بازگشت

الحسين عند الوليد


فدخل عليه، فسلم بالامرة، و مروان جالس عنده [و كان مروان قد جلس عن الوليد و صرمه من قبل - كما سبق -] .

فقال الحسين [عليه السلام] - كأنه لا يظن ما يظن من موت معاوية -: الصلة خير من القطيعة، أصلح الله ذات بينكما، فلم يجيباه في هذا بشي ء.

و جاء حتي جلس، فأقرأه الوليد الكتاب و نعي له معاوية، و دعاه الي البيعة. فقال الحسين [عليه السلام] : انا لله و انا اليه راجعون... أما ما سألتني من البيعة؛ فان مثلي لا يعطي بيعته سرا، و لا أراك، تجتزي بها مني سرا دون أن تظهرها علي رؤوس الناس علانية؟ قال: أجل، قال: فاذا خرجت الي الناس فدعوتهم الي البيعة دعوتنا مع الناس فكان أمرا واحدا [1] .


و كان [الوليد] يحب العافية [من أمر الحسين] ، فقال له: فانصرف علي اسم الله حتي تأتينا مع جماعة الناس.

فقال له مروان: و الله لئن فارقك الساعة و لم يبايع؛ لا قدرت منه علي مثلها أبدا، حتي تكثر القتلي بينكم و بينه!، احبس الرجل و لا يخرج من عندك حتي يبايع، أو تضرب عنقه! [2] .

فوثب عند ذلك الحسين [عليه السلام] فقال: يابن الزرقاء [3] أنت تقتلني أم هو؟! كذبت - والله - و أثمت [4] ، ثم خرج، فمر بأصحابه فخرجوا معه حتي أتي منزله [5] .



پاورقي

[1] و رواه الخوارزمي: 183 بلفظ آخر.

[2] و رواه الخوارزمي: 184.

[3] هي الورقاء بنت موهب، کانت من المومسات من ذوات الرايات کما في الکامل (75: 4)، فليس هذا من الامام قذفا، و النبز باللقب السوء هنا کما في القرآن الکريم في شأن الوليد بن المغيرة المخزومي: «عتل بعد ذلک زنيم» و الزنيم في اللغة: الدعي في النسب اللصيق به.

[4] و رواه الخوارزمي: 184، و أضاف: «انا أهل بيت النبوة، و معدن الرسالة، و مختلف الملائکة، و مهبط الرحمة، بنا فتح الله و بنا يختم، و يزيد رجل فاسق، شارب الخمر، قاتل النفس، معلن بالفسق، فمثلي لا يبايع مثله!، و لکن نصبح و تصبحون، و ننظر و تنظرون أينا أحق بالخلافة و البيعة»، و سمع من بالباب صوت الحسين عليه السلام و قد علا، فهموا أن يقتحموا عليهم بالسيوف! و لکن خرج اليهم الحسين عليه السلام فأمرهم بالانصراف الي منازلهم.

و رواه السيد ابن طاووس (ت 693 ه) في اللمهوف، و ابن نما (ت 645 ه) في مثير الأحزان.

[5] 339: 5: قال هشام بن محمد بن أبي مخنف.. و رواه. الخوارزمي: 184 و تمام الخبر: فقال مروان للوليد: عصيتني! لا والله يمکنک من مثلها من نفسه أبدا. (و رواه الخوارزمي: 184).

قال الوليد: و يح غيرک يا مروان! انک اخترت لي التي فيها هلاک ديني! والله ما أحب أن لي ما طلعت عليه الشمس و غربت عنه من مال الدنيا و اني قتلت حسينا عليه السلام (و رواه السبط: 226 باختصار) سبحان الله! أقتل حسينا أن قال: لا ابايع؟! و الله اني لأظن امرا يحاسب بدم الحسين عليه السلام خفيف الميزان عندالله يوم القيامة! (و رواه المفيد: 201).

فقال له مروان: فاذا کان هذا رأيک فقد أصبت فيما صنعت، يقول هذا و هو غير حامد له علي رأيه.

موقف ابن الزبير

و أما ابن الزبير: فقال: الآن آتيکم، ثم أتي داره فکمن فيها، فبعث الوليد اليه فوجده مجتمعا في أصحابه متحرزا، فألح عليه بکثرة الرسل و الرجال في اثره الرجال... فقال: لا تعجلوني، فاني آتيکم، أمهلوني، فلبث بذلک نهاره کله و أول ليلة [و هو] يقول: الآن أجي ء [حتي] بعث الوليد الي ابن الزبير موالي له، فشتموه و صاحوا به يابن الکاهلية! والله لتأتين الأمير أو ليقتلنک! فألحوا علي [ه و] استحثوه [ف] قال: والله لقد استربت بکثرة الارسال و تتابع هذه الرجال! فلا تعجلوني حتي أبعث الي الأمير من ياتيني برأيه و امره!.

فبعث اليه أخاه: جعفر بن الزبير فقال [له] : رحمک الله؛ کف عن عبدالله فانک قد أفزعته و ذعرته بکثرة رسلک، و هو آتيک غدا ان شاء الله، فمر رسلک فلينصرفوا عنا، فبعث اليهم [الوليد] فانصرفوا.

و خرج ابن الزبير من تحت الليل ليلة السبت [لثلاث بقين من شهر رجب] قبل [خروج] الحسين [عليه السلام] بليلة، فأخذه طريق الفرع، هو و أخوه جعفر، ليس معهما ثالث، و تجنب الطريق الأعظم مخافة الطلب، و توجه نحو مکة. (و رواه السبط ص: 236).

فلما أصبح [الوليد] بعث اليه فوجده قد خرج، فقال له مروان: والله ان [خطا الا الي مکة] ، فسرح في أثره الرجال، فبعث الوليد راکبا من موالي بني امية في (ثمانين راکبا) فطلبوه فلم يقدروا عليه فرجعوا.

و بينا عبدالله ابن الزبير يساير أخاه جعفرا، اذ تمثل جعفر بقول صبرة الحنظلي:



و کل بني ام سيمسون ليلة

و لم يبق من أعقابهم غير واحد



فقال عبدالله: سبحان الله! ما أردت [ب] ما أسمع يا أخي؟! قال: والله يا أخي ما أردت به شيئا مما تکره، فقال [عبدالله] : فذاک - والله - أکره الي أن يکون جاء علي لسانک من غير تعمد، و کأنه تطير منه.

و مضي ابن الزبير حتي أتي مکة، و عليها عمرو بن سعيد، فلما دخل مکة قال: انما أنا عائذ، و لم يکن يصلي بصلاتهم، و لا يفيض بافاضتهم، کان يقف هو و أصحابه ناحية، ثم يفيض بهم وحده، و يصلي بهم وحده (343: 5) قال هشام بن محمد عن أبي مخنف و رواه المفيد: 201، و کذلک السبط: 236 و يقول: و خرج الحسين عليه السلام في الليلة الآتية بأهله و فتيانه و قد اشتغلوا عنه بابن الزبير، و يرويه: 245 عن هشام و محمد بن اسحاق: يوم الأحد لليلتين بقيتا من رجب، و قال الخوارزمي: 189 لثلاث مضين من شهر شعبان!.