بازگشت

خطبة ابن زياد بالبصرة


فحمد الله و أثني عليه، ثم قال: أما بعد؛ فوالله ما تقرن بي الصعبة [1] ، و لا يقعقع [2] لي، و اني لنكل [3] لمن عاداني، و سم لمن حاربني أنصف القارة من راماها [4] .



يا أهل البصرة! ان أميرالمؤمنين و لاني الكوفة و أنا غاد اليها الغداة، و قد استخلفت عليكم: عثمان بن زياد بن أبي سفيان، و اياكم و الخلاف و الارجاف، فوالذي لا اله غيره لئن بلغني عن رجل منكم خلاف لأقتلنه و عريفه و وليه، و لآخذن الأدني بالأقصي حتي تستمعوا لي، و لا يكون فيكم مخالف و لا مشاق!.

أنا ابن زياد اشبهه من بين من وطأ الحصي، و لم ينتزعني شبه خال و لا ابن عم [5] .



پاورقي

[1] الصعبة: الناقة صبعة القياد، کأنه يقول: أنا راکب البصرة و قائدها فلا أجعلها تکون لي صعبة القياد.

[2] القعقعة: الصوت، کأنه يقول: لا أدع الناس يتکلمون ببغضي و کراهتي.

[3] أي معذب، من النکال أي العذاب و الانتقام.

[4] کذا في الطبري، و هو رجز لرجل من قبيلة تدعي القارة، و کانوا حذقا في الرماية في الجاهلية، فالتقي رجل منهم بآخر من غيرهم فقال له القاري: ان شئت صارعتک، و ان شئت سابقتک، و ان شئت راميتک، فقال الآخر: قد اخترت المراماة، فقال الرجل القاري:



قد أنصف القارة من راماها

انا اذا ما فئة نلقاها



نرد اولاها علي اخراها

ثم رماها بسهم فشک به فؤاده، فلعل ابن زياد قال: قد أنصفت القارة من راماها، يشير الي أن من اختار المراماة معنا - بني امية - کان کمن اختار المراماة مع الرجل القاري، فان بني امية حذاق في المراماة کما کانت قبيلة القارة حذقا فيها!.

[5] يريد أنه يشبه أباه في نکاله و نقمته و شدة و طأته و بطشه، و لا يشبه خاله العجم، و لا ابن عمه يزيد فيما اشتهر فيه من الغناء و الطرب والمجون و الصيد و العبث و اللهو، و ذکر الخبر السبط في تذکرته: 199.