه السلام و کان في کربلاء علي الشرطة و يحرض علي قتل الحر: 434: 5 و بعث معه ابن سعد خمسمائة من المرامية فبعثهم ليرشقوا أصحاب الحسين عليه السلام فذنوا و رشقوهم بالنبال فعقروا خيولهم: 437: 5 و حمل علي أصحاب الحسين عليه السلام و هم يتأهبون للصلاة، فخرج اليه حبيب بن مظاهر و ضرب وجه فرسه بالسيف فشب و وقع عنه، فحمل علي حبيب: بديل بن صريم العقفاني التميمي فضرب حبيبا بالسيف علي رأسه، و حمل عليه آخر من بني تميم فطعنه بالرمح، ثم رجع اليه الحصين بن تميم فضربه، علي رأسه بالسيف فوقع، و نزل اليه التميمي فاحتز رأسه و دفعه الي الحصين، فعلقه في عنق فرسه و جال به في العسکر ثم دفعه الي قاتله: 440: 5 و رمي الحسين بسهم وقد دنا ليشرب ماء فوقع السهم في فمه عليه السلام فدعا عليهم: 449: 5.