بازگشت

هشام الكلبي


ذكره الشيخ النجاشي و سرد نسبه، ثم قال: «العالم بالأيام، المشهور بالفضصل و العلم، و كان يختص بمذهبنا، و له الحديث المشهور، قال: اعتللت علة عظيمة نسيت علمي؛ فجئت الي جعفر بن محمد عليه السلام فسقاني العلم في كأس فعاد الي علمي و كان أبوعبدالله يقربه و يدنيه و ينشطه، و له كتب كثيرة» [1] ثم عد كتبه، و ذكر طريقه اليها، وعد من كتبه: مقتل الحسين عليه السلام، و لعله هو ما يرويه أو أكثره عن شيخه أبي مخنف.

و من الغريب أن الشيخ الطوسي نقل في مختاره من (رجال الكشي) أنه يقول: «الكلبي من رجال العامة؛ الا أن له ميلا و محبة شديدة، و قد قيل: ان الكلبي كان مستورا (أي في التقية) و لم يكن مخالفا» [2] .


ثم لم يذكره الشيخ في (الرجال) و لا في (الفهرست) الا طريقا لما يرويه من كتب أبي مخنف [3] ، و لعل السبب في ذلك يرجع الي أن كتبه التي كانت تخص تاريخ الشيعة هي ما يرويه عن شيخه أبي مخنف، و أما سائر كتبه فليس فيها ما يخص تاريخ الشيعة.

و قد نص كثير من علماء السير و التراجم من العامة علي علمه و حفظه و تشيعه؛ قال ابن خلكان: «كان واسع الرواية لأيام الناس و أخبارهم، و كان أعلم الناس بعلم الأنساب، و كان من الحفاظ المشاهير، توفي 206 ه» [4] .

و قال أبوأحمد بن عدي في كتابه (الكامل): «للكلبي أحاديث صالحة، و رضوه في التفسير، و هو معروف به، بل ليس لأحد تفسير أطول منه و لا أشبع، و هو يفضل علي مقاتل بن سليمان لما في مقاتل من المذاهب الرديئة، و ذكره ابن حبان في الثقات» [5] .


پاورقي

[1] ص 305 ط حجر هند.

[2] ص 390 الحديث 733 ط مشهد، و لا يخفي أن بناء علمائنا الرجاليين علي تقديم قول النجاشي عند المعارضة؛ فقد قال الشهيد قدس سره في (المسالک): «و ظاهر حال النجاشي أنه أضبط الجماعة و أعرفهم بحال الرواة»، و قال سبطه في (شرح الاستبصار): «و النجاشي مقدم علي الشيخ في هذه المقامات کما يعلم بالممارسة»، و قال شيخه المحقق الاسترابادي في (الرجال الکبير) في ترجمة سليمان بن صالح: «و لا يخفي تخالف ما بين طريقي الشيخ و النجاشي، و لعل النجاشي أثبت»، و قال السيد بحر العلوم في (الفوائد الرجالية): «أحمد بن علي النجاشي أحد المشايخ الثبات و العدول الأثبات، و من أعظم أرکان الجرح و التعديل و أعلم علماء هذا السبيل، أجمع علماؤنا علي الاعتماد و أطبقوا علي الاستناد في أحوال الرجال اليه.. و بتقديمه صرح جماعة من الأصحاب، نظرا الي کتابه الذي لا نظير له في هذا الباب، و الظاهر أنه الصواب».

هذا، و قد صرح النجاشي في کتابه في ترجمة الشيخ الکشي يقول «کان ثقة عينا... له کتاب الرجال، کثير العلم، و فيه أغلاط کثيرة... صحب العياشي و أخذ عنه، و روي عن الضعفاء» ص: 363 و قال في ترجمة العياشي: «ثقة صدوق، عين من عيون هذه الطائفة، و کان في أول أمره عامي المذهب ثم تبصر، و کان يروي عن الضعفاء کثيرا»: 247 فلعل الکشي أخذ قوله هذا من العياشي، و هو قال بأن الکلبي من العامة لکونه هو عاميا بادي أمره، و أن الکلبي کان مستورا يعمل بالتقية کما ذکره الکشي.

[3] ص 155 ط النجف.

[4] و قد نقل الطبري عن الکلبي في تاريخه في ثلاثمائة و ثلاثين موردا، و مع ذلک لم يتعرض لترجمته في (ذيل المذيل) و انما ذکر أباه: ص 101 فقال: ان جده بشر بن عمرو الکلبي و بنيه السائب، و عبيد، و عبدالرحمن؛ شهدوا الجمل و صفين مع علي عليه السلام.

[5] لسان الميزان 359: 2.