بازگشت

دخول مسلم الكوفة


ثم أقبل مسلم [عليه السلام] حتي دخل الكوفة [و معه أصحابه الثلاثة: قيس بن مصهر الصيداوي و عمارة بن عبيد السلولي و عبدالرحمن بن عبدالله بن الكدن الأرحبي] [1] ، فدخل دار المختار بن أبي عبيد [2] .


و أقبلت الشيعة تختلف اليه، فلما اجتمعت اليه جماعة منهم قرأ عليهم كتاب الحسين [عليه السلام] فأخذوا يبكون.

[و] قام عابس بن أبي شبيب الشاكري [3] ، فحمدالله و أثني عليه ثم قال:

«أما بعد: فاني لا أخبرك عن الناس، و لا أعلم ما في أنفسهم: و ما اغرك منهم، والله لا حدثنك عما أنا موطن نفسي عليه؛ والله لاجيبنكم اذا دعوتم، و لا قاتلن معكم عدوكم، و لا ضربن بسيفي دونكم حتي ألقي الله، لا اريد بذلك الا ما عندالله».

فقام حبيب بن مظاهر الفقعسي [الأسدي] فقال:

«رحمك الله؛ قد قضيت ما في نفسك بواجز من قولك».

ثم قال:

«و أنا - والله الذي لا اله الا هو - علي مثل ما هذا عليه».

ثم قال الحنفي [4] مثل ذلك.

و اختفت الشيعة اليه حتي علم مكانه، فبلغ ذلك النعمان بن بشير [5] ،


[فخرج] فصعد المنبر، فحمد الله و أثني عليه ثم قال:

«أما بعد؛ فاتقوا الله عباد الله، و لا تسارعوا الي الفتنة و الفرقة، فان فيهما يهلك الرجال، و تسفك الدماء، و تغصب الأموال... اني لم اقاتل من لم يقاتلني، و لا أثب علي من لا يثب علي، و لا اشاتمكم، و لا أتحرش بكم، و لا آخذ بالقذف و لا الظنة و لا التهمة، و لكنكم ان أبديتم صفحتكم لي، و نكثتم بيعتكم و خالفتم امامكم، فوالله الذي لا اله غيره لأضربنكم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي و لو لم يكن لي منكم ناصر! أما اني أرجو أن يكون من يعرف الحق منكم أكثر ممن يرديه الباطل».

فقام اليه عبدالله بن مسلم بن سعيد الحضرمي [6] - حليف بني امية - فقال:

انه لا يصلح ما تري الا الغشم [أي الظلم] ، ان هذا الذي أنت عليه فيما بينك و بين عدوك رأي المستضعفين»!.

فقال [النعمان بن بشير] :

«أن أكون من المستضعفين في طاعة الله أحب الي من أن أكون من الأعزين في معصية الله»! ثم نزل.

و خرج عبدالله بن مسلم و كتب الي يزيد بن معاوية:

«أما بعد: فان مسلم بن عقيل قد قدم الكوفة، فبايعته الشيعة للحسين بن علي، فان كان لك بالكوفة حاجة فابعث اليها رجلا قويا ينفذ أمرك، و يعمل مثل عملك في عدوك، فان النعمان بن بشير رجل ضعيف؛ أو هو يتضعف».

ثم كتب اليه عمارة بن عقبة [7] بنحو من كتابه.


ثم كتب اليه عمر بن سعد بن أبي وقاص [8] بمثل ذلك [9] .



پاورقي

[1] 355: 5 و ذلک لخمس خلون من شوال، کما في مروج الذهب 86: 2.

[2] الثقفي، ولد في السنة الاولي للهجرة (402: 2)، و استخلفه علي المدائن عمه سعد بن مسعود الثقفي سنة 76: 5) 37)، و کان بها عند عمه الي بعد عام الجماعة سنة 40 ه (159: 5) و أشار الطبري الي ما أشار به المختار علي عمه بتسليم الحسن عليه السلام الي معاوية (569: 5) و في ولاية زياد علي الکوفة دعاه الي الشهادة علي حجر بن عدي فراغ عنها) 270: 5)، و کان صاحب راية يوم خروج مسلم (381: 5) و لکنه کان قد خرج برايته و مواليه اذ علم بحبس هاني و قبل خروج مسلم عليه السلام علي غير ميعاد من اصحابه، فاستسلم لدعوة عمرو بن حريث المخزومي اياه الي الدخول تحت راية الأمان لابن زياد، و ادخل عليه فعرض وجهه بقضيبه فخبط عينه فشترها، و حبس حتي قتل الحسين عليه السلام، و کانت اخته: صفية زوجة عبدالله بن عمر، فبعث بابن عمه زائدة بن قدامة الثقفي الي ابن عمر يسأله ليکتب الي يزيد فيکتب الي ابن زياد باخراجه من السجن، ففعل و أخرجه ابن زياد من الکوفة فخرج الي الحجاز، فبايع ابن الزبير و قاتل معه أهل الشام قتالا شديدا و بعد موت يزيد بخمسة اشهر ترک ابن الزبير و اقبل الي الکوفة (578 - 570: 5) فدخلها و سليمان بن صرد الخزاعي يدعو الشيعة الي التوبة و الطلب بدم الحسين عليه السلام، فادعي المختار انه جاءهم من قبل محمد بن الحنفية، و أن سليمان لاعلم له بالحرب يقتل نفسه و أصحابه (560: 5 و 580) فلما خرج التوابون حبسه ابن مطيع عامل ابن الزبير (605: 5) فبعث المختار غلامه: زربيا الي ابن عمر يسأله أن يکتب له الي عامل ابن الزبير ليخرجه فکتب فاخرجه بضمان و يمين (8: 6) فخرج و غلب علي الأمر، و قاتل ابن زياد فقتله، و قتل قتلة الحسين عليه السلام، حتي قتله مصعب بن الزبير سنة 107: 6) 67) و أمر مصعب بکف المختار فسمرت بمسمار الي جانب المسجد حتي نزعها الحجاج الثقفي (110: 6) و قتل مصعب زوجته: عمرة بنت النعمان بن بشير، و اطلق زوجته الاخري: ام ثابت بنت سمرة بن جندب (112: 6) و في سنة 71 حارب مصعب: عبدالملک، و کان زائدة بن قدامة الثقفي حاضرا فقتل مصعبا و قال: يا لثارات المختار (159: 6) و کانت دار المختار لزيقة المسجد - أي بجانبه - فابتاعها عيسي بن موسي العباسي من ورثة المختار سنة 122: 8 (159).

و يبدوا أن علة اتخاذ داره مقرا لمسلم عليه السلام کونه صهر النعمان بن بشير أمير الکوفة، و کفي بهذا ستمرا، هذا و لا سيما اذا اصفنا الي ذلک، خبر الطبري: کانت الشيعة تشتم المختار و تعتبه لما کان منه في أمر الحسن بن علي يوم طعن في مظلم ساباط فحمل الي ابيض المدائن (569: 5).

[3] و بعد هذا ذهب بکتاب مسلم بن عقيل عليه السلام الي الامام عليه السلام (375: 5) ثم کان معه حتي قتل (444: 5)، و هو من همدان.

[4] هو سعيد بن عبدالله الحنفي رسول أهل الکوفة الي الامام عليه السلام، و کان قد رجع الي الکوفة بجواب الامام اليهم.

[5] 355: 5: قال أبومخنف: حدثني نمير بن وعلة، عن أبي الوداک قال: خرج الينا النعمان بن بشير فصعد المنبر...

[6] جاء اسمه في الشهود علي حجر بن عدي: عبدالله بن مسلم بن شعبة الحضرمي 269: 5.

[7] هو أخو الوليد بن عقبة بن أبي معيط، خرج هو و أخوه الوليد من مکة الي المدينة يسألان رسول الله صلي الله عليه وآله أن يريد عليهما اختمها ام کلثوم المهاجرة، الحديبية، فأبي (640: 2)، و کان منزله مع أخيه برحبة الکوفة) 274: 4) و کانت ابنته ام أيوب تحت المغيرة بن شعبة، فلما مات تزوجها زياد بن أبيه (180: 5)، و هو الذي سعي عند زياد علي عمرو بن الحمق الخزاعي) 236: 5) جي بأبيه عقبة بن أبي معيط الي رسول الله صلي الله عليه وآله کافرا، فأمر به أن يضرب عنقه، فقال: يا محمد من للصبية؟ قال: النار (349: 5) و کان حاضرا في القصر يوم مقتل مسلم (376: 5) و هو الذي سعي بالمختار الي ابن زياد يوم خروج مسلم (570: 5)، ثم تخفي اخباره بعد هذا.

[8] امه بشري بنت قيس بن أبي الکيسم من سبي المرتدين بعد رسول الله: 341: 3، فيکون من مواليد أوائل العشر الثاني من الهجرة و له يوم کربلاء زهاء خمسين سنة، و في سنة سبعة عشر أو تسعة عشر بعثه أبوه سعد مع عياض بن غنم لفتح أرض الجزيرة أي شمال العراق و سورية، و هو يومئذ غلام حدث السن 53: 4، و في سنة (37) لم يدع عمر أباه حتي أطمعه في حضور التحکيم، فأحضره في أذرخ في دومة الجندل، و کان أبوه علي ماء لبني سليم بالبادية، فقال: يا أبت اشهدهم فانک صاحب رسول الله و أحد الشوري، فاحضر فانک أحق الناس بالخلافة: (66 - 7: 5)، و کان ممن شهد عل حجر: 269: 5، و ممن کتب الي يزيد ليدرک أمر الکوفة: 356: 5 و کره وصية مسلم بن عقيل اليه، و أفشاه لابن زياد فقال ابن زياد: انه لا يخونک الأمين و لکن قد يؤتمن الخائن: 377: 5، و أراد محمد بن الأشعث الکندي أن يؤمره علي الکوفة بعد قتل ابن زياد، فجاء رجال بني همدان متقلدين السيوف و جاءت نساؤهم يبکين حسينا عليه السلام: 524: 5 و بعث اليه المختار أباعمرة فقتله و جاءه برأسه ثم قتل ابنه حفص بن عمر، و قال: والله لو قتلت ثلاثة أرباع قريش ما وفوا بأنملة من أنامل الحسين عليه السلام، و بعث برأسيهما الي المدينة الي محمد بن الحنفية: 61 - 2: 6.

[9] قال هشام: قال عوانة: فلما اجتمعت الکتب عند يزيد ليس بين کتبهم الا يومان، دعا يزيد بن معاوية: سرجون (سرجون بن منصور الرومي کان کاتب معاوية و صاحب أمره في الديوان 230: 5 و 180: 6.) مولي معاوية، فقال: ما رأيک؟ فان حسينا قد توجه نحو الکوفة، و مسلم بن عقيل بالکوفة يبايع للحسين، و قد بلغني عن النعمان ضعف و قول سيي ء.. فما تري؟ من أستعمل علي الکوفة؟

و کان يزيد عاتبا علي عبيدالله بن زياد.

فقال سرجون: أرأيت معاوية لو نشر لک أکنت آخذا برأيه؟ قال: نعم، فأخرج عهد عبيدالله علي الکوفة، فقال: هذا رأي معاوية، و مات و قد أمر بهذا الکتاب.

فأخذ برأيه، ثم دعا مسلم بن عمرو الباهلي (مسلم بن عمرو الباهلي: کان مع زياد بن أبيه في البصرة شريفا في باهلة عريفا سنة 46 ه عليها معه 228: 5 ثم سکن الشم فکان بصريا شاميا، و رجع من الشام الي البصرة بکتاب يزيد الي ابن زياد، تم معه الي الکوفة، و تکلم مع هاني بن عروة اذ ادخل علي ابن زياد ليسلم اليه مسلم بن عقيل عليه السلام 366: 5 و شتم مسلم بن عقيل حين انتهائه الي باب القصر و طلبه ماء 376: 5 ثم ازدلف الي مصعب بن الزبير فبعثه لحرب ابن الحر الجعفي فهزم سنة 68 ه 132: 6 و کان کالوزير لمصعب 136: 6 و قتل معه بدير الجاثليق في الحرب مع مروان سنة 71 ه 158: 6 و کان يحب المال حبا جما 432: 5 و کان له سبعة بنون: قتيبة و عبدالرحمن و عبدالله و عبيدالله و صالح و بشار محمد 516: 6 و صاروا هولاء بعده الي الحجاج بن يوسف، قولي قتيبة علي خراسان سنة 86 ه 424: 6 فغزا و فتح بيکند، و نوشکث ورامثين، و بخاري، و شومان، و کش، و نسف، و خام جرد، و سمرقند، و شاش، و فرغانة، و کاشغر، و حدود الصين، و صالح نيزک، و السغد، و خوارزم شاه، و قتل مع اخوته سنة 96 ه 506 - 429: 6.)، فبعثه الي عبيدالله بعهده، الي البصرة، و کتب اليه «أما بعد فانه کتب الي شيعتي من أهل الکوفة يخبرونني أن ابن عقيل بالکوفة يجمع الجموع لشق عصا المسلمين، فسرحين تقرأ کتابي هذا حتي تأتي أهل الکوفة فتطلب ابن عقيل کطلب الخرزة حتي تثقفه، فتوثقه أو تقتله أو تنفيه، و السلام».

فأقبل مسلم بن عمرو حتي قدم علي عبيدالله بالبصرة، فأمر عبيدالله بالجهاز و التهيؤ و المسير الي الکوفة من الغد (357: 5).

و روي بسنده بن عمار الدهني (عمار الدهني: أبومعاوية بن عمار من أصحاب الامام الصادق و الامام الکاظم عليهماالسلام و کان أبوه عمار ثقة في العامة وجها يکني أبامعاوية، و روي أحيانا عن أبي جعفر الباقر عليه السلام) رجال العلامة: 166)، و لعمار کتاب کما في (الفهرست: 235 ط أورپا) لابن النديم. (عن أبي جعفر الباقر عليه السلام:

«فدعا مولي له يقال له: سرجون - و کان يستشيره - فأخبره الخبر، فقال له: أکنت قابلا من معاوية لو کان حيا؟ قال: نعم، قال: فاقبل مني، فانه ليس للکوفة الا عبيدالله بن زياد، فولها اياه، و کان يزيد عليه ساخطا، و کان هم بعزله عن البصرة - فکتب اليه برضائه، و أنه ولاه الکوفة مع البصرة، و کتب اليه أن يطلب مسلم بن عقيل فيقتله ان وجده» (348: 5).