بازگشت

هلاك معاوية


[ثم مات معاوية لهلال رجب من سنة ستين من الهجرة] [1] .

[ف] خرج الضحاك بن قيس [الفهري] [2] حتي صعد المنبر، و أكفان معاوية علي يديه تلوح، فحمد الله و أثني عليه، ثم قال: ان معاوية كان عود العرب و حد العرب، قطع الله به الفتنة، و ملكه علي العباد، و فتح به البلاد، ألا انه قد مات، فهذه أكفانه، فنحن مدرجوه فيها و مدخلوه قبره، و مخلون بينه و بين عمله، ثم هو البرزخ الي يوم القيامة، فمن كان منكم يريد أن يشهده فليحضر عند [الزوال] .


و بعث البريد الي يزيد بوجع معاوية [3] فقال يزيد في ذلك:



جاء البريد بقرطاس يخب به

فأوجس القلب من قرطاسه فزعا



قلنا لك الويل ما ذا في كتابكم؟

كأن أغبر من أركانها انقطعا






من لا تزل نفسه توفي علي شرف

توشك مقاليد تلك النفس أن تقعا



لما انتهينا و باب الدار منصفق

و صوت (رملة) ريع القلب فانصدعا [4] .




پاورقي

[1] 324: 5: قال هشام بن محمد و في ص 338: قال هشام بن محمد عن أبي مخنف: ولي يزيد في هلال رجب سنة 60 ه.

[2] کان مع معاوية في صفين فجعله علي الرجالة أو القلب من أهل دمشق، ثم ولاه علي ما في سلطانه من أرض الجزيرة ب (حران) فاجتمع اليه (عثمانية) البصرة و الکوفة، فبعث اليه علي عليه السلام مالک الأشتر النخعي فحاربه سنة 36 ه، فجعله معاوية علي شرطته بدمشق، حتي بعثه الي الکوفة سنة 55 ه حينما أراد الدعوة الي بيعة يزيد بولاية العهد، ثم استدعاه منها سنة 58 ه (309: 5) فولاه الشرطة أيضا، فکان عنده علي شرطته سنة 60 ه حينما وفد اليه وفد عبيدالله بن زياد من البصرة و أخذ عليهم البيعة لابنه يزيد (المسعودي 328: 2).

و من الطبيعي أن يکون باقيا علي عمله عند دخول اساري آل محمد الي الشام، و لما هلک معاوية بن يزيد سنة 64 ه دعا الضحاک الناس الي نفسه ثم الي ابن الزبير! حتي قدم مروان الشام و التقي به عبيدالله بن زياد من العراق فأطمعه ابن زياد في الخلافة فدعا الناس الي نفسه فبايعه الناس، فتحصن الضحاک في دمشق ثم خرج لمحاربة مروان ب (مرج راهط) علي أميال من دمشق، فاستطال القتال عشرين يوما ثم هزم أصحابه و قتل، واتي الي مروان برأسه في (المحرم سنة 64 أو 65 ه 544 - 535: 5).

و کان أميرالمؤمنين عليه السلام يقنت عليه باللعن في صلاته (71: 5) و وقعة صفين: 62.

[3] هکذا تنتقل زواية الطبري من الوصية الحاضرة الي البريد الي يزيد، من دون ذکر لسفره و لا لموضع غيبته، و لذلک روي الطبري بعد هذه الرواية رواية اخري عن هشام عن عوانة بن الحکم) ت 157 ه):

«ان يزيد کان غائبا، فدعي معاوية بالضحاک بن قيس الفهري - و کان صاحب شرطته - و مسلم بن عقبة المري صاحب وقعة الحرة بالمدينة، فأوصي اليها، قال: بلغنا يزيد وصيتي».

و تختلف رواية هذه الوصية عن رواية أبي مخنف بعض الاختلاف في الألفاظ و المعاني، فبينما رواية أبي مخنف تذکر أربعة رجال خاف منهم معاوية التخلف عن بيعة يزيد منهم عبدالرحمن بن أبي بکر، اذ لا تذکره هذه الرواية، و بينما تلک تأمر بالعفو و الصفح عن الحسين عليه السلام، اذ هذه تذکر انه يرجو ان يکفيه الله بمن قتل أباه و خذل أخاه - أي الکوفيين - و بينما تلک تأمر بقطع ابن الزبير اربا اربا، اذ هذه توصي بالصلح و عدم الولوغ في دماء قريش! و يؤيد هذه الرواية عدم ذکر ابن ابي بکر في کتاب يزيد الي الوليد، و أنه توفي في 55 ه کما في اسدالغابة، کما سبق و کذا يؤيد هذه الرواية ما عهده معاوية لابن زياد من ولايته علي العراق فيما أودعه عند سرجون الرومي، کما يأتي.

و أما موضع الغيبة: فقد روي الطبري عن علي بن محمد 10: 5 أنه کان ب (حوارين)، و ذکر الخوارزمي ص 177 عن ابن الأعثم: ان يزيد کان قد خرج في نفس اليوم بعد الوصية الي (حوران) للصيد، و بذلک وفق بين الوصية الحاضرة و الغيبة عند الموت.

[4] 327: 5: حدثت عن هشام بن محمد، عن أبي مخنف قال: حدثني عبدالملک بن نوفل بن مساحق بن عبدالله بن مخرمة قال: لما مات معاوية خرج...