بازگشت

الحسين في مكة


فأقبل حتي نزل مكة، [1] و دخل مكة الجمعة لثلاث مضين من شعبان [2] فأقام بمكة شعبان و شهر رمضان و شوال و ذا العقدة الي ثماني ذي الحجة [3] .

فأقبل أهلها يختلفون اليه و يأتونه و من كل بها من المعتمرين و أهل الآفاق.

و ابن الزبير بها قد لزم الكعبة، فهو قائم يصلي عامة النهار، و يطوف.. و يأتي حسينا عليه السلام فيمن يأتيه، فيأتيه اليومين المتواليين، و يأتيه بين كل


يومين مرة.. و لا يزال يشير عليه بالرأي، و هو عليه السلام أثقل خلق الله علي ابن الزبير، [لأنه] عرف أن أهل الحجاز لا يبايعونه و لا يتابعونه أبدا ما دام الحسين عليه السلام بالبلد، و أن حسينا عليه السلام أعظم في أعينهم و أنفسهم، و أطوع في الناس منه [4] .


پاورقي

[1] 351: 5 من خبر عقبة أيضا.

[2] 387: 5، قال أبومخنف حدثني الصقعب بن زهير، عن عون بن أبي جحيفة.

و قد کان خروجه عليه السلام من المدينة ليومين بقيا من رجب، و علي هذا يکون قد قطع المسافة من المدينة الي مکة في خمسة أيام فقط، و المسافة (500) کيلومتر تقريبا فيکون قد قطع عليه السلام في کل يوم و ليلة مائة کيلومتر تقريبا، أي ما يقرب من (18) فرسخا، و هذا ضعف مقدار المسافة اليومية العادية (8 فراسخ) و يستفاد من هذا: أنه عليه السلام و ان لم يتنکب الطريق الأعظم مخافة الطلب - کما سلف - لما فيه من الخوف و الفرار المشين علي الامام عليه السلام، الا أنه أسرع في سفره.

[3] 381: 5 من خبر عون بن أبي جحيفة أيضا و رواه السبط ايضا عن هشام: 245.

[4] 351: 5 من خبر عقبة أيضا و رواه المفيد: 202.